غزة / سما / توقع مسؤول في شركة كهرباء غزة تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة خلال فصل الصيف إذا لم يتم ترشيد الاستهلاك من قبل المواطنين. وقال مدير العلاقات العامة بشركة توزيع الكهرباء جمال الدردساوي : "المعضلة في هذه القضية، هو عدم وجود حلول جذرية على المدى القريب، مما سيزيد حدة هذه الأزمة، مع قدوم فصل الصيف". وأضاف الدردساوي لصحيفة فلسطين المحلية التي تصدر من غزة الاربعاء: " للأسف لا توجد أي حلول جذرية لمشكلة الكهرباء على المدى القريب، إذ إن أي حل جذري بحاجة إلى عامين من العمل على الأقل لتطبيقه. وقد فكرنا بالعديد من الحلول الجذرية ومن بينها ربط شبكة توزيع كهرباء غزة بالشبكة المصرية، إلا أنه لم يتم إصدار قرار سياسي حتى هذه اللحظة بهذا الشأن". وتابع قائلاً: "المعضلة أن أزمة الكهرباء تتمدد وتزداد يوماً بعد يوم، لأنه من الطبيعي أن يزداد الطلب على الكهرباء، مع وجود الزيادة السكانية، ودخول الأدوات والآلات الحضرية التي تستهلك قدراً عالياً من الطاقة الكهربائية كالمكيفات، فيما لا تزال كمية الطاقة الكهربائية ثابتة على حالها دون زيادة، وهذا أمر غير معقول أو منطقي". إن محطة توليد الكهرباء بقطاع غزة ليس الحل قطعاً، فالطاقة الكهربائية التي تنتجها محطة التوليد بغزة - والكلام لا يزال لجمال الدردساوي- لن تزيد بأي حال عن 100 ميجاوات، في حال تشغيل 3 مولدات، مع العلم أن مقدار الطاقة الذي كانت تقدمه المحطة قبل قصفها عام 2006 من قبل الاحتلال الإسرائيلي كان 218 ميجاوات! "أزمة وطنية" بامتياز! يكمل الدردساوي: " إن تشغيل المحطة بكامل طاقتها أصبح الآن أمراً صعباً، في ظل نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطة، والاصطدام بالحصار والإجراءات الإسرائيلية والضعف المالي للشركة بسبب عدم تحصيلها لفواتير الكهرباء ". أما بخصوص كمية الكهرباء القادمة من داخل الأراضي المحتلة عام 1948ومصر، كما يقول الدردساوي، فإنها لا تزيد بأي حال عن 148 ميجاوات، مما يعني ضرورة أن يتحمل جميع المواطنين مسئولياتهم، سواء أكانوا مؤسسات أو أفرادا، إن كان ذلك على مستوى القطاع الحكومي أو الخاص أو حتى منزل المواطن العادي، باعتبار أن هذه الأزمة "وطنية بامتياز"، وحدتها تتصاعد بشكل غير مسبوق لهذا العام. ويواصل الدردساوي قائلاً: " الأمر يتطلب منا القيام بحملة تحث كافة فئات المستهلكين على ترشيد الاسهتلاك وهو ما سيمكننا من توفير 40% من الطاقة الموجودة الآن. إن هذا الرقم ليس "اعتباطياً أو خيالياً"، حيث إننا قمنا بدراسة جدوى لهذا الأمر، وثبت وبشكل قاطع أن كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية تذهب هدراً إما "بطرق غير شرعية"، أو بالإسراف في استخدامها، في ظل غياب ثقافة ترشيد الاستهلاك ". وأكد الدردساوي أنه في حال التمكن من ترشيد استهلاك الطاقة، فإن ساعات انقطاع التيار الكهربائي خلال موسم الصيف ستقل، وستتمكن الشركة من إدارة الأزمة خلال موسم الصيف، لأنها ستحصل على 50 ميجاوات إن تم ترشيد استهلاك الطاقة من قبل المواطنين، وهو رقم كبير بالفعل. وأشار الدردساوي إلى أن شركة توزيع الكهرباء مستعدة لعقد دورات قصيرة يقوم بها المهندسون العاملون بالشركة من أجل تأهيل عدد من العاملين في المؤسسات العامة والخاصة التي تمتاز باستهلاك عالٍ للطاقة، وذلك للإشراف على استهلاك الطاقة الكهربائية فيها، ومن بين هذه المؤسسات الجامعات والمستشفيات وغيرها. كما يشير الدردساوي إلى أن شركة توزيع الكهرباء قد بدأت أيضاً مشروعاً في إعادة تأهيل شبكات توزيع الكهرباء بقطاع غزة، بتمويل أوروبي، وذلك بتكلفة تقدر بـ10 ملايين شيقل، مما سيعالج وبشكل ملموس الفاقد الفني من الطاقة الكهربائية بالشبكات.