أوضح رئيس الوزراء نتنياهو في لقائه مع الرئيس الامريكي براك اوباما بان الحكومة الجديدة في اسرائيل ملتزمة بمبدأ الدولتين للشعبين واقامة دولة فلسطينية. وقال نتنياهو ذلك في اللقاء المغلق الذي عقده مع اوباما أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقداه بعده. وشدد رئيس الوزراء على انه معني بتبديد علامات الاستفهام حول سياسة الحكومة الجديدة في اسرائيل في الموضوع الفلسطيني. وقد ثارت علامات الاستفهام ضمن أمور اخرى في أعقاب حقيقة أنه في الخطوط الاساس للحكومة الجديدة لا يوجد أي ذكر لاقامة دولة فلسطينية. كما أن تشكيلة الائتلاف مع حزب البيت اليهودي وقسم كبير من الليكود ممن يعارضون الدولة الفلسطينية – فاقمت المخاوف في الاسرة الدولية. "اسرائيل تبقى ملتزمة بالسلام وبحل الدولتين للشعبين"، قال نتنياهو في المؤتمر الصحفي مع اوباما. "نحن نمد يدنا للسلام الى الشعب الفلسطيني وآمل أن تقربنا زيارتك الى جانب زيارة وزير الخارجية كيري من طاولة المفاوضات كي نحث معا الحل الوسط التاريخي". ورغم تصريحات نتنياهو، احتل الموضوع الفلسطيني قسما هامشيا نسبيا من ثلاث ساعات اجتماعهما هو واوباما. وشارك في اللقاء ايضا مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور والسكرتير العسكري ايال زمير من الجانب الاسرائيلي، ومستشار الامن القومي توم دونيلون ووزير الخارجية جون كيري من الجانب الامريكي. وبعد اللقاء والمؤتمر الصحفي عقدت وليمة عشاء شارك فيها ايضا الوزراء موشيه يعلون، يوفال شتاينتس وتسيبي لفني. وعقد اللقاء اساسا بالنووي الايراني وبالحرب الاهلية في سوريا. وتقلصت الفوارق في موقفي نتنياهو واوباما في الموضوع الايراني، ولكن قسما كبيرا من الخلافات بقي على حاله – ولا سيما تلك التي ينبغي اعطاؤها لايجاد حل دبلوماسي قبل فحص خيارات اخرى. ومع ذلك، وخلافا للقاءات سابقة بين الزعيمين، اختارا الا يبرزا الخلافات في المؤتمر الصحفي والتشديد بالذات على نقاط التوافق بينهما وعلى رأسها الحاجة الى منع ايران من نيل سلاح نووي وكذا حق اسرائيل في الدفاع الذاتي حيال ايران. وقال اوباما: "انا لا أتوقع ان تودع اسرائيل القرارات في موضوع امنها في يد الولايات المتحدة". واشار نتنياهو الى أن "لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها حيال كل تهديد، بما في ذلك التهديد الايراني"، وشكر اوباما على أنه هو ايضا يعترف بذلك. اما اوباما من جهته فاوضح في اثناء المؤتمر الصحفي بانه يعتقد بان لا يزال هناك وقت لحل أزمة النووي الايراني بوسائل دبلوماسية. "اعتقد أن هذه مصلحة القيادة الايرانية وهي ايضا ستضمن ان يكون الحل دائما"، قال اوباما. واشار الرئيس الامريكي مع ذلك الى أنه "اذا لم ينجح هذا، كما قلت لبيبي، فاننا نبقي كل الخيارات على الطاولة". ورغم حديثه عن حق اسرائيل في الدفاع الذاتي، اوضح نتنياهو بان لديه ثقة باوباما وانه "مقتنع بان الرئيس اوباما جدي في نواياه لمنع ايران من تحقيق سلاح نووي". واشار الرئيس اوباما الى أنه لا توجد فجوات كبرى بين التقديرات الاستخبارية الامريكية والاسرائيلية بشأن البرنامج النووي الايراني. وكرر نتنياهو هو الاخر ذلك. واضاف ايضا بان اسرائيل تعتقد بان ايران ستحتاج الى سنة كي تركب قنبلة نووية من اللحظة التي تقرر فيها عمل ذلك. ومع ذلك، اوضح نتنياهو بان الطريق الوحيد لمنع ايران من عمل ذلك هو عدم السماح لها بتحقيق ما يكفي من اليورانيوم المخصب الى مستوى عالٍ. وفي اثناء اللقاء اعلن اوباما ونتنياهو بانهما قررا الشروع في محادثات على تمديد اتفاق المساعدات الامنية بين الولايات المتحدة واسرائيل، والذي من المتوقع أن ينتهي مفعوله في العام 2017. وفي اطار الاتفاق تمنح الولايات المتحدة اسرائيل 3 مليار دولار كل سنة لغرض المشتريات الامنية. واشار الزعيمان الى أن المباحثات ستركز على التوقيع على اتفاق لعشر سنوات اخرى. وشدد الرئيس اوباما على أن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة اسرائيل للتزود بمنظومات اخرى "قبة حديدية" وذلك رغم التقليصات في ميزانيات الدولة الامريكية. واشار اوباما الى أنه في اثناء 2013 سيحول الى اسرائيل 200 مليون دولار آخر لهذا الغرض.