خبر : فرصة مميزة للحكومة/بقلم: إيزي لبلار/اسرائيل اليوم 17/3/2013

الأحد 17 مارس 2013 11:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فرصة مميزة للحكومة/بقلم: إيزي لبلار/اسرائيل اليوم  17/3/2013



 في تأخر ظاهر، بعد ستة اسابيع مُعذِّبة من المساومة والحيل والتلون يبدو انه أصبح لنا حكومة في نهاية الامر. إن الرابحين الرئيسين هم ناس يوجد مستقبل والبيت اليهودي الذين عقدوا حلفا على تفاوض مشترك ونجحوا في احباط جهود بنيامين نتنياهو في ضرب بعضهم ببعض. واضطروه في نهاية الامر الى قبول كل مطالبهم الأساسية. والخاسرات البارزات هي الاحزاب الحريدية التي أُبعدت عن الحكومة برغم جهود نتنياهو غير العادية لضمها. يرى كثيرون من الاسرائيليين ان هذه الاحزاب مبتزة مستعدة لأن تبيع اصواتها لمن يزيد في السعر، مع ارادتها ان تفرض التفسيرات الشرعية الأكثر تشددا على الشعب كله، واستُقبل منع دخولها الى الحكومة بارتياح عند أجزاء واسعة من الشعب. سيرأس الحكومة الجديدة بنيامين نتنياهو لكنه سيكون متعلقا بشركائه في الائتلاف تعلقا أكبر مما كان في الماضي. لكنه اذا استغل الوضع كما ينبغي فقد يبدو ان ذلك نعمة خفية. فستكون عنده فرصة مميزة لاقرار وضع اسرائيل في العالم وتنفيذ اصلاحات في المجال الاجتماعي والاقتصادي المهم – وهي اصلاحات لقيت في الماضي معارضة الجماعات الحريدية مرة بعد اخرى. إن دخول يوجد مستقبل (وتسيبي لفني وهي أكثر هامشية) الى الحكومة قد يُخفف شيئا ما العداوة الدولية لاسرائيل وذلك باظهار حقيقة أن الحكومة قطاع عرضي يمثل الشعب بقدر أكبر. إن لبيد رجل مركز حقيقي يلتزم بتصور "الدولتين"، لكنه يؤيد الحفاظ على الكتل الاستيطانية وعلى اريئيل والقدس الموحدة. ومن المؤكد أن آراءه لا تُعرفه بأنه يساري ويتوقع ان يجد فيه نتنياهو توأمه في أكثر الموضوعات. يجب ان يكون التحدي الداخلي الأشد إلحاحا على الحكومة هو عرض خطوات اصلاحية مؤلمة لضمان ألا يُجرب اقتصادنا انهيارا. وعليها ان تعالج موضوعات لا حل لها في مجالات الدين والدولة، وليس الحديث فقط عن الشأن العاطفي في أساسه وهو المساواة في عبء الخدمة العسكرية بل عن ضمان أن يوزن كل الاسرائيليين الذين يحظون بتربية مدعومة ان يدرسوا خطة دراسية أساسية تشمل الرياضيات والانجليزية والمدنيات والتاريخ. وهكذا يُربى الطلاب جميعا على ان يكونوا مواطنين نافعين يعملون كسبا للرزق بدل أن يعيشوا على رفاهة الدولة. ينبغي ان نعامل الحريديين في الحقيقة بأدب واحترام لكن مع الزامهم بأن يشاركوا في عبء المواطنة كما يتمتعون بخيراتها. لأول مرة منذ عقود يوجد اليوم في الكنيست من اعضاء الكنيست المتدينين الصهاينة أكثر مما يوجد من الحريديين. وعند البيت اليهودي فرصة لتغيير النظام الذي يسيطر الحريديون في نطاقه على المؤسسات الدينية كالحاخامية الرئيسة. ويستطيع هذا الحزب ان يدفع قدما بحاخامين صهاينة الى مناصب رسمية وان يزيد بذلك جذب اليهودية الى اسرائيليين لا يقيمون الفرائض بطريق القدوة لا بالارغام. ستغير هذه الحكومة طريقة الحكم وتقلل عدد الاحزاب. ويجب عليها كذلك ان تطور طريقة جديدة لانتخاب اعضاء الكنيست مع الغاء طريقة الانتخابات التمهيدية القائمة التي تُستغل استغلالا سيئا مشحونا بالفساد. برغم حقيقة ان لبيد قاد قوة بشرية جديدة ذات خبرة الى الكنيست، ينبغي تطوير نظام لا يُجند فيه المرشحون للكنيست بحسب النزوات الشخصية لرؤساء الاحزاب. قد يمكن استعمال أجسام متوسطة منتخبة يُنتخب فيها المرشحون مسبقا مع الامتناع عن استعمال الانتخابات التمهيدية استعمالا سيئا. ويُحتاج كذلك الى ترتيب يضمن ان يتحمل أكثر اعضاء الكنيست مسؤولية مباشرة نحو ناخبيهم بدل ان تكون نحو رؤساء الاحزاب. عند نتنياهو اربع سنوات حاسمة يتوقع ان تُتخذ فيها قرارات أساسية ستؤثر في مستقبل اسرائيل. فاذا نجح في اقناع الائتلاف بحصر العناية في صوغ استراتيجيات لأمد بعيد – في سياق مسيرة السلام وتحقيق الاصلاحات في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية وتغيير طريقة الحكم – فسيتم تذكره بأنه واحد من أعظم زعماء الدولة. وعليه كي يحقق ذلك ان يعمل في تصميم على القضاء على الحروب السياسية الداخلية المريبة وان يحصر عنايته في دفع المصلحة القومية لا غير، قدماً.