غزة / سما / لم يكن في مخيلة الصياد الغزي فلاح أبو ريالة، ومن معه من الصيادين على "لنش الشنشولة" الخاص بهم، أن تنتهي رحلة يومين من الإبحار في البحر المتوسط، قبالة السواحل الفلسطينية والمصرية، باصطياد ما وصفت بـ "أكبر سمكة من حيث الوزن والطول يتم اصطيادها من صياد في قطاع غزة". الحكاية بدأت عند عودة فلاح برفقة 8 صيادين إلى ميناء غزة، وعند وصولهم قبالة شاطيء بحر دير البلح في محافظة الوسطى، لاحظ وجود جسم كبير يطفو على سطح الماء، سرعان ما تأكد أنه صيد ثمين، وكبير، لم يسبق له أن شاهده. وقال فلاح "تأكدنا عندها، أن رحلتنا الشاقة التي لم نصطد فيها ما يوازي إبحارنا ليومين، لم تذهب هدراً، فأمامنا الان سمكة وحش أو قرش، كبيرة". وأضاف: "عندها بدأنا بتجهيز معداتنا لاصطيادها، فوزعنا المهام بين الأشخاص التسعة الموجودين على اللنش، وبدأنا ما يشبه معركة مع السمكة الكبيرة". وأكمل شقيقه ماجد القصة، قائلاً: "أحطنا السمكة بالشباك، وبدأنا في محاولة جرها لتقترب من اللنش (القارب)، لكن هذه المحاولات لم تكن سهلة، خصوصاً في ظل محاولات السمكة الإفلات من الشباك بحركة شديدة وتحريك الرأس والذيل بشدة، بصورة تفقدنا مجتمعين القدرة على ان نتحكم بها". وتابع حديثه "استمرت هذه العملية بين الصيادين التسعة، والسمكة الكبيرة، نحو ساعة، قبل أن نتمكن من إغلاق الشباك عليها تماماً، ونرفعها إلى اللنش بالرافعة". وأشار إلى أن عملية صيد السمكة تمت على مسافة نحو 6 أميال بحرية، وعلى عمق يصل نحو 50 متراً، مؤكداً أن الشباك التي استخدمت تمزقت، وتلفت من كبر حجم السمكة، ومحاولاتها المتكررة للخروج منها. عندها، تأكد الصياديون أن أمامهم رزقاً وفيراً وصيداً ثميناً، لم يسبقهم أحد من أسلافهم في اصطياده، إذ يبلغ طول السمكة نحو 3 أمتار، وتبدو بشكل غريب وخطير، من حيث حجم رأسها الكبير، وأسنانها التي لو انقضت على شيء لفتكت به، بحسب الشقيقين فلاح وماجد. وفي ميناء الصيادين استُقبلت السمكة بـ"حفاوة" كبيرة، من قبل عائلة الصيادين أبو ريالة وزملائه، وبدا الجميع بحالة ذهول مما شاهدوه، وباشر بعضهم بالتقاط الصور إلى جانبها، قبل أن يشتريها ياسر مخيمر، وينقلها إلى خان يونس، لبيعها في سوق الاسماك. وقال مخيمر"منذ اللحظة التي شاهدتها، قررت شراءها بأي ثمن، فحجمها وشكلها يبدو غريباً للغاية، وسيلفت انتباه الناس، وسيقبلوا على شرائها بسهولة ويسر، وهذا ما حدث بالفعل". وذكر أن وزن السمكة يبلغ نحو 300 كم، وقد تم بيعها على مدار يومين، ووجدت إقبالاً واسعاً من المتسوقين الذين كانوا يصطفون لمشاهدة هذا "الكائن الغريب"، مشيراً إلى أنه باع الكيلو غرام الواحد بـ 20 شيكلا (اكثر من خمسة دولارات بقليل)، وكان يمكن بيعه بسعر أعلى، لو مصادفة ذلك مع عرض كميات كبيرة من الأسماك في السوق.
