تُجرب النرويج على الخصوص مسار "حساب نفس" يتعلق بالمساعدة المالية التي تقدمها الى السلطة الفلسطينية. والحديث عن واحدة من أكبر الداعمات للسلطة الفلسطينية في اوروبا، وهي تمنح السلطة كل سنة تعبيرا عن ذلك مساعدة تزيد على 50 مليون دولار. وقد صحا بعضهم الآن وبدأت تظهر في وسائل الاعلام المحلية اسئلة مثل "الى أين يذهب مالنا في الحقيقة؟". بلغت علامات السؤال المتعلقة بأهداف النفقة النرويجية الى البرامج الواقعية في التلفاز الرسمي (ان.آر.كي). وخرج أحد المراسلين من هذه المحطة وهو تورمود ستراند الى الميدان للفحص، وأنتج وأذاع بالتعاون مع المنظمة الاسرائيلية "نظرة في وسائل الاعلام الفلسطينية" ومع مديرها ايتمار ماركوس، تقريرين عُرضت فيهما بلا تنميق جميع أمواج كراهية اسرائيل والشعب اليهودي من انتاج قسم برامج التلفاز الفلسطيني. عرف النرويجيون في جملة ما عرفوا ان محطة السلطة تولي "بروتوكولات حكماء صهيون" قدرا عاليا من الثقة وهي تلك الوثيقة المزورة التي تدعي وصف كيف يتآمر حكماء اليهود للسيطرة على العالم. وتناول التقرير الثاني سؤال "الى أين تصل أموال المساعدة النرويجية التي تُنقل الى السلطة الفلسطينية؟"، وهي تبلغ بحسب التحقيق النرويجي بين جملة من تبلغ اليهم الى جيوب عائلات القتلة الفلسطينيين الكبار المسجونين في اسرائيل أو للنفقة على اذاعة برامج الكراهية والتحريض. وقد سألت ستراند في مكالمة هاتفية هل لقي صعوبات وضعت في طريقه لبث التقارير من قبل المحطة الرسمية في اوسلو، وكان جوابه بـ لا. والى ذلك كان لبث هذين التقريرين آثار سياسية في الدولة، فقد أُنشئت في البرلمان النرويجي لجنة تحقيق فُرض عليها ان تفحص عن اسئلة صائبة مثل هل يتم الاستمرار في المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية، واذا كان ذلك فكم يحول من المال. على حسب تقدير المطلعين على الامور في اوسلو قد يستمر تحويل المال لكن لمشروعات محددة جيدا ليست محطتها النهائية تمويل الارهاب مثلا. يمكن ان نشير الى تغيير ما في المزاج العام النرويجي يتعلق بالمساعدة المالية للفلسطينيين على الأقل. والحديث ايضا عن استقبال مفاجيء مشجع لسفير اسرائيل الجديد في اوسلو البروفيسور نعيم عرايدي الذي عينه وزير الخارجية ليبرمان في تموز 2012. يحظى عرايدي بسماع تصريحات مختلفة عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهي تُسمع على لسان وزير الخارجية النرويجي، أسبان بارت إيدا، أكثر "توازنا" بقليل الآن وهي معتدلة وتخالف في روحها ما كان من سلفه. لم تقلب النرويج جلدها الى الآن في الحقيقة لكن من الممكن جدا ان ينجح التقريران المذكوران آنفا اللذان أُذيعا في قنوات التلفاز الرئيسة في إذابة الجليد الشمالي شيئا ما.