أصر رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد على تقليص حجم الحكومة في المفاوضات الائتلافية التي أدارها مع رئيس الوزراء، وحقق مبتغاه: في الحكومة القادمة سيكون 21 وزيرا، بمن فيهم نتنياهو. وقد أوفى لبيد بوعده لناخبيه، وتقليص الحكومة كان غاية جديرة. ولكن "صورة النصر" لحكومة صغيرة بدون الاصوليين تحققت بثمن زيادة عدد الوزراء من الليكود بيتنا وتعزيز الاغلبية اليمينية والقومية المتطرفة في الحكومة وفي لجانها، على حساب الوزراء المعتدلين من أحزاب الوسط. ويبرز الانشغال في عدد وزراء الحكومة، مع كل أهميته الرمزية، ما ينقص في المفاوضات الائتلافية: النقاش في سياسة الخارجية والامن لاسرائيل، او الخطة الاقتصادية للحكومة الجديدة. لبيد ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت تمسكا بالضحالة المتزلفة للشعب التي ميزت حملة الانتخابات للكنيست. وحسب التفاصيل التي تسربت عن المفاوضات، فانها تركزت على مسائل مثل تجنيد مقلص للاصوليين، او السيطرة في حقيبة التعليم، وليس على علاقات اسرائيل مع الفلسطينيين، مستقبل البناء في المستوطنات أو مصادر التمويل للتقليص اللازم في ميزانية الدولة. في الاسبوع القادم سيصل الى اسرائيل الرئيس الامريكي براك اوباما ورؤساء الاحزاب يتصرفون وكأنهم يعيشون في كون موازٍ. لقد امتنع نتنياهو على عرض برنامج سياسي قبل الانتخابات، خشية شرخ في الليكود بيتنا حول "صيغة بار ايلان" للدولتين للشعبين. وهو يواصل الحفاظ على الغموض الان ايضا، كي لا يثير الخلافات في الائتلاف الذي لم يتبلور بعد. ويبرز بينيت ولبيد المسائل المتفق عليها بينهما، مثل "المساواة في العبء"، ويكنسان جانبا خلافات الرأي على المناطق والمستوطنات. ذات الغموض يظهر ايضا في المواضيع الاقتصادية، التي وقعت على رأس اهتمام الناخبين، وستشغل الحكومة القادمة فور ادائها اليمين القانونية. ان سلوك نتنياهو، لبيد وبينيت يثبت أنهم يهتمون أساسا بصورتهم العامة كمن اصروا على موقفهم في المفاوضات الائتلافية، ويدعون مشاكل الدولة تحل من تلقاء ذاتها أو تحظى بالاهتمام لاحقا، بعد أن تتشكل الحكومة. نهجهم ضار ومرفوض: عليهم أن يوضحوا منذ الان للجمهور ماذا ستكون سياسة الحكومة بقيادتهم في المسائل الوطنية المركزية.