القاهرة وكالات قال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إن المؤسسة لا علاقة لها بفشل وثيقة نبذ العنف، وأن الفشل يتحمله الساسة الموقعون عليها بوصفهم المسؤولين عن الحراك السياسي في البلاد، أما الأزهر فانحصر دوره في جمع كل الأطياف السياسية، سواء في السلطة أو في المعارضة، وأقنعهم بضرورة حقن دماء المصريين، أما التنفيذ على الأرض فيقع على عاتق القوى السياسية ذاتها . وأضاف الطيب، في تصريحات خاصة ل”الخليج”، على هامش لقائه وفد الكنائس الأمريكية، ان الأزهر لا يستطيع إجبار الساسة على وقف العنف الدائر في مصر حالياً، فدوره هو النصح والتوجيه فهو ليس جهة اتخاذ قرار، بل إنه لا يستطيع تحديد الطرف الذي أخل بتعهداته في وثيقة نبذ العنف لأن علماء الأزهر لا علاقة لهم بالتحقيقات الجارية، والمشهد بأكمله مشهد ضبابي لا يستطيع أحد كشف كامل أبعاده . ونفى الطيب وجود اضطهاد ديني في البلاد، مؤكداً أن المصريين من أصحاب الديانات السماوية الثلاث يمارسون شعائرهم بكل حرية، وأصر الأزهر على النص على ذلك في الدستور الجديد، وتم له ذلك . من جانب آخر أوصى شيخ الأزهر، وفد الكنائس الأمريكية بأن يظهروا للناس في عظاتهم الدعوة إلى الأخلاق الحسنة، وأن يبيِّنوا لهم الآثار السلبية السيئة للخروج عن الأخلاق؛ “فالدين والأخلاق وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن انفصال أحدهما عن الآخر” . إلى ذلك، أكد مفتي مصر الدكتور شوقي علام ضرورة إجراء مصالحة وطنية شاملة وحقيقية بين أطياف الشعب المصري للخروج من التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن خلال هذه الأيام، وأهمية المساندة الدولية لمصر للخروج من أزمتها الحالية . وأوضح خلال لقائه السفير الإيطالي بالقاهرة ماوريتسيو مساري أمس، أن المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف لن تتخلى عن دورها الوطني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر، وسوف تبذل جهداً أكبر في المرحلة المقبلة في سبيل لم الشمل وتحقيق الاستقرار .
