رام الله/سما/قالت القائم بالأعمال بالإنابة للبعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك فداء عبد الهادي ناصر، إن قمع إسرائيل العنيف للاحتجاجات المدنية السلمية ينجم عنه خسائر واسعة النطاق ويزيد من زعزعة استقرار الوضع. جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثتها ناصر، اليوم الاثنين، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (الاتحاد الروسي)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكرت فيها أن الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، لا تزال آخذة في التدهور بسبب استمرار إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بممارساتها القمعية والعنيفة ضد الشعب الفلسطيني في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأشارت ناصر إلى مشاركة مئات الفلسطينيين في مظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد المعاملة السيئة للآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك التعذيب الذي تعرض له الأسير عرفات جرادات وأدى لاستشهاده، وتضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، وكذلك ضد حملة إسرائيل الاستيطانية وتشييد الجدار في الأرض الفلسطينية. وفي هذا الصدد، ذكرت أنه في يوم الجمعة، 1 مارس/آذار، قامت مظاهرات عديدة، بما في ذلك في رام الله، وبيت لحم، والقرى المحيطة بها، ونابلس، والخليل، وبلعين، والنبي صالح، وعناتا، وسلفيت، وأبو ديس، والرام، وعلى حاجز قلنديا بين رام الله والقدس حيث أصيب محمود عودة (20 عاما) بجروح خطيرة بعد إطلاق الرصاص الحي عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أصيب الصحافي الفلسطيني جهاد القاضي بعيار ناري أثناء تغطيته مظاهرات خارج سجن ’عوفر’ قرب رام الله، مبينة أنه سبق احتجاجات يوم الجمعة مظاهرات أخرى على مدار الأسبوع، أصيب خلالها طفلان فلسطينيان من مخيم عايدة للاجئين قرب بيت لحم بجروح خطيرة نتيجة استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وأشارت إلى تقارير أفادت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت صبيا فلسطينيا كدرع بشري عندما تصدت للمتظاهرين بالقرب من سجن ’عوفر’ في 17 فبراير/شباط 2013. وذكرت أنه بالإضافة إلى العنف المنهجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين، فإن الهجمات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون ما زالت مستمرة أيضا ومن بين الأحداث الأخيرة تعرض امرأة فلسطينية في القدس الشرقية في 25 فبراير/شباط لاعتداءات على يد الغوغاء من المتطرفين الإسرائيليين، واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على مجموعة من الطلبة الفلسطينيين في قرية بورين. وقالت إن محنة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل لا تزال مستمرة، ففي حين أنهى جعفر عز الدين وطارق قعدان إضرابهما عن الطعام في أعقاب صدور قرارات بعدم تمديد فترة اعتقالهما، واصل الأسيران سامر العيساوي و أيمن شراونة إضرابهما عن الطعام احتجاجا على احتجازهما غير القانوني دون تهمة، وقد تم نقلهما إلى المستشفى بسبب تدهور حالتهما الصحية، كما أن الأسير محمد تاج، المضرب عن الطعام لفترة تجاوزت 70 يوماً، في حالة صحية حرجة. و لفتت ناصر انتباه المجتمع الدولي، مجددا، إلى محنة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وضرورة احترام حقوقهم الإنسانية والمطالبة بالإفراج عنهم. وأضافت أن عدد الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل في تزايد مستمر مع استمرارها بحملة الاعتقالات، بما في ذلك الأطفال والمدنيين الذين يشاركون في احتجاجات ضد الاحتلال. وذكرت أنه في يوم 27 فبراير/شباط اعتقلت إسرائيل 17 فلسطينيا على الأقل في مدن الخليل، وبيت لحم، ورام الله، ونابلس، وطولكرم، وفي الأول من مارس/آذار، اعتقلت العديد من القادة الفلسطينيين الذين ينتمون إلى حركة ’فتح’، وقامت بالتحقيق معهم في القدس الشرقية، وفي 28 فبراير/شباط أصدرت حكما على فتى فلسطيني في الخليل بالسجن 19 شهراً بزعم قيامه برشق الحجارة. وتابعت أن التقارير تؤكد أنه خلال شهر فبراير/شباط المنصرم وحده اعتقلت إسرائيل ما لا يقل 382 عن فلسطينيا، من بينهم 10 نساء. وأكدت ناصر أن كل هذه الممارسات الإسرائيلية تؤدي إلى تفاقم التوترات وتشكك في إدعاءات إسرائيل بالالتزام بتحقيق سلام من شأنه أن يضع نهاية للاحتلال العسكري البغيض وتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني والسلام والأمن بين فلسطين وإسرائيل. وبينت أنه بينما تستمر إسرائيل بالتصرف في تناقض تام مع هذه الأهداف، فإن مسؤوليات المجتمع الدولي واضحة ولا بد له من بذل جهود جادة، ومن قبل مجلس الأمن بصفة خاصة، لإعلاء شأن القانون ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، ويجب أن يكون الهدف المباشر هو تهدئة الوضع الراهن المضطرب والعمل على إيجاد بيئة مناسبة للنهوض هذا العام في تحقيق حل الدولتين، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ مدريد، ومبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق للجنة الرباعية، قبل أن يتم تقويض هذا الحل بالكامل من قبل السلطة القائمة بالاحتلال.