خبر : خيارات نتنياهو المحدودة ... د. سفيان ابو زايدة

الأحد 03 مارس 2013 09:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
خيارات نتنياهو المحدودة ... د. سفيان ابو زايدة



انتهت الفترة الزمنية الاولى التي منحها الرئيس الاسرائيلي بيرس لنتنياهو لتشكيل حكومة جديدة و التي مدتها اربعة اسابيع دون ان ينجح في تشكيل الحكومة، و وفقا للقانون منحة مساء السبت مدة اسبوعين اضافيين لاتمام مهمته التي تبدو غاية في الصعوبه و لكنها غير مستحيلة، حيث في عالم السياسية و تحالفاتها الحزبية لا يوجد مستحيل او غير ممكن. نتنياهو اضاع فترة الاربع اسابيع و هو يحاول فكفكت تحالف لبيد- نفتالي بينت القائم ليس على اساس سياسي او ايديولوجي، حيث التناقضات بينهم كبيرة جدا، و لكنه قائم على اساس امرين، الاول هو القاسم المشترك فيما بينهم   بكل ما يتعلق بتجنيد اليهود المتدينين للخدمة في الجيش و تفضيلهم تشكيل حكومة بدون شاس و يهودوت هتوراة  و الامر الاخر هو عدم اعطاء الفرصة لنتنياهو الاستفراد بأحدهم على حساب الطرف الاخر. في سياق محاولات نتنياهو للتغلب على هذه المعضلة حاول التحايل على زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفتش التي رفضت حتى الان الاستجابة لكل العروض المغرية التي قدمها لها . الرفض ( حتى الان) ينبع ايضا من امرين اساسيين ، الاول ان هناك فارق كبير بين المنهج الاقتصادي و الاجتماعي الذي تؤمن به يحيموفتش و الامر الاخر هو عدم ثقتها بنتنياهو حيث هناك شعور انه فقط يريد ان يستخدمها كوسيلة من اجل الضغط على لبيد و بينت. مهمة نتنياهو صعبة للغاية ، و الخيارات امامه محدودة جدا، و على الارجح ان لعبة العض على الاصابع بينه و بين لبيد و بينت ستنتهي بتنازل نتنياهو اولا. عامل الوقت المحدود جدا و حجم التناقضات و زيارة اوباما التي تعتبر سيف آخر مسلط على رقبتة ، كل ذلك يجعل احتمالية ان يتنازل نتنياهو عن تحالفه مع شاس و تشكيل حكومة بدونهم احتمال اكثر واقعية.نتنياهو و طواقمه التفاوضية يعملون الان على مدار الساعة من اجل انجاز مهمة تشكيل الحكومة باي ثمن ممكن. الخيارات امامه محدودة و هي على النحو التالي: الخيار الاول امام نتنياهو  هو تشكيل حكومة من الليكود - بيتنا، هناك مستقبل، البيت اليهودي، الحركة بزعامة ليفني و كاديما بزعامة موفاز. من حيث عدد اعضاء الكنيست ستكون حكومة مستقرة حيث ستتمتع بدعم 69 عضو كنيست. المشكلة ستكون في المستقبل حول العديد من القضايا، اهمها الموضوع الاقتصادي حيث ليس من السهل الاتفاق على موازنة الدولة و بالتالي تمريرها في الكنيست، الامر الاخر حول آلية تجنيد المتدينين و دمجمهم في سوق العمل و الامر الثالث هو التناقضات الكبيرة بين هذه الاطراف في كل ما يتعلق بالعملية السياسية.  الخيار الثاني امام نتنياهو هو تشكيل حكومة تشمل الليكود- بيتنا، البيت اليهودي، شاس، يهودوت هتورة، ليفني و موفاز، هذا اذا نجح نتنياهو في اقناع نفتالي بينت الانفصال عن لبيد. هذه الحكومة هي الافضل بالنسبة لنتنياهو و لكنها على ما يبدو بعيدة المنال.  الخيار الثالث امام نتنياهو هو ان ينجح  في اقناع شيلي يحيموفتش في الانضمام لحكومتة بعد ان يستجيب لكل مطالبها و بالتالي يتم تشكيل الحكومة من الليكود-بيتنا و العمل و المتدينين و ليفني و موفاز. المهمة مستحيلة حتى الان و لكنها ممكنه. الخيار الرابع وهو اذا ما فشلت كل هذه الخيارات الثلاثة لن يكون هناك مناص سوى الذهاب الى انتخابات جديدة ، هذا الامر ايضا شبه مستحيل، لم يحدث مسبقا في تاريخ اسرائيل ان حدث مثل  هذا الامر، و لكنه لاول مرة يكون هذا الخيار مطروح  على الرغم من ضعف حدوثة ،  لكنه ليس مستحيل.لا يوجد اي احتمال، بل لا يوجد اي سبب يجعل لبيد يتحالف مع نتنياهو بدون نفتالي بينت و لا يوجد اي احتمال ان يوافق على المشاركة في حكومة مع شاس و يهودوت هتوراة بسبب الموقف من التجنيد. على اية حال هناك استطلاعات للرأي اجرتها مراكز اسرائيلية في الاونة الاخيرة جميعها تشير الى تصاعد في قوة لبيد ، حيث تعطية الاستطلاعات الاخيرة 31 مقعدا و كذلك ارتفاع البيت اليهودي من 12 الى 14 مقعدا مما يؤكد أن هناك رضى من قبل الشارع الاسرائيلي لهذين الحزبين على موقفهم الثابت من استبعاد المتدينين عن الحكومة القادمة و يؤكد على دعم موقف لبيد تجاه تجنيدهم للخدمة في الجيش. هذه النتائج تجعل لبيد و بينت اكثر قوة في مفاوضاتهم مع نتنياهو خلال الاسبوعين القادمين. الاستطلاعات ايضا تشير بالمقابل الى تراجع حزب الليكود – بيتنا من 31 الى 26 مقعدا و كذلك تراجع كل من حزب العمل و حزب الحركة التي تقوده تسيفي ليفني. اذا لم ينجح نتنياهو في تشكيل الحكومة خلال الاسبوعبن القادمين لن يكون هناك خيار امام رئيس الدولة بيرس سوى الطلب من عضو كنيست آخر بتشكيل حكومة جديدة مع الادراك المسبق ان هذه المهمة ستكون مستحيلة، بمعنى ان لم يستطع نتنياهو تشكيل الحكومة فلن يستطيع اي شخص آخر القيام بهذه المهمة. من الناحية الحسابية يمكن تكليف لبيد بهذه المهمة و بالتالي يستطيع ان ياخذ معه العمل و البيت اليهودي و كاديما و ليفني، هذا الامر اكثر من مستحيل  لان لبيد غير مؤهل بعد بأن يصبح رئيس وزراء في هذه الدورة ، الا اذا استهواه الامر و حاول تجريب ذلك.الى ان يتم تشكيل حكومة جديدة سواء كان برئاسة نتنياهو او اي شخص آخر، او الذهاب الى انتخابات جديدة ستبقى الحكومة الحالية التي هي بمثابة حكومة انتقالية تدير شؤون الدولة دون اتخاذ قرارات استراتيجية على الصعيدين العسكري و السياسي الا في حالات محددة جدا. Dr.sufianz@gmail.com