خبر : على حافة الجرف: تفضلات وقطيعات/بقلم: إيزي لبلار/اسرائيل اليوم 3/3/2013

الأحد 03 مارس 2013 01:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
على حافة الجرف: تفضلات وقطيعات/بقلم: إيزي لبلار/اسرائيل اليوم  3/3/2013



تواجه اسرائيل تحديات لا مثيل لها في حين ما زال قادتنا جميعا يشغلون أنفسهم بالحيل والمؤامرات مع البحث الذي لا ينقطع عن القوة. ويفرك اصدقاؤنا وحلفاؤنا أعينهم في ذهول في حين ان الأعداء الذين يقفون على أبوابنا يبتهجون ويُسرون لرؤية هذه العروض التي لا مسؤولية فيها.يكفينا وحسبُنا. يجب علينا ان ننقل رسالة تقول انه اذا استمر ساستنا في التصرف في عدم مسؤولية ولم ينظموا سلوكهم فسنرسلهم الى بيوتهم في الانتخابات القادمة.أنا أتوجه الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأقول: أوضح للأمة أنك مستعد للتكيف والتوصل الى تسوية في الموضوع المركزي الذي هو في ظاهر الامر العائق الرئيس عن انشاء الحكومة. وأوضح أنك تقبل بحسب تغييرات ضئيلة بحسب الحاجة، مطلب حزب يوجد مستقبل الذي يقول بأن يُلزم الحريديون بصورة تدريجية وفي مدة خمس سنوات بالخدمة في الجيش الاسرائيلي، أو خطة خدمة مدنية ما. وينبغي الى ذلك تطبيق اصلاحات تُمكّن اليهود الحريديين من العمل للعيش بدل ان يعتاشوا على رفاه الدولة.إن هذا التدخل في شؤون الدين والدولة تأخر زمنا طويلا وسيكون معبرا بلا شك عن ارادة الشعب. وإن محاولة الحفاظ على النظام القديم بواسطة عرض تغييرات تجميلية لا غير ستثير غضبا في الدولة.والى ذلك وفي ضوء الزيادة السكانية الحادة في الوسط الحريدي فان الامتناع عن عمل الآن قد يضعف النسيج الاجتماعي للمجتمع، فان هذا الامر قد يفضي في غضون سنوات الى انهيار اقتصادي نتاج عدد الاسرائيليين القادرين الذين تدعمهم مؤسسات الرفاه والذي أخذ يزداد. وفي اللحظة التي يتم فيها احراز اتفاق على هذه الأسس لن تكون أية حجة لعدم انشاء الحكومة الوطنية الأوسع.وفيما يتعلق بمسيرة السلام فان الفروق بين نتنياهو والاحزاب الاخرى ما عدا البيت اليهودي الذي يطلب ضم يهودا والسامرة، في شؤون السياسة الخارجية هي في الحد الأدنى. فحزب يوجد مستقبل يدعو الى جهود أكبر لمفاوضة الفلسطينيين، لكن من الواضح أنه لا يدفع الى الأمام بتنازلات اخرى من طرف واحد ويؤيد سلامة القدس والحفاظ على اريئيل. وحتى لو حافظت تسيبي لفني على دور ورقة التين البائسة بصفتها "رئيسة مسيرة السلام"، فان نشاطها لا يتوقع ان يتحول الى واقع ما لأن أبو مازن والسلطة غير مستعدين للمصالحة ولا يوجدان في موقع يُنجح العمل المتبادل. وينبغي ان نفترض ان نتنياهو دافع في عناد كبير عن الحقوق المعطاة للحريديين فان الحكومة الجديدة كانت قد نشأت منذ زمن. لكن هذا ماء جرى تحت الجسر. اذا وافق نتنياهو الآن على اصلاحات تتناول الدين والدولة فان حزب يوجد مستقبل والبيت اليهودي اللذين يعلنان بأنهما مثل أكثر الأمة يؤيدان تعيين رئيس الوزراء – سيتغلبان على العوائق الباقية وينضمان الى الحكومة. من المؤسف جدا انه توجد دلائل تقول ان هذين الحزبين اللذين عصف نجاحهما الانتخابي برأسيهما يُقدمان طلبات غير معقولة اخرى. عندي من جهة شخصية عطف قليل على شاس وأنا اؤمن أنها حصرت عنايتها خلال أكثر وجودها حصرا مطلقا في استغلال الحكومات المختلفة لصالح وسطها بدل ان تهتم للمصلحة الوطنية. وأسهمت ايضا في الفساد الطاغي في مؤسسات الدولة الدينية وأدت دورا مهما في بناء التوترات وصوغ الآراء المسبقة المعارضة للدين. وبرغم ذلك فان شاس حزب انتُخب بصورة ديمقراطية واذا لاءم نفسه لارادة الشعب بشأن الاصلاحات الدينية فسيكون من الاضطهاد ان يُسلب حقه في المشاركة في حكومة واسعة. اذا رفض لبيد بحسب الاشاعات الانضمام الى حكومة تكون شاس عضوا فيها فان الحديث عن فضيحة. ان لبيد وبينيت معا جديدان في الساحة السياسية ولا يجوز لهما ان ينسيا حقيقة ان الناخبين أيدوهما برغم أنهما لا يملكان أي سجل سابق سياسي. ونبع أكثر تأييدهما من ان الاسرائيليين ضاقوا ذرعا بفساد الاحزاب السياسية المؤسسية. فعلى لبيد وبينيت ان يُظهرا قليلا من الانسانية في البدء على الأقل الى أن يزدادا حُنكة في عملهما. اذا استمر لبيد وبينيت في عرض طلبات غير معقولة بعد ان يقبل الليكود مطالبهما بشأن الدين والدولة، وأوجبا على الأمة بذلك ان تواجه انتخابات مُبذرة اخرى فسيقفان ضد ارادة الشعب ويخونان المصوتين لهما الذين أيدوهما كي يتغلبا على السياسة المُسفة ويوحدا الشعب.