خبر : اشادت بالتعاون السياسي والعسكري مع مصر .. إسرائيل تطالب القاهرة بإعادة السفير الى تل ابيب

السبت 23 فبراير 2013 12:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اشادت بالتعاون السياسي والعسكري مع مصر .. إسرائيل تطالب القاهرة بإعادة السفير الى تل ابيب



غزة ـ  ضمن خطوات تظهر أن دروب الدبلوماسية العربية والإسلامية مع إسرائيل لا تأخذ طرقا معتدلة وعلنية، وإنما تسير في دهاليز أرضية لا يعرفها سوى قلة من السياسيين، كشفت تل أبيب الجمعة عن جهود تبذل في هذه الأوقات لإعادة تحسين علاقاتها الدبلوماسية التي تشهد خمولا مع مصر بعد الثورة، وشبه قطيعة مع تركيا بعد حادثة سفينة مرمرة.مصادر سياسية كبيرة في تل أبيب دعت بشكل صريح مصر الجمعة إلى إعادة سفيرها عاطف سالم إلى إسرائيل، في أعقاب استدعائه من قبل الرئيس محمد مرسي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.وكانت القاهرة استدعت سالم بعد أن نكثت تل أبيب باتفاقية التهدئة على غفلة، وشنت حرب ’عامود السحاب’ يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر)، باغتيالها أحمد العبري قائد أركان حركة حماس.المصادر السياسية في تل أبيب أبدت في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية لهفتها لإعادة السفير المصري، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بالشكل التي كانت عليه، فتحدثت عن أن فترة غيابه عن مكتبه في تل أبيب طويلة، ولم تنس الحديث عن اختفاء أسباب استدعائه بالكامل، وعن جهود مصر في هذا المجال، إذ قالت ’الهدوء يسود الميدان وذلك بفضل الدور البناء والايجابي لمصر في إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها في أعقاب العملية العسكرية في قطاع غزة’.ولا تزال مصر تتابع اتفاق التهدئة الأخير الذي رعته بين الفصائل بغزة وبين إسرائيل، والذي أنهى حرب ’عامود السحاب’، وأرسى قواعد بين الطرفين الفصائل وإسرائيل أساسها وقف الهجمات المتبادلة، مقابل تحسينات إيجابية على حياة السكان المحاصرين في القطاع.ولم تغفل إسرائيل في إطار حديثها عن تحسين العلاقات مع مصر عن الإعراب عن أسفها لعدم وجود قناة اتصال مباشرة بين الرئيس المصري محمد مرسي، وأي من المسؤولين الكبار في تل أبيب، لكن بخلاف ذلك (أي القطيعة بين شخص مرسي والمسؤولين الإسرائيليين) تحدثت المصادر السياسية في تل أبيب عن وجود ’علاقات وتعاون وثيق على المستويات السياسية والعسكرية بين البلدين’.وأوضحت أن هذا التعاون وجد تعبيرا له في زيارة الوفود العسكرية الإسرائيلية والمصرية لكلا البلدين مؤخرا، وقالت المصادر ان ’اللجنة العسكرية المشتركة للبلدين تلتئم بصورة منتظمة وروتينية كما هو الحال بالنسبة للجنة الإسرائيلية المصرية الخاصة بالمناطق الصناعية المؤهلة المعروفة باسم (quiz)’.يذكر أن النظام المصري الجديد الذي يرأسه مرسي وهو أحد قادة الإخوان المسلمين التي عارضت اتفاقية ’كامب ديفيد’ للسلام مع إسرائيل، أعلن بشكل واضح عن اعترافه بكل اتفاقيات مصر السابقة، بما فيها اتفاقية السلام، وذلك ضمن جهود النظام لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، لكن منذ صعود مرسي على كرسي الحكام يجري أي اتصال بالمسؤولين في تل أبيب، وتحدثت تقارير سابقة عن رفضه الحديث مع رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو.لكن الرجل أرسل برسالة دافئة إلى نظيره الإسرائيلي شمعون بيريس لتعيين سفيره الجديد قبل أن يسحبه من تل أبيب، بدأها بعبارة ’ عزيزي وصديقي العظيم، وانهاها بـ’صديقك الوفي’، وهو ما عرضه لحملة انتقادات مصرية واسعة.وعلى صعيد تركيا فقد رفض ديوان نتنياهو التعليق على النبأ الذي أوردته صحيفة تركية نقلاً عن مصادر إسرائيلية بشأن إجراء محادثات سرية بين البلدين، سعياً لتحقيق انفراجة في العلاقات المتأزمة بينهما تمهيداً لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل.وكانت الصحيفة التركية ذكرت أن أنقرة باتت مستعدة للتخلي عن مطالبتها إسرائيل برفع طوقها البحري عن غزة، فيما تقوم إسرائيل بتعويض ذوي القتلى الأتراك الذين كانوا على ظهر السفينة (مافي مرمرة) التي اعترضها سلاح البحرية في طريقها إلى غزة.ونشبت خلافات بين البلدين الحليفين في أعقاب مهاجمة البحرية الإسرائيلية لسفينة ’مرمرة’ خلال إبحارها على رأس أسطول بحري يحمل مساعدات لغزة في نهاية مايو من العام 2010، ما أدى وقتها إلى مقتل تسعة من المتضامنين الأتراك.وطلبت تركيا من إسرائيل الاعتذار ورفع الحصار عن غزة مقابل إنهاء الأزمة، لكن تل أبيب رفضت، وهو ما جعل تركيا تسحب سفيرها من تل أبيب، وتطرد سفير تل أبيب من أنقرة، وتخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بشكل كبير.وكان رئيس الوزراء التركي وصف هجوم إسرائيل على ’أسطول الحرية’ ومن ضمنه سفينة مرمرة، بأنه ’إرهاب دولة’.وأصدرت لجنة تحقيق دولية شكلها مجلس حقوق الإنسان، وتتكون من ثلاثة خبراء مستقلين نتائج أولية تدين إسرائيل.