غزة / سما / قال ناشط كندي كان على متن أسطول الحرية "مرمرة"، الذي هاجمته إسرائيل قبالة شواطئ مدينة غزة عام 2010، إن إسرائيل كانت تبيّت نية قتل المتضامنين، مشيرًا إلى أن جميع ضحايا الهجوم التسعة قتلوا من مسافة "الصفر". وعرض كيفين نيش، الناشط الحقوقي الكندي في محاضرة ألقاها في مركز الدراسات السياسية والتنموية بمدينة غزة، امس الأربعاء بعنوان: "ما الذي حدث على متن سفينة مافي مرمرة؟" مقطع فيديو مدته 15 دقيقة، يوثق بعض فصول العدوان الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة التركية. وأوضح الناشط – البالغ من العمر 56 عامًا - أنه تمكن من الاحتفاظ بالمقطع، لأنه خبأ "شريحة ذاكرة الكاميرا" التي صور بها الحدث، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي شن حملة تفتيش عاري لجميع المشاركين عدة مرات. وكانت سفينة "مافي مرمرة"، التي انطلقت من تركيا إلى قطاع غزة، في مايو/ أيار 2010، بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع، تعرّضت لهجوم من جانب قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل تسعة من الناشطين الأتراك. وذكر نيش إن الهجوم الإسرائيلي على السفينة بدأ الساعة 2:28 تغ فجرًا واستمر نصف ساعة، بمشاركة عدة طائرات مروحية، و15 زورقًا حربيًا. وأكمل: بدأ الجنود يهبطون من المروحيات بالحبال على ظهر السفينة، لكن النشطاء حاولوا منعهم من السيطرة عليها، مستخدمين "العصي"، وبعض الأدوات البدائية البسيطة التي توفرت لهم. وكشف الناشط الكندي أن جنود الجيش الإسرائيلي بدؤوا يطلقون النار الحي بهدف القتل، حيث قتلوا اثنين من النشطاء أولا بواسطة رصاص أطلق من المروحيات. ويظهر الشريط الذي عرضه نيش الجيش الإسرائيلي وهو يطلق النار بشكل عشوائي على السفينة. وكانت محصلة الاعتداء، مقتل 9 متضامنين أتراك، وجرح 45 آخرين. ويؤكد نيش أن القتلى الـ9 أطلقت عليهم النيران من مسافة صفر بشكل متعمد، بهدف القتل. ويضيف: "الجيش الإسرائيلي كان يبيّت نية القتل، ولديه قوائم بجميع المتضامنين، ولديه قرارات بتصفية بعضهم، وجرح البعض الآخر". ويدلل على ما ذهب إليه بقوله: "حينما طلبوا من المتضامين – في ميناء أسدود - التعريف بأنفسهم، صدموا حينما وجدوا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل حي يرزق، حيث كان لديهم قرار بقتله، وكانوا يعتقدون أنه قتل". وأوضح أن النائب العربية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) حنين زعبي، حاولت التحدث مع الجنود باللغة العبرية بهدف اقناعهم بإسعاف الجرحي، لكنهم رفضوا وهددوها بالقتل أكثر من مرة. وبعد 3 ساعات، سمحوا للنائب زعبي، بالحديث معهم، ووافقوا على إخراج الجرحي، الذي ظلوا ينزفون لفترة طويلة، مشترطا أن تقوم النساء المتضامنات، بنقل الجرحى، بحسب نيش. وعقب اعتقال جميع المتضامنين، يوضح نيش أن الجنود أقدموا على تفتيشهم عراة لأكثر من مرة، ثم احتجزوهم لمدة 8 ساعات. وخلال تفتيشه عاريا، قال أحد الجنود للناشط الكندي: "هكذا نعامل الغربيين المغفلين". وختم محاضرته بقوله إن كونه "كنديًا" وذا بشرة بيضاء هو من أنقذه من القتل على متن السفينة.