خضر عدنان، المعتقل الاداري السابق الذي باضرابه عن الطعام قبل نحو سنة أطلق اشارة المفاوضات مع السلطات الاسرائيلية على تحرير المعتقلين الاداريين والغاء الحبس الطويل في الانفرادي، بدأ مرة اخرى اضرابا عن الطعام. هذه المرة يجمع حوله العديد من الفلسطينيين، وهذه المرة بدعم لاربعة معتقلين مضربين عن الطعام منذ بضعة اشهر: سامر العيساوي، ايمن الشراونة، جعفر عز الدين وطارق قعدان. قعدان وعز الدين يحتجان على استمرار اعتقالهما الاداري، دون محاكمة. العيساوي وشراونة من محرري صفقة شاليط يحتجان على اعتقالهم من جديد. أمر عسكري تم تعديله في أثناء المفاوضات على الصفقة يلزم باعادتهم الى انهاء محكوميتهم الاصلية، استنادا الى أدلة سرية. الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، نشر أمس بلاغا أعرب فيه عن قلق عميق من "الوضع المتدهور" للسجناء الفلسطينيين المحتجزين في اسرائيل، المضربين عن الطعام احتجاجا على شروط اعتقالهم. وقال بان انه قلق على نحو خاص من الوضع الصحي الحرج لاحد السجناء، سامر العيساوي. وقد نشر بيان الامين العام في أعقاب رسائل في موضوع السجناء تلقاه من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (ابو مازن) ومن الجامعة العربية. وقال بان انه قلق على نحو خاص ايضا من وضع المعتقلين الاداريين الذين تحتجزهم اسرائيل بدون محاكمة. وعلى حد قوله، على المعتقلين أن يقدموا الى المحاكمة بشكل ينسجم مع قواعد القانون الدولي أو تحريرهم من حبسهم. قبل عشرة ايام، في 11 شباط، أبلغ عدنان الصليب الاحمر بانه يعتزم خوض الاضراب عن الطعام من داخل مكاتب المنظمة في البيرة. وانضم الى اضرابه ثلاثة فلسطينيين آخرين، اثنان منهم لهما اخوان في السجن الاسرائيلي. وعندما نزلوا في غرفة خارجية وفي الشرفة، اغلق الصليب الاحمر المكتب وكف عن تقديم خدماته من هناك (بالاساس التنسيق مع الادارة المدنية لزيارات الاقرباء للسجناء في السجون الاسرائيلية). ويوم الاحد من هذا الاسبوع أخلى موظفو الصليب الاحمر من المكتب الحواسيب والملفات ونقلوها الى المكتب في أريحا – حيث استؤنف العمل الجاري. وقال عدنان امس لـ "هآرتس" ان وقف تقديم الخدمات الهامة هذه من البيرة هو عقاب جماعي للعائلات وضغط غير مباشر عليه وعلى رفاقه لمغادرة المكان. وافاد الناطق بلسان الصليب الاحمر، ران غولدشتاين بانه "كمنظمة انسانية لا يمكننا أن نسمح باستخدام مكاتبنا لاغراض سياسية". وقال ان المنظمة تفعل كل ما في وسعها كي تقدم الخدمات للناس من أريحا. وتحول مكتب الصليب الاحمر الذي اخلي ليصبح موقع حجيج لمئات الفلسطينيين، كل يوم ممن يأتون للاعراب عن قلقهم على المعتقلين المضربين عن الطعام الى جانب عدنان ورفاقه. وحركة لا تتوقف من الطلاب في الجامعات، محاضرين، سجناء وسجينات سابقين، معلمين، نشطاء من فتح ومنظمات اخرى، تجري في الشارع الهاديء شرقي المقاطعة – الجميع يأتي لتحية "الشيخ خضر" لمصافحته (الرجال)، الجلوس الى جانبه لوقت ما والانصات الى المقابلات القصيرة التي يعطيها لصوت منخفض في الهاتف للصحفيين في البلاد وفي الخارج، واخلاء المكان لاخرين. "في هذا الاضراب عن الطعام من يأتي اليَّ الى الغرفة هم الناس الذين يحبونني، في الاضراب السابق عن الطعام، من دخل اليَّ كان من يكرهني"، قال عدنان الذي تعزو له المخابرات نشاطا في الجهاد الاسلامي. وقال ان هدف الاضراب الحالي هو إثارة انتباه الرأي العام العالمي، المنظمات غير الحكومية الدولية "التي صمتها يقتلنا" وكي نحرك الجمهور الفلسطيني. وعلى سؤال "هآرتس" لماذا لم يزره مسؤولون فلسطينيون آخرون، أجابة في البداية انه يجب توجيه السؤال اليهم. ولاحقا قال انه يحتمل أن يكونوا يخشون خسارة التمويل او العلاقات الدولية. "لنا، في هذه المعركة، لا يوجد ما نخسره. التضامن ليس علاقات عامة. نحن نخاف ان يموت اخواننا، المضربين عن الطعام". بعد ان نسق مقابلة مع مراسل القناة الثانية، اوهد حامو، قال عدنان انه "مهم لنا الوصول ايضا الى الرأي العام الاسرائيلي. الحل بسيط – يجب تحذير المعتقلين الاربعة، والا فان اسرائيل قد تخرج خاسرة". ويتوقع عدنان بان أعمال احتجاج وتأييد للمعتقلين والسجناء ستتسع في أرجاء الضفة والسجون. وقالت احدى الزائرات لغرفة الصليب الاحمر ان محكمة الصلح في القدس رفضت طلب محامية العيساوي بتحريره بالكفالة. اما أمه، التي كانت في القاعة التي دخل اليها ابنها على كرسي المقعدين، فقدت الوعي. وتحدث آخر عن أنه عند الحاجز قرب سجن عوفر غربي رام الله، تتواصل مظاهرات الاحتجاج.