خبر : غياب إستراتيجية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة التحديات سيسقط الشرق الأوسط بأيدي الإسلام السياسي المتشدد

الأربعاء 20 فبراير 2013 01:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غياب إستراتيجية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة التحديات سيسقط الشرق الأوسط بأيدي الإسلام السياسي المتشدد



القدس المحتلة / سما /  رأت دراسة جديدة نشرها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أنه يتحتم على حكومة بنيامين نتنياهو استغلال زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى الدولة العبرية كفرصة تاريخية للتوصل إلى إستراتيجية أمريكية ـ إسرائيلية مشتركة حيال الأحداث والتطورات التي تمر فيها منطقة الشرق الأوسط. ذلك أن واشنطن وتل أبيب تريدان منع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية، ولكنهما تختلفان حول الطريقة، الدولتان تنتظران بفارغ الصبر سقوط الرئيس د. بشار الأسد لإبعاد سورية عن محور الشر مع إيران وحزب الله، ولكن القلق يُساورهما من إمكانية انتقال الأسلحة السورية غير التقليدية إلى جهات معادية، كما أنه لم يحصل أي تقدم على المسار الفلسطيني، بالإضافة إلى ذلك لم يتم حل الأزمة التركية الإسرائيلية، كما أن الإسلام السياسي يواصل تعاظمه في الشرق الأوسط، وتحديدا بعد سيطرة حركة (الإخوان المسلمون) على السلطة في مصر. وتابعت الدراسة قائلةً إن الشرق الأوسط يشهد مرحلة من التغييرات والمتغيرات التي من الصعب التنبؤ بها، الأمر الذي دفع تل أبيب لاتخاذ قرار بأن الوقت ليس مناسبا لطرح مبادرات، كما أن الوضع المركب والمعقد في المنطقة ألقى بظلاله على سياسة الرئيس أوباما التي تؤمن بأن للولايات المتحدة قوة محدودة لمعالجة مشاكل العالم، وبالأخص ما يجري في الشرق الأوسط، ناهيك عن أن أوباما يُعاني من مشاكل داخلية، من هنا، لفتت الدراسة إلى أن السياسة الأمريكية الجديدة ترتكز على مبدأ الابتعاد عن حل المشاكل في الشرق الأوسط، بل التركيز على سحب جيشها من العراق وأفغانستان، تأجيل الضربة العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني والامتناع عن التدخل في مجريات الأمور في سورية.بناء على ما تقدم، قال مُعد الدراسة، أودي ديكل، إن ساعة الحسم قد اقتربت، وإذا لم تتوصل واشنطن وتل أبيب إلى إستراتيجية موحدة لمواجهة هذه التحديات الجسام، فإن الإسلام السياسي سيُسيطر على المنطقة برمتها. علاوة على ذلك، لفت ديكل إلى أن الدولتين تعملان جاهدا من أجل ترسيخ اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر من ناحية، وبين إسرائيل والمملكة الهاشمية من الناحية الأخرى، والمحافظة على استقرار النظامين الحامين في القاهرة وعمان، ويبرز الخلاف بينهما في القضية الفلسطينية وفي معالجة النووي الإيراني، مع أن الحكومة الإسرائيلية على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين بدون شروط مسبقة. وحددت الدراسة المبادئ المقترحة لتبني الدولتين إستراتيجية إقليمية مشتركة تكون مبنية على الأسس التالية: الولايات المتحدة الأمريكية تتعهد بعدم ترك الشرق الأوسط، لأن ذلك سيضع المنطقة جميعها تحت سيطرة الإسلاميين المتطرفين، تعزيز العلاقات الإستراتيجية ومواصلة تعميق التعاون الأمني بين واشنطن وتل أبيب، انتهاج الشفافية في العلاقات الثنائية وعدم القيام بخطوات أحادية الجانب دون إبلاغ الطرف الثاني، تمتنع واشنطن من تحدي إسرائيل بمطالبتها بوقف البناء في القدس، وهو الأمر الذي يتعارض مع الإجماع الإسرائيلي، ومن ناحيتها تتبنى إسرائيل سياسة للبناء فقط في الكتل الاستيطانية، التي ستبقى تحت سيطرتها في أي حل قد يتم التوصل إليه. كما تقترح الدراسة إجراء مفاوضات لرسم صورة مشتركة ومتفقة لتحديد سلم الأولويات من أجل مواجهة التحديات الأمنية، السياسية، الدبلوماسية، الاقتصادية والاجتماعية، أما البند السادس والأخير، بحسب الدراسة، فهو توصل الدولتين إلى تذويت المبدأ بأن الشرق الأوسط لا يفهم لغة الكلام، إنما يؤمن بالأعمال، وبالتالي من الضرورة بمكان إبراز الإصرار من قبل واشنطن وتل أبيب على تحقيق الأهداف، بما في ذلك اللجوء إلى استعمال القوة. وبرأي معد الدراسة فإن تبني المبادئ الستة التي ذُكرت أنفًا ستُمكن واشنطن وتل أبيب من مواجهة التهديدات والتحديات على حد سواء.وتابعت الدراسة قائلةً إنه يتحتم على الرئيس أوباما منح التعهدات والتأكيدات بأن الولايات المتحدة ستمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية وعدم الوصول معها إلى اتفاق تستوعب فيه أمريكا إيران نووية، وهذا الأمر يجب أنْ يرتكز على التخطيط المشترك لعملية عسكرية، الاتفاق المتبادل على عدم السماح لإيران بتخصيب اليوارنيوم بنسبة تفوق 3.5 بالمئة شريطة أنْ يُحفظ هذه الكمية خارج الجمهورية الإسلامية، أما البند الثالث والأخير فهو زيادة العقوبات المفروضة على طهران.أما في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية فإنه يجب على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التأكيد لأوباما على أن حكومته ستلجأ إلى جميع الوسائل الدبلوماسية من أجل التقدم في ما تُسمى بالعملية السلمية من أجل التوصل لاتفاق مع السلطة الفلسطينية، كما يتحتم على نتنياهو إبلاغ أوباما أنه إذا فشلت المساعي فإن إسرائيل ستضطر إلى القيام بخطوات أحادية الجانب للانفصال عن الفلسطينيين والانسحاب من المناطق التي لا ترى فيها أهمية أمنية، والانسحاب لا يشمل غور الأردن، كما أنه تبقى لإسرائيل الحرية المطلقة للقبيام بعمليات عسكرية في جميع أنحاء الضفة الغربية بعد الانسحاب إذا اقتضت الضرورة، كما أن هذه الرؤية ترى في قطاع غزة منطقة خارجة عن أي اتفاق بين الطرفين، طالما واصلت حركة حماس الموافقة على شروط الرباعية الدولية.أما في ما يتعلق بسورية، قالت الدراسة إن واشنطن وتل أبيب ملزمتين بتحديد الإستراتيجية لليوم الذي يلي سقوط الرئيس د. الأسد، لمنع استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وعدم انتقالها إلى منظمة حزب الله اللبنانية، أوْ إلى عناصر إسلامية متطرفة، والعمل على منع قوى الإسلام السياسي من السيطرة على مقاليد الحكم، وعوضا عن ذلك التجهيز لنظام حكم يكون مؤيدًا للغرب.كما قالت الدراسة إنه يتحتم على كلٍ من إسرائيل وأمريكا العمل على مساعدة المملكة الهاشمية بسبب ضعفها الاقتصادي، ذلك أن خطر استمرارها واستقرارها يزيد من يومٍ إلى أخر، وذلك على خلفية مواقف المملكة المساندة لإسرائيل وأمريكا، والتي تُعتبر بفضل ذلك عاملاً مهما في الاستقرار الإقليمي، كما يجب العمل المشترك للحفاظ على اتفاق وادي العربة. كما رأت الدراسة أن لتركيا توجد وظيفة مهمة في بناء سورية ما بعد الأسد، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب حسم العلاقات مع تركيا وانصياع إسرائيل للاقتراح الأمريكي القاضي باعتذار إسرائيلي من تركيا، كما أنه من الأهمية بمكان بذل الجهود الأمريكية ـ التركية - الأردنية من أجل منع تفكك العراق، أوْ سقوطها كليا بأيدي الإيرانيين. وخلصت الدراسة إلى القول إنه بما أن إسرائيل غيرُ قادرةٍ على مواجهة التحديات والتهديدات لوحدها وفي آن واحد، فإنه من الضروري التوصل إلى تنسيق إستراتيجي وثيق مع أمريكا، على الرغم من معرفتها بأن الأخيرة أعجز من أنْ تًعالج جميع مشاكل العالم، ذلك أنه بدون بناء إستراتيجية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب، فإن منطقة الشرق الأوسط في خطر كبير من قبل قوى الإسلام السياسي المتطرف، الذي بدون مواجهته، سيتمكن عاجلاً أمْ أجلاً من السيطرة على مقاليد الحكم في الدول العربية، على حد قول الدراسة