خبر : "القطان للطفل" يختتم مشروع "منطقة صديقة للأطفال"

الثلاثاء 19 فبراير 2013 11:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"القطان للطفل" يختتم مشروع "منطقة صديقة للأطفال"



غزة / سما /  اختتم مركز القطان للطفل في غزة، بالشراكة مع مؤسسة أصدقاء "والدورف" الألمانية للتربية (Friends of Waldorf) في 28 فبراير/شباط 2013، مشروع "منطقة صديقة للأطفال"، حيث استهدف أطفال منطقة السمّوني الذين تعرضوا لصدمات نفسية حادة خلال الحرب على غزة في شتاء 2008/2009. وهدف المشروع الذي انطلق مطلع العام 2009 إلى التخفيف عن الأطفال من حدة الصدمة وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية من خلال الأنشطة الحركية والفنية والثقافية. وفي إطار المشروع، نفذ المركز، بالشراكة مع مؤسسة أصدقاء "والدورف" الألمانية للتربية، برنامجاً تدريبياً متكاملاً في أوقات متفرقة على مدار السنوات الأخيرة (2009 – 2013)، بهدف تمكين وتطوير طاقم مركز القطان للطفل وعدد من المهنيين/ـــات في مجال تربية الطفل في المؤسسات المحلية التي تقدم خدماتها للأطفال في محافظات غزة. وشمل البرنامج التدريبي الذي نظم بين 3 – 14 فبراير/شباط 2013 موضوعات تدريبية متخصصة؛ مثل مراحل تطور الطفل، وكيفية التخلص من الخوف لدى الأطفال، إضافة إلى تدريبات خاصة بالأعمال اليدوية، كصناعة دمى من أدوات بسيطة، وصناعة لعبة واستخدامها في الحياة اليومية، إلى جانب تدريب مهني في رواية القصة، بحيث تم تزويد المتدربين بتقنيات حرفية لسرد القصة للأطفال بطرق جذابة. وحول تجربة المشروع، قال لوكاس مول، منسق التدريب في المؤسسة الألمانية: "تجربة السموني هي بعينها قصة نجاح المشروع، حاولنا قدر الإمكان أن نساهم في هذا المكان من أجل الأطفال والعاملين معهم، وكان التحدي كبيراً، وبخاصة قبل ثلاث سنوات، لأن المكان كان فارغاً، وقمنا بتهيئته وحولناه من منطقة موت إلى منطقة حياة صديقة مليئة بالفرح لأطفال السموني، ويمكننا اليوم رؤية ذلك الإنجاز في وجوه الأطفال السعداء الذين يكبرون فيه يوماً بعد يوم، وهم يعتنون بالمكان ونظافته ليكون أكثر راحة لهم وللأهالي الذين استفادوا من المشروع على حد سواء، فأصبح لديهم اليوم مجال لا بأس به للعب مع أطفالهم الذين أصبحوا اجتماعيين أكثر وتحسن تحصيلهم الدراسي". وحول البرنامج التدريبي، أوضح لوكاس: "كانت المهمة ليست سهلة في البداية، حيث أن اختلاف الثقافة شكل تحدياً كبيراً بيننا وبين المتدربين الذين سهلوا علينا الأمر بسبب شغفهم الكبير بالتعلم والاستفادة من تجارب الغير، وأبدوا اهتماما كبيراً لينطلقوا في عالم العمل مع الأطفال، وبخاصة الذين تعرضوا لصدمات نفسية، وكانوا شاكرين جداً وفي الوقت نفسه قدموا لنا خبراتهم الشخصية والمهنية في تربية الأطفال، وبخاصة ممن هم دون السادسة". وتابع حديثه قائلاً: "تركنا أُناساً يستطيعون التعامل مع الأطفال بطريقة تربوية وتعليمية، ويحققون أهدافهم من خلال الوسائل التي تعلموها مثل: سرد القصص، صناعة الدمى، الرسم، العلاج بالفنون، وألعاب تناسب الأطفال الصغار، علاوة على كيفية التخطيط للأنشطة تخطيطاً ناجحاً وتطبيقها على أرض الواقع". وأضاف: "مركز القطان للطفل هو فخر لـمدينة غزة، ونحن سعداء بهذه التجربة، شاكرين هذا التعاون من قبل مركز القطان للطفل، على كل ما تم تقديمه لنا، ونتمنى مزيداً من التعاون في المستقبل". وحول تجربتها كمدربة فنون، قالت المدربة الألمانية كاترين ساورلاند: "لقد بنينا علاقة عميقة في نفوس أطفال السموني بشكل خاص من خلال التدريب التراكمي للعاملين بشكل مباشر مع هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا لصدمة نفسية صعبة، خاطبنا أرواح الأطفال واستطعنا المساهمة من خلال العلاج بالفنون وغيرها من الوسائل للتغلب على هذه الصدمة". وأضافت: "من خلال التحليل العميق لما يرسمه الأطفال، استطعنا أن نكوّن معرفة جيدة حول شخصية وتجربة كل طفل، واكتشفنا أن كل الأطفال في العالم يتشابهون في رسمهم البيوت بقالب معين، والأطفال في غزة هم كذلك يرسمون البيوت والأشياء بالروح نفسها، وهذا الرسم للبيت في مخيلة الأطفال –هيكل البيت يتخذ شكل المربع بسقف مثلث- يعود إلى رمز قديم يُستخدم على مر العصور". واختتمت حديثها قائلة: "الثقافات تختلف، ولكن الفن هو لغة وثقافة واحدة مع الأطفال". وقال عبد السلام النصلة، مساعد منسق خدمات المكتبة في مركز القطان للطفل، أحد المستفيدين من البرنامج التدريبي: "أضاف التدريب لنا أن نكون أكثر تفهماً لشخصية الطفل ونفسيته، وتعرفنا إلى العديد من الطرق المستخدمة في مجال العلاج بالفنون للتخفيف عن الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسيه حادة". وأضاف: "رسومات الأطفال هي ليس مجرد خربشات، وإنما هي إحدى أهم وسائل التواصل مع الطفل، وبخاصة فئة الأطفال دون السادسة، كما يساهم الفن في تعديل سلوك الطفل، فالانفعالات التي يفرغها الطفل بالرسم تمنعه من ممارسه الكثير من السلوكيات العدوانية". وقالت ميرفت أبو عبدو، مربية أطفال في روضة سنابل الإلكترونية بغزة، إحدى المستفيدات من البرنامج التدريبي: "تعلمت كيف أتعامل مع الأطفال بشكل أفضل، وأوصل لهم المعلومة بطريقة جميلة عن طريق الاستكشاف واللعب، وكيف أدمجها مع محيطهم بالرسم والفنون والقصة، بعكس طرق التلقين التقليدية التي اكتشفت أنها عقيمة وتحد من خيال الطفل". وأضافت: "بعد هذا التدريب لن أنسى أن الطفل هو كنز وتبدأ أهميته منذ وجوده في رحم أمه". وقال زكي زيد أحد المستفيدين من التدريب حول تجربته في مجال رواية القصة: "دخلنا عالماً جديداً هو عالم تربية الطفل، وكانت التجربة مليئة بالمفاجآت عندما عرفنا ماهية الطفل، وأن الرسوم المتحركة تقتل الخيال عند الطفل، لأن خياله أوسع بكثير من خيال الإنسان الناضج". وتابع قوله بحماسة: "أصبحت اليوم أروي القصة بثقة أكبر وبمعلومات جديدة تمكنني من سردها بالأصوات، وبالأقمشة الملونة، وأستخدم الرموز والإيماءات وليس الكلمة فقط". وأضاف: "رواية القصة هي مملكة، وهذا التدريب نوعي ومميز، ولأول مرة أتلقى تدريباً بهذه الحرفية والمهنية العالية، حيث أن الطفل كان بالنسبة لي شخصاً مجهولاً، وبعد التدريب أصبحت مدركاً أهميته لبناء جيل نعتمد عليه في المستقبل". وحول مستقبل المشروع، قالت نهاية أبو نحلة مديرة مركز القطان للطفل في غزة: "إيماناً من مؤسسة عبد المحسن القطان بأهمية الوصول والعمل مع الأطفال في المناطق المهمّشة والمحرومة من الخدمات الثقافية والفنية، وبخاصة أطفال منطقة السموني الذين مروا بمعاناة وتجربة صعبة، فقد قررت المؤسسة أن تأخذ على عاتقها دعم المشروع والاستمرار فيه نظراً لأهميته كمنطقة صديقة لأطفال السمّوني شرق مدينة غزة، من أجل حياة ومستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال". وقال ممدوح أبو كميل، منسق الأنشطة الممتدة في المركز: "بدأ مشروع السمّوني بعد الحرب على غزة العام 2009، للتخفيف من آثار الصدمة النفسية التي تعرض لها الأطفال من خلال تأسيس منطقة صديقة في مكان سكناهم". وأضاف: "لم يقتصر هذا البرنامج التدريبي على طاقم مركز القطان، وإنما امتد ليصل مجموعات مختلفة من طواقم المؤسسات المحلية التي تعنى بالطفولة ورياض الأطفال، مثل جمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس، وروضة بيت الحكايات في دير البلح، إضافة إلى 6 رياض أطفال في محافظات غزة بواقع 200 ساعة تدريبية، كما شمل التدريب طاقم العاملين في جمعية شمس لرعاية المعاقين". وعلى خلفية اختتام المشروع، نظم المركز في 14 فبراير/شباط 2013، لقاء ختامياً جمع بين الفريق الألماني والمستفيدين من البرنامج التدريبي في مجال رواية القصة وطاقم المركز، حيث ضم اللقاء العديد من الفقرات الفنية والاستعراضية المتنوعة التي أبدع في تقديمها كل من المتدربين والفريق الألماني. كما تم تقديم هدية تذكارية باسم المركز للفريق الألماني المكون من 12 شخصاً، استلمها بيرند روف مدير مؤسسة أصدقاء والدورف الألمانية للتربية، الذي، بدوره، شكر الجميع على جهودهم في إنجاح هذا المشروع. ومن ثم توجه الفريق الألماني بصحبة القائمين على المشروع في المركز إلى منطقة السموني، حيث أقام أطفال السمّوني حفل وداع امتزج بمشاعر الفرح والحزن معاً، وضم فقرات فنية متنوعة مثل: مسرحية الشمس، وعروض غنائية وفنية، عبروا من خلالها عن حبهم لمنطقتهم وانتمائهم لها، وتأثر بها الحاضرون والفريق الألماني بشكل خاص، وعبر الأطفال من خلال عروضهم عن شكرهم العميق على الجهود التي بذلت من أجلهم للتغلب على الصعوبات التي مروا بها، والعمل الدؤوب من أجل مستقبل أفضل لهم ولذويهم.