رام الله / سما / لا تزال أزمة رحلات العمرة للديار الحجازية عالقة بين مواقف وزارة الأوقاف بحكومة غزة ونظيرتها في رام الله،في وقت لا يوجد أي مؤشرات لحلها عبر وسطاء،فبينما تقول أوقاف غزة ان رحلات العمرة ما زالت معلقة حتى الأن تطل أوقاف رام الله وتؤكد انها في موعدها. وأكدت وزارة الأوقاف والشئون الدينية التابعة لحكومة غزة أن رحلات العمرة ما زالت معلقة حتى يتم التأكد من مواصفات السلامة والأمن في الطائرات التي ستنقل المعتمرين إلى الديار الحجازية. وشددت الوزارة في بيان وصل (سما) السبت على أن الجهة الوحيدة المسئولية عن تحديد مواعيد تسيير الرحلات في قطاع غزة هي وزارة الأوقاف بالقطاع وليست أي جهة أخرى. وقالت "حرصًا منا على أرواح وسلامة وأمن المعتمرين سيما بعد تعرضهم للمخاطر والمعاناة الشديدة، قررنا تعليق رحلات العمرة حتى يتم التأكد من توفر إجراءات السلامة والأمن والراحة للمعتمرين". وتابعت "في محاولة لتسييس هذا الأمر التعبدي تقوم وزارة الأوقاف برام الله بالاتصال بشركات الحج والعمرة في غزة وتُهددها وتُطالبها بالالتزام بتسيير رحلات العمرة مع شركة الخطوط الجوية الفلسطينية قبل استيفائها الشروط المطلوبة، من حيث إجراءات الأمن والسلامة". وجددت الأوقاف دعوتها إلى عدم تسييس الحج والعمرة، وعدم المتاجرة بأرواح أبناء شعبنا بهدف تحقيق مصالح حزبية ربحية ضيقة، مشددة على أن أرواح أبناء شعبنا أمانة في أعناقنا. وأشارت إلى أن وزير الأوقاف برام الله محمود عباس يناقض نفسه عندما يقول أن وزارته اعتمدت الخطوط الجوية الفلسطينية كناقل حصري لمعتمري فلسطين، ومن جهة أخرى يقول أن دور الوزارة إشرافي، وأنها لا تتدخل في تفاصيل عمل الشركات. وتساءلت الوزارة "كيف يكون دور الوزارة إشرافي وتقوم باعتماد الجهة التي تنقل المعتمرين، مع أن الذي يقوم باختيار وسائل نقل المعتمرين هي شركات الحج والعمرة وأصحاب الائتلافات". وكان وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش،قد قال اليوم السبت، إنه لا يوجد أي تغيرات على جدول رحلات المعتمرين من محافظات قطاع غزة. وقال الهباش في بيان صحفي، إنه من المنتظر خروج الفوج الرابع من المعتمرين يوم الأربعاء القادم، وعودة الفوج الثاني من المملكة العربية السعودية من المعتمرين الذين أدوا المناسك قبل أسبوعين، على نفس الطائرات التي ستقل المغادرين إلى الديار الحجازية، وذلك عبر مطار العريش الدولي. وشدد الهباش على وجوب عدم تسييس الحج والعمرة، والابتعاد بهما عن أية اعتبارات غير دينية، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف سبق وأن اعتمدت جميع عقود العمرة التي أبرمتها شركات الحج والعمرة الفلسطينية مع شركات سعودية، لتنظيم رحلات العمرة لمعتمري فلسطين من جميع المحافظات، كما اعتمدت الوزارة الخطوط الجوية الفلسطينية كناقل حصري لمعتمري محافظات قطاع غزة، بناء على الاتفاق بينها وبين سلطة الطيران المدني المصري، حيث قامت الخطوط الفلسطينية باستئجار طائرات خاصة من شركة مصر للطيران لنقل المعتمرين من مطار العريش إلى مطار جدة الدولي في رحلتي الذهاب والعودة، وقد تم حتى الآن نقل ثلاثة أفواج من المعتمرين وبعدد إجمالي 2871 معتمر، ابتداء من 30 يناير الماضي، وقد عاد الفوج الأول يوم الأربعاء الماضي إلى قطاع غزة بعد أداء مناسك العمرة. ودعا الهباش إلى عدم إقحام السياسة في رحلات الحج والعمرة، وعدم تدخل القوى السياسية في قطاع غزة في شئون الحج والعمرة، لأن من شأن ذلك أن يشوش على أداء هذه العبادة الدينية، كما أنه يلحق ضررًا ماديًا بليغًا بشركات العمرة وبالمعتمرين على حد سواء. وأكد الهباش أن دور وزارة الأوقاف في رحلات العمرة هو دور إشرافي فقط، وأنها لا تتدخل في تفاصيل عمل الشركات، وان مهتمتها الأساس هي حماية هذه الشركات وحماية مصالح المعتمرين في نفس الوقت.