بعد نحو اسبوعين من رفع يافطات في ستاد تيدي كتب عليها "بيتار طاهر للابد" و "70 سنة من المبادىء"، في أعقاب القرار بجلب لاعبي كرة قدم مسلمين من الشيشان الى الفريق، احرقت يوم الجمعة الماضي مكاتب ادارة الفريق في حي بيت فجان في العاصمة. وكان الحريق جزء من مشهد عنف وعنصرية تعاظم في الايام الاخيرة، يوجهها بعض من مؤيدي الفريق نحو مسؤولي النادي ولاعبيه. وفي تدريبات الفريق تعرض الشيشانين لتهديدات وشتائم، فيما أنه بعد ذلك كان رئيس الفريق، ايتسيك كورنفاين والمدري ايلي كوهين هما اللذان أصبحا هدفا للتنديد والسباب. وقد اضطر كوهين الى التجول على الملعب يرافقه حراس، وبعد الاحراق قال كورنفاين "اني حقا أخاف على حياتي". حقيقة أنه في 70 سنة من وجوده يرفض بيتار القدس تشغيل لاعب عربي، هي وصمة سوداء على جبين النادي، كرة القدم الاسرائيلية وبالاساس على الدولة، التي سمحت بعنصرية فظة وبالعنف في اطار رسمي. ولكن بالذات القرار بانزال لاعبين شيشانيين في الفريق، هو فرصة كبرى للقضاء على ظاهرة بشعة. ان ما أتاح نمو العنصرية في بيتار القدس هو الموقف الوطني من الرياضة الاسرائيلية بصفتها ميدانا يجري بالتوازي مع الدولة. نشاط العنف والعنصرية، الذي في كل مكان آخر كان يجد ردود فعل حادة من محافل فرض القانون والجهاز القضائي، ازدهر في مدرجات الاستادات دون رد فعل مناسب. وبهذا المفهوم، فان الدولة تركت بيتار القدس لمصيره. والان، بعد أن تعاظم العنف وباتت وسائل الاعلام في العالم تعرض بيتار بصفته رمزا للعنصرية الاسرائيلية، تنهض المحافل الرسمية كي تشجب الظاهرة. غير أنه لا توجد قيمة حقيقية للاقوال العمومية (بنيامين نتنياهو: "ممنوع علينا التسليم بسلوك عنصري كهذا")، الا اذا اسندت بالافعال. ان سلطات فرض القانون وجهاز المحاكم ملزمة بان تنقل رسالة واضحة بان ملاعب الرياضة ليست خارج القانون. ومثل هذا الرسالة لا تنقل الا من خلال رفع لوائح اتهام ذات مغزى وتشديد مقصود للعقاب. وبالتوازي، فان بيتار القدس ملزم بان يعمل كي يدرج في صفوفه لاعبين عرب.