خبر : مشكلات الأغنياء/يديعوت

الأحد 10 فبراير 2013 02:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
مشكلات الأغنياء/يديعوت



عند بنيامين نتنياهو في ظاهر الامر على الأقل كل الاسباب التي تدعوه الى أن يكون شديد الابتهاج، فهو اليوم ملك اليهود. بل إن ثم من يقولون ان دافيد بن غوريون في أيامه العظيمة لم يحظ بامكانات سياسية كالتي تنتظر نتنياهو. أولا هو الواحد والوحيد اليوم في دولة اسرائيل لولاية رئاسة الوزراء، فان مرشحين آخرين أو من ليسوا كذلك الى الآن أو مضوا منذ زمن أفرغوا بطارياتهم وهم في الطريق الى خواء سياسي. كان بن غوريون يخشى دائما من ان مناحيم بيغن يتعقب أثره واستعمل هو ورفاقه وسائل اضطهاد غير ديمقراطية على نحو سافر كي يُعوقوه. أما نتنياهو في المقابل فهو اليوم وحده في الساحة. وسيفحص المؤرخون بعدُ كيف حدث هذا لكنه في هذه الاثناء حقيقة. وثانيا تزحف كل الاحزاب الصهيونية تقريبا على بطونها نحو نتنياهو وتتظاهر أمامه وأمام رفاقه بأنها زعران الحي وتطلب وتبتغي وتضرب المائدة. إن نتنياهو يُخيفها لكنها أشد خوفا من صحراء الجليد في المعارضة لأنه ماذا يوجد عندها تبيعه هناك؟ قال مناحيم بيغن "سنخدم الشعب في المعارضة"، لكن أين بيغن وماذا فعلوا بابنه؟ لقد أرسلوه حتى هو كعادة الاسكيمو الى بحر الجليد اااالبارد!. لنتنياهو اليوم في ظاهر الامر على الأقل مشكلات أغنياء. لكننا اذا دققنا النظر رأينا ان له مشكلات في الأساس لأنه يجب عليه كي ينشيء ائتلافا ان يُربع الدائرة أو يُدور المربع، وما زال حتى هو الساحر لم يتبين المعادلة العجيبة لفعل ذلك. ماذا نفعل اذا؟ إن نتنياهو سياسي مُحنك ويعلم انه يجب عليه قبل كل شيء ان يحافظ على "حُماة حماه": شاس ويهدوت هتوراة والليكود واسرائيل بيتنا. ويجب أن يُبقي أوراق اللعب هذه دائما ملصقة بصدره. فهذا هو بيته ولن يسارع الآخرون الى ترك الائتلاف اذا علموا بأنه سيكون لرئيس الوزراء دائما ما يكفي من أصابع التأييد في الكنيست (انتقلت شاس في الحقيقة ذات مرة في أيام رابين الى المعسكر الآخر لكن مظاهرات عنيفة عليها وعلى "ميران" أعادتها الى مكانها). لكن نتنياهو ينظر ويرى "يمينا ويسارا ورملا فقط"، كما تقول تلك الأغنية، ويعلم جيدا أنه في هذه المجموعة، في بيته، في الليكود يوجد الكثير جدا من الاصدقاء الذين سيرفضون "في أيام النوائب" التصويت مؤيدين مقترحاته. ولهذا فانه يحتاج الى مدد ويحاول أن يجمع الأخشاب من اجل موقد سِبطه: يوجد مستقبل لبيد والبيت اليهودي لبينيت وحركة لفني وكديما موفاز. أصبح نتنياهو يعد الحركة وكديما وكأنهما قد أصبحا موضوعين في جيبه. فأي خيار آخر لهما؟ إنهما في صحراء المعارضة سيتلاشيان وينقشعان كالدخان. وبقي له في الاحتياط 31 نائبا للبيد وبينيت. وهذا كثير في السياسة الاسرائيلية كالفرق بين السماء والارض والليل والنهار أو ان تكون رئيس وزراء أو لا تكون.  يستطيع لبيد أو بينيت الانضمام الى الائتلاف مع نتنياهو و"حُماة حماه" اذا تخليا فقط عن مقترحاتهما الرئيسة لناخبيهما. إن لبيد يعرض على شاس ان تنتحر سياسيا اذا وافقت على تجنيد الحريديين كما يعرض لبيد. ويقترح بينيت على لبيد لباس تنكر "القرود الثلاثة" لعيد المساخر الذي يقترب: لم نرَ ولم نسمع ولم نتحدث في الشأن السياسي وحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. هل يأتي رئيس الولايات المتحدة؟ إن أوريت ستروك سترشده الى وضع باقة الزهور على قبر هرتسل فهو سيُقسم بين يديها بلحية المتنبيء بدولة اليهود. اذا وافق الجميع على الانضمام الى حكومة نتنياهو – ويبدو أن هذا هو حلمه الأكبر – فسيكون له 88 مؤيدا في ائتلاف لا يمكنه ان يبقى حتى مع غراء السلطة. واذا وافق الجميع، أي اذا اتجهوا الى مصالحات كبيرة ورفعوا أعلام الاستسلام البيضاء، فان مصيرهم قد حُسم في الانتخابات القادمة. اليكم اقتراحا لحل ربما، وربما فقط، يكون ممكنا وهو ان يقول نتنياهو الى أين هو متجه وماذا يريد ان يحدث في السنين التالية. وأن يقول لدرعي ويشاي ولبيد وبينيت ولفني وموفاز إن هذا هو النهج وهذا هو العلم وهذه هي الفكرة وان يدعو قائلا: من للحكومة؟ إليّ! أي أن يحدد قبل كل شيء النهج السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي وحينها فقط يحدد من يكون شركاؤه في الكنيست. لكنه يجب ان يكون زعيما من اجل هذه الخطوة.