خبر : يا للذة، العالم كله ضدنا/بقلم: نحاميا شترسلر/هآرتس 4/12/2012

الثلاثاء 04 ديسمبر 2012 11:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يا للذة، العالم كله ضدنا/بقلم: نحاميا شترسلر/هآرتس  4/12/2012



ان من يعتقد ان بنيامين نتنياهو غاضب على أبو مازن لنجاحه في الامم المتحدة لا يعرف رئيس الوزراء. فنتنياهو أسير الشكر لأبو مازن لأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان في مصلحته بصورة تامة. فقد مكّنه من اعادة الشأن السياسي الى مركز المعركة الانتخابية ومن إبعاد الشأن الاقتصادي الاجتماعي عن هناك – ولا يوجد منافس لنتنياهو في المجال السياسي الدعائي. جمع بعد القرار في الامم المتحدة فورا "التُساعية" وأعلن ان لاسرائيل جوابا صهيونيا مناسبا وهو ثلاثة آلاف شقة في شرقي القدس وفي المنطقة بين معاليه ادوميم والقدس؛ ولم تتأخر النتيجة عن المجيء فجاء تنديد شديد لم يسبق له مثيل من كل أطراف الكون، من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسويد وروسيا والمانيا. وهذا بالضبط ما أمل به نتنياهو. فهو الآن يستطيع ان يخطب خطبا عصماء ويقول ان العالم كله ضدنا وانهم مُعادون للسامية مُحبون للعرب يضطهدون اسرائيل الغافلة المستقيمة الباحثة عن السلام، وانه فقط يستطيع ان يحمينا من الاجانب الذين ينهضون للقضاء علينا. هكذا يفوزون في الانتخابات. وهذا هو نمط العمل التقليدي لنتنياهو: فهو لا يقلب المائدة ولا يضم المناطق ولا يرد باعلان حرب بل يفكر مثل خبير اقتصاد. ان استراتيجيته هي خفض المخاطرات من اجل هدف واحد أعلى هو البقاء في الحكم، ولهذا لم يحلم نتنياهو قط بمفاوضة أبو مازن، فهي خطيرة جدا ومقرونة بتنازل عن اراض ومستوطنات، وقد يكلفه ذلك فقدان الحكم. انه يريد ان يستمر الصراع كالآن "بقوة ضعيفة"، ومن غير مبادرات ومن غير تغييرات ومن غير انتفاضة كي لا يتزعزع كرسيه. كان نفخ العضلات في مواجهة ايران ايضا ايهاما فقط. فنتنياهو آخر من يقامر هذه المقامرة الضخمة. ان الهجوم على ايران من غير دعم امريكي هو الاجراء الأخطر ذو امكانات الفشل العليا، ومن ذا يستطيع أصلا ان يُقدر ماذا سيكون رد ايران وكيف يرد الجمهور الاسرائيلي على المغامرة. ولهذا فان خبير اقتصاد يكره المخاطرة يتكلم لكنه لا يفعل شيئا. لم يخطط نتنياهو ايضا ولم يشأ ان يفكر حتى في توغل بري في غزة في عملية "عمود السحاب". فقد كانت المخاطرة في هذه الحال ايضا عالية جدا ولا يلائم ذلك في الحقيقة هدف خفض الزعزعات. ان اتحاد الليكود مع اسرائيل بيتنا هو نتاج ذلك النهج التفكيري الذي هو خفض المخاطرة. فقد خشي نتنياهو وحدة ممكنة بين احزاب المركز – اليسار تُمكّن من انشاء قائمة حزبية تفوز بعدد من النواب أكبر منه، ولهذا اقترح الوحدة على افيغدور ليبرمان، وإن كان تأليف القائمة الحزبية للكنيست لا يهمه في الحقيقة.  ان خفض المخاطرة هو ايضا سبب موافقته على تبني توصيات لجنة تريختنبرغ: فقد وافق على زيادة النفقات وعلى رفع ضريبة الدخل وضريبة الشركات وضريبة القيمة المضافة، برغم ان ذلك يناقض بصورة سافرة اعتقاداته الاقتصادية وهكذا ضاءل خطر ان يُسقطه الاحتجاج الاجتماعي. ولهذا لم ينفذ ايضا الاصلاح في مديرية اراضي اسرائيل الذي كان يفترض ان يغرق الدولة باراض رخيصة، ولم يُقصر مدة اجراءات تخطيط البناء، ولم يُعد خطة فيسكونسن، ولم يرفع سن التقاعد للنساء الى 64، ولم يخصخص شركة الكهرباء ولم يعالج الموانيء والمطارات. فكل علاج لواحد من هذه الموضوعات يثير معارضة اتحادات عمال قوية تستطيع تعريض كرسيه للخطر. ولماذا يخاطر اذا كان يمكنه ألا يفعل شيئا. ان اسرائيل اليوم في حضيض استراتيجي عالمي وفي عزلة لامعة. فالعالم كله يضربنا في ابتهاج، وتُنسق دول مركزية في اوروبا اجراءات علينا، ويتحدث رام عمانوئيل، المتحدث غير الرسمي عن براك اوباما، يتحدث للجميع عن مبلغ نفور رئيس الولايات المتحدة من نتنياهو. اذا انتُخب نتنياهو في الثاني والعشرين من كانون الثاني لرئاسة الوزراء فسيستمر في نفس الاستراتيجية بالضبط بغرض ان يبقى اربع سنوات اخرى على الكرسي لا غير. وقد ينجح في هذا مرة اخرى لكن ماذا عنا.