خبر : اليوم السادس للعدوان على غزة.. مصطفى إبراهيم

الإثنين 19 نوفمبر 2012 08:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
اليوم السادس للعدوان على غزة.. مصطفى إبراهيم



في اليوم السادس للعدوان على غزة وصلت رسالة نصية عبر الهاتف النقال تقول ان الرئيس محمود عباس يأمر منتسبي الدفاع المدني بقطاع غزة بالالتحاق بعملهم فورا. اليوم السادس ومحاولة دولة الاحتلال كسر عزيمة وإرادة الناس والمقاومة وبث الرعب والخوف في نفوسهم وارتكاب مزيدا من الجرائم كما جرى في جريمة عائلة الدلو ومقتل الأطفال والنساء وما زالت تسيطر على المشهد. قصص العدوان والمذبحة مازالت مستمرة، قتل الأطفال والنساء داخل منازلهم، الخوف والقلق والرعب، والصمود الأسطوري والعزيمة والإرادة العالية دفاعا عن كرامتهم وحقهم بالدفاع عن انفسهم، كنا في السابق لا نفهم كل هذا التناقض، الذبح والقتل يدفع الناس للالتفاف حول المقاومة، أو في أسوأ الأحوال التعاطف معها، وتحدي دولة القتل ومعنوياتهم عالية، المعركة تخوضها المقاومة مستمرة، والناس من خلفها يسطرون اسمى معاني الحب والصمود والصبر. القتل مستمر والحرب النفسية مستمرة والتاريخ يعود اربع سنوات الوراء، وما كان في العدوان الاجرامي في العام 2009،2008، موجود بكل تفاصيله من قتل الاطفال وتدمير المنازل على رؤوس قاطنيها.في اليوم السادس وصل عدد الشهداء 90 شهيدا و 679 جريحاً، وبعض الصحافيين الاسرائيليين يتحدثون عن ان الغطاء الدولي الذي منح لإسرائيل تلقى ضربة كبيرة بعد مقتل اطفال الدلو، والعملية الموسعة لاستهداف المدنيين، التي جاءت ضمن حملة جديدة اطلقها عليها جيش القتل اسم “قرع السطح” لتدمير منازل المواطنين وكأن الشهداء الذين سقطوا خلال الايام الماضية قضوا لأسباب اخرى. اسرائيل تحاول الادعاء انها دمرت 1100 هدف للمقاومة وقضت على 90% من قدرات المقاومة خاصة الصواريخ طويلة المدى، معظم الاهداف تم تحقيقها، وان اغتيال الشهيد احمد الجعبري من اهم الانجازات. اليوم السادس وخلال الايام الماضية تذكرت اسرائيل وزير الامن الاسبق عمير بيرتس وتقديم الشكر والثناء له على تبنيه مشروع القبة الحديدية واعتبارها نجاحاً باهراً واستطاعت اعتراض 50% من الصواريخ الفلسطينية، والباقي تسقط في مناطق مخلاة وعدد الصواريخ التي وصلت كانت اصابتها محدودة. وانه تم تدمير مقر الحكومة ومقر وزارة الداخلية في غزة وقتل فيه 20 مسلحاً، وهذا انجاز من وجهة نظر موشي يعلون الذي قال انه يجب ان تكون تهدئة مقابل تهدئة، وأحاديث المحللين والصحافيين الاسرائيليين الذين تجندوا لبث الدعاية والحرب النفسية والكذب وتقديم النصح للجيش وما يجب فعله، والإشادة بما حققته اسرائيل وقدرتها على تحقيق الاهداف بدقة وقوة الردع ضد الفلسطينيين والمقاومة وتحليلاتهم ومعلوماتهم الملفقة والمضللة والتزامهم الحديدي بالرقابة العسكرية المفروضة عليهم تفضح ادعاءاتهم وقادتهم، وعدم قدرتهم على اجبار المقاومة على الاستسلام ورفع الراية البيضاء والجثو على ركبتيها. في اليوم السادس وعلى لسان الصحافيين، المسؤولين الاسرائيليين يدعون ان المقاومة تطلق صواريخها لتحقيق شروط جديدة قبل وقف النار، و يتسائلون ما هو هدف حماس من الاستمرار في اطلاق الصواريخ، ويسألون انفسهم ما الذي تريده حماس من اطلاق الصواريخ هل هو الانتقام من اغتيال الجعبري او تحقيق شروط في مفاوضات التهدئة، وهل زيادة اطلاق صواريخ بكثافة على اسرائيل له علاقة بالمفاوضات وتحسين شروطها، والحكومة الاسرائيلية ايضا تحاول الاجابة على هذه الاسئلة ما ذا تريد حماس من استمرار التصعيد؟ كثيرة القصص الإنسانية التي تدمي القلوب، في اليوم السادس اتصل بي صحافي إسرائيلي متدين “حريدي”، “هو ذاته الذي اتصل اثناء العدوان 2008″، ويعمل في صحيفة للمتدينين اليهود “الحرديم”، وأخبرني أن رئيس التحرير في الصحيفة طلب منه الاتصال بي ومعرفة ما يدور في غزة. لا اعرف هذا الصحافي ولم يسبق لي أن تحدثت مع يهودي حريدي. سألني لماذا تقوم حماس بإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية وهي تقتل الإسرائيليين ومن حق الجيش الدفاع عن مواطنيها، فقلت له أن السبب وراء كل ذلك هو الاحتلال، فرد باستعراب ماذا يعني الاحتلال فسألته ألا تعرف ماذا يعني احتلال؟ فتدارك، وقال: إن جمهور الصحيفة هم من المتدينين الحريديم ولا يعلمون ماذا يدور في عزة. اليوم السادس للعدوان وزيارات وزراء الخارجية الاوروبيين في ازدياد الى اسرائيل للتضامن معها ولمحاولة التوصل الى تهدئة، ومعظمهم استقبلهم ما يسمى رئيس دولة اسرائيل شمعون بيرس فوجئ من موقف الرئيس محمد مرسي الايجابي، بيرس يقوم بمهام عدة منها وزير الخارجية وناطق اعلامي واجرى عشرات اللقاءات الصحافية، وشرح خلالها للصحافيين الوضع الامني في اسرائيل وانها تقوم بالدفاع عن امن مواطنيها من صواريخ “الارهابيين” الفلسطينيين، ان اسرائيل لا تقوم باستهداف المدنيين وانه يشعر بشعور الامهات الفلسطينية في ليالي القصف. يبدو أن استعجال المستوى السياسي في إسرائيل لتحقيق نتائج بأي ثمن، وإجماع اليهود في إسرائيل، وتواطأ المجتمع الدولي، وضعف قدرة القيادة التقليدية الرسمية خاصة النظام الجديد في بلدان الربيع العربي على القيام بتحرك ذو معنى، كلها تترجم بشكل واحد على الأرض: قتل المدنيين بلا رحمة، و تركيع الفلسطينيين. أهل من مهمة أسهل؟Mustafamm2001@yahoo.commustaf2.wordpress.com