خبر : عامود السحاب والرد المطلوب.. مصطفى ابراهيم

الجمعة 16 نوفمبر 2012 04:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
عامود السحاب والرد المطلوب.. مصطفى ابراهيم



على الرغم من ان العدوان الاسرائيلي الهمجي على القطاع جاء في زحمة التحضير للانتخابات الاسرائيلية، إلا ان الدولة العبرية اتخذت قرارا جماعيا بقتل الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد ان أعدت للجريمة بشكل جيد، و ذلك لا يجعلنا نغمض اعيننا عن الاهداف الشخصية والحزبية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير امنه ايهود باراك. وعند التدقيق فالأسباب الحقيقية لهذا العدوان المستمر والذي اطلق عليه “عامود السحاب” نجده ابعد من قضية الانتخابات، وأن له عدة أهداف لها علاقة وطيدة بقضايا استراتيجية وأمنية وسياسية، وذلك غير مرتبط بالحكومة القائمة ورئيس وزرائها ووزير امنه. فالإقدام على اغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام احمد الجعبري خسارة كبيرة للفلسطينيين الهدف منه كسر عزيمة وإرادة وقوة المقاومة والفلسطينيين في قطاع غزة، وإسرائيل باختيارها قائد عظيم ورمز عسكري مهم، فهي تدرك قيمة مغامرتها التي لن تكون سهلة ولن تمر هكذا، اعتقادا منها انها تستطيع تغيير قواعد اللعبة وفرض امر واقع جديد، وجر قطاع غزة للعبة دموية خطيرة ستدفع ثمنها. فمنذ عملية الرصاص المصبوب أي العدوان الاسرائيلي على القطاع في العام 2008، حاولت اسرائيل الادعاء انها حققت اهدافها الاستراتيجية بفرض الردع تجاه المقاومة الفلسطينية، لكنها مع مرور الوقت بدأت تدرك ان العدوان الاسرائيلي فقد قيمته وقدرته على تحقيق الردع الذي يخيف الفلسطينيين، ويحد من قدراتهم وجرأة المقاومة على تحد اسرائيل وتغيير قواعد اللعبة وتكون ايديهم هي العليا لعدة سنوات قادمة. المتابع لتصريحات باراك يرى مدى تمسكه بكلمات محددة وهي الردع وجعل ايدي اسرائيل هي العليا وتغيير قواعد اللعبة، وتحديد اهداف معينة يتم التركيز عليها بالضربات الجوية والادعاء بان المرحلة الاولى للعملية حققت اهدافها كما هو مخطط، وان الجيش استهدف 500 هدف للمقاومة، وتم تدمير القدرات العسكرية الصاروخية للمقاومة. وكان الاعتقاد لدى باراك والجيش الاسرائيلي ان الضربة الاولى باغتيال الجعبري ستربك حماس والمقاومة وتشل حركتها وقدرتها على الرد، لكن سرعان ما قامت المقاومة بالرد وبقسوة وتكتيك معد مسبق، والاستفادة من تجربة العدوان في العام 2008. ويتضح ايضا ان اسرائيل قامت بخديعة كل الاطراف خاصة مصر التي تدخلت لفرض تهدئة، وهذا يؤكد ان اسرائيل وضعت الخطط اللازمة، واعدت العدة سلفاً من اجل ترميم الردع الاسرائيلي المتآكل وزرع الرعب والدمار والتخويف في محاولة لكسر إرادة الناس والمقاومة خاصة في غزة. المجموع في إسرائيل اثنى على عملية اغتيال الجعبري واعتبروها مهمة وهم موحدين خلف القيادة السياسية ويطالب باستمرار العدوان وقتل الفلسطينيين، قرار القتل الجماعي بذريعة الدفاع عن انفسهم وحياتهم، بحجة القضاء على الصواريخ الفلسطينية ليعيشوا هم عل حساب شعب آخر، الكل تجند للتحريض. التحريض عل قتل الفلسطينيين لم يأتي مع بدء العملية، بل ليس الآن ولا العام الماضي والتي بدء في نفس الوقت من العام الماضي الذي ترافق ذلك مع حملة إعلامية كبيرة قامت عن قرب العملية العسكرية الكبيرة والواسعة على قطاع غزة. وتقوم بها وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة المراسلين العسكريين الذين يحرضون بشكل كثيف ومخيف على ضرب الفلسطينيين بقسوة ويشنون حرب نفسية، المتابع لوسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة المسموعة والمرئية منها يشعر الحقد والكراهية والعنف والكذب بداخل معظم الصحافيين الإسرائيليين الذين توحدوا جميعا من اجل قتل الفلسطينيين وبث الكذب والتحريض والإشاعات حول الفلسطينيين وفصائل المقاومة وضعفها. وها هي العملية العسكرية البربرية التي بدأت بالضربات الجوية القوية والمفاجئة، والتي لم تحقق سوى القتل للمدنيين، وقصف مقرات قصفت مرات عديدة ومنازل المدنيين الآمنين، كل ذلك للضغط على الفلسطينيين وإخافتهم وللوصول بهم للركوع والطلب منهم رفع الراية البيضاء، إلا إن الفلسطينيين في القطاع برغم الدم النازف والقتل المستمر بحقهم ما زالوا يسطرون أسمى معاني العزة والكرامة بصمودهم ووحدتهم وصبرهم وثقتهم بان النصر قريب. اسرائيل تتملكها غطرسة وفائض القوة والاستهتار بما كل هو عربي خاصة انظمة الثورات العربية وبالتحديد مصر، اسرائيل وضعت حسبتها جيدا وأجرت عدة اختبارات قبل ان تنفذ عمليتها الاجرامية، فالرد المصري بالنسبة الى اسرائيل كان متوقعا بسحب السفير، وان مصر ستعيده بعد عدة اسابيع، وانها لن تقطع علاقتها. عامود السحاب والمطلوب الرد عربيا كما هو فلسطينيا، يجب ان يكون قوياً، وأن لا يقتصر على ما كان سائدا في السابق من سحب سفير هنا وهناك، وإدانات وشجب واستنكار لتدرك اسرائيل وأمريكا التي اعطت الضوء الاخضر للعدوان ودول الاتحاد الاوروبي المتواطئة انها ستتضرر جراء تأييدها لإسرائيل ومن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في القطاع واستباحة الدم الفلسطيني المسفوك. الان لا مجال للتأتاة ويجب استغلال الواقع العربي الجديد خاصة في مصر ومطلوب من العرب خاصة القيادة الفلسطينية المطلوب منها تغيير سياساتها، واستغلال الفرصة لإنهاء الانقسام، وان يكون لديهم رداً حاسما ومؤثرا وليس مجرد تهديد، بل ردود فعل حقيقية بتهديد المصالح الامريكية والغربية والإسرائيلية، واتخاذ موقف واضح وصريح منها، والقول لها ان الزمن غير الزمن، لتفهم اسرائيل ان الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وان العرب لديهم القدرة على الفعل.Mustafamm2001@yahoo.commustaf2.wordpress.com