خبر : غزة ..مرة اخرى ... هيئة تحرير "وكالة سما"

الخميس 08 نوفمبر 2012 11:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة ..مرة اخرى ... هيئة تحرير



المهندس "عماد العلمي" عضو المكتب السياسي لحركة حماس واحد ابرز قادتها يتمتع بقدر كبير من الاحترام والذكاء والحنكة والفهم لطبيعة غزة الاجتماعية والنفسية وانعكاساتها على حركة السياسة والاقتصاد بل الثقافة. في دردشة على هامش لقاء جمعه صدفة مع حفنة من الصحفيين من مختلف الاتجاهات قبل 3 شهور قال العلمي ان المصالحة المجتمعية بغزة يجب "الا تتاخر وان تبدأ باقصى سرعة ممكنة ولا يعني ذلك اننا نقلل من اهمية انهاء الانقسام". السيد "العلمي" كما كل المدركين لبواطن الامور يعرف جيدا ان المكان الاكثر ازدحاما في العالم والمصنف عالميا من اكثر المناطق فقرا او كما يسمى تاريخيا "حزام الفقر والحروب" يحتاج الى طريقة مختلفة في التعامل ورؤيا شاملة تراعي تطوراته الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية لان غزة لا تحتمل حدية الفرز السياسي والاجتماعي والاقتصادي الحادث حاليا والذي يتطلب من الجميع الانتباه جيدا لقادم الاحداث وايامه. الطاقة السلبية "المدمرة" الكامنة لدى الغزيين هائلة واسبابها العملية لا تخفي على احد في ظل حصار واحتلال واعتماد اكثر من 80 % من سكانه على المساعدات الدولية وانعدام الموارد لتجعل من هذا المكان هو الاخطر ومفتاح الاستقرار كما تحدث يوما وزير الخارجية الامريكي "كولن باول" في يناير 2004 بالقاهرة والذي اكد ان "غزة هي مفتاح الاستقرار في الشرق الاوسط".حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة لا تستطيع ان تلعب دور اجهزة الامن العربية ولا يمكن لها ان تمارس بطش تلك الاجهزة لعديد من الاسباب "الدينية والاخلاقية والاجتماعية والسياسية والتنوع الغزي الغير قابل لنفي الاخر" . يدرك العارفون بالشان الاسرائيلي بان الدولة العبرية المتربصة دائما والمتحفزة لكل تطور قادرة على اعادة خلط الاوراق فلسطينيا وغزيا بطريقة دراماتيكية والتجربة في لبنان وموقفها مما يحدث في سوريا لا يغيب عن الاذهان. وغزة ليست القاهرة فالكل يعرف الكل والغائب يعلم الحاضر والتشابك والاشتباك العائلي يتداخل في اكثر التفاصيل دقة وما تنوع الرؤى والاختلافات والانتماءات داخل العائلة الصغيرة الا دليل ساطع على صعوبة الانتصار بقوة السلاح وبرؤى الامن على فسيفساء غزة التاريخية.غزة لم تثر على نفسها تاريخيا ولكنها ثارت على حكامها ومن الضروري العودة والتامل وقراءة التاريخ جيدا مستثنين هذه المرة الثورات ضد الاحتلال وما حدث في الانقسام وحرب الاخوة ولكن للتامل في تجارب ابو يوسف النجار واسعد الصفطاوي وصلاح خلف وحيدر عبد الشافي والقوميين والاخوان في الخمسينات عندما افشلوا مشروع التوطين في سيناء ووقفوا في وجه احد اكثر قادة العرب التاريخيين شعبية "جمال عبد الناصر" ولاقوا ما لاقوه من سجن وتعذيب ونفي . ممنوع في غزة ان تتراكم التوترات السياسية والاجتماعية والاحتقان الداخلي لتشعل خطوطا حمراء تدخلنا جميعا الى ما يشبه الفتنة المجتمعية المبنية على اسس سياسية وهي تشابه كثيرا الفتن الطائفية والاثنية في محتواها في كثير من بلدان العالم. الطلاب الفلسطينيون في الجامعات المصرية يذكرون جيدا ما حدث في منتصف الثمانينات فيما يسمى باحداث "الفتنة الطائفية في منطقة الزاوية الحمراء" بالقاهرة حين هاجم الالاف من المسلمين والمسيحيين بعضهم البعض في صبيحة احد الايام المؤلمة في التاريخ المصري" ..لقد هاجم الجيران من مسلمين ومسيحيين في نفس البنايات بعضهم البعض واحرقوا مئات المحلات التجارية رغم انهم عاشوا في ظل علاقات طبية لعشرات السنين لتجد القاهرة نفسها في حمام دم كلف مصر الكنانة المئات ىمن القتلى والجرحى". اللوم في حينه القي على النظام الذي لم يتحرك لنزع التوترات الصغيرة التي كبرت واصبحت حريقا وما حدث في البلدان العربية شابه الى حد كبير ما حدث في "الزاوية الحمراء" حينه ولكن هذه المرة كانت "فتنة" شعب ضد طائفة سياسية اجتماعية ولم يعد مهما باي دين تسلحت تلك الفئة . لم يسال احد من الثائرين عن مذهب ودين مبارك والقذافي او بن علي فكان للشعوب دينها ولرؤسائها دين اخر. ما حدث من اعتداء لشرطة حكومة غزة على الناشطات النسويات يتطلب حلولا عملية وسريعة توجه رسالة مجتمعية  وسياسية واضحة لكل الفلسطينيين بانه من غير المسموح تجاوز الحدود والخطوط الحمراء غزيا وفلسطينيا ..حسنا ما فعلته حكومة غزة باعتذارها عما حدث وتعهدها بالتحقيق الجدي واعلان نتائج التحقيق على الملا ومحاسبة المتورطين لكي لا تاخذ القضية ابعادا اخرى تسخن خطوط التماس السياسية والمجتمعية المنهكة في ظل انقسام ينهش عظام بقايا الصادقين والمؤمنين بحتمية الوصول الى صيغة لانهاء تلك المسرحية الهزلية المسماة دولتي "غزة والضفة". المطلوب وعذرا على استخدام مصطلح "غزيا" ان تصبح المصالحة المجتمعية اولوية لحماية بستان القضية الفلسطينية "قطاع غزة" كما تعود الرئيس الراحل ابو عمار ان يحدث مستقبليه ..والا فالاجابة عندكم.