عندما.. أقصيت عنا الهواء.... وأهلت على أجسادنا.. أذيال الوجع ورجام الهذيان... تنثر صبابة من الأه... تحتدم بسياط الألم... ويهرع صداها متمرغا في رحاب السماء... عندما... دونت على مشارف مدينتنا.. قرار الاعدام.. وزخرفته بحكايا تتخضب بأرواحنا... وطليته بلازوردية كثة.... تختلط بأنفاس الصباح... وتمتزج فيها الدماء... وتلوته..فتوالت عليها نوائبه... عندها... أبصرنا في حقولنا أرجوانا قانيا.. قد بعث من عهد عشتار.. يتصبب على وجنتي الثرى الذاوية عبرا.. وييث وقاد الأمل..ويعدم بثور الجوى... لتتفتح منا بعد هجعة سنابلا.. تكوي حروف قرارك.. وتعتلي رؤوس قلوعك... وتنفث في أعماقنا همس الضياء.. *** عندما... دونت القرار... وناجيت ابليس ليبسط علينا غراب الوجع.. ومزقت طفولتنا على هياكل الرثاء... نخرنا أكفاننا بكف فولاذي بدائي... وسرنا ولوقع خطانا يرتجف الدوح وتخجل الحقول وتبتسم السماء... ويرتعش هدب غمام تداعى في أضغاث الريح... ويستحيل سرابا مرمما...يمتزج بالفزع... يعم مدينتنا كل مساء... *** عندما... سرقت ترابنا... وأهرقت ضحكاتنا... ودونت القرار... صحنا يا عرب... يا أصدقاء.... أين الوفاء؟؟؟ فطالعتنا الخيبة تحفر في أضلعنا الثورة.... وتشجذب من ضلع التاريخ حكايات... لشهريار وقيس...وكلية ودمنة وابن الوليد... وتمحو دواوين الشعراء.... فحاربنا وحيدين...وحيدين... بالحجارة ...والتراب...والماء.. *** عندما... دونت القرار... انفجر من أكتاف ودياننا... شرايين من الشهداء... اجتمعت لتشيد لك قبرك... وتدون على قدميه... أضحوكة القرار... للظالمين البؤساء..
