القدس المحتلة/ سما / تناولت الصحف العبرية في تقارير موسعة لها اليوم مسالة تحالف حزبي الليكود واسرائيل بيتنا من اجل خوض الانتخابات في قائمة موحدة . واوضحت الصحف الرئيسية وهي يديعوت وهارتس ومعاريف ان هناك حالة غضب وغليان في اوساط حزب الليكود حيث يرى الكثير من قادته ان هذا الائتلاف لا يصب في مصلحة حزبهم ويصب فقط في مصلحة افيغدور ليبرمان. وفي هذا الاطار كتبت صحيفة هارتس معارضة شديدة داخل الليكود للتحالف بين قائمتي الليكود وإسرائيل بيتنا موضحة ان هناك جهودا كبيرة من جانب نتنياهو وليبرمان لمنع إسقاط توحيد القائمتين. واضافت هارتس ان التصويت على توحيد القائمتين سيجري في مؤتمر الليكود غدًا. ونقلت الصحيفة عن الوزير ميخائيل إيتان مطالبته بأن تكون عملية التصويت داخل حزب الليكود على الائتلاف مع اسرائيل بيتنا سرية لزيادة فرص إلغاء هذه الخطوة حيث يعتقد ان الغالبية المطلقة داخل حزبه لا تريد هذا الائتلاف. كما كتبت الصحيفة تحليلا تحت عنوان "البيت يحترق" حيث يقول الصحافي يوسي فرتير وهو صحفي من كتاب هارتس : "عندما يتلقي بنيامين نتنياهو وزراء الليكود في جلستهم الأسبوعية صباح اليوم فسيرى أمامه مجموعة من الأشخاص وهم قلقون ويشككون في تقديره"... ". ونقل فريتر عن أحد وزراء نتنياهو قوله أمس: البيت يحترق... فهناك رائحة المتفجرات في الجو. إذ أن العديد من الناخبين المخلصين الذين كانوا معنا دائمًا قالوا لنا: لهذا الشيء لان ننوي التصويت". اي لان هناك تحالفا مع افغيدور ليبرمان. من جهتها قالت يديعوت احرنوت عاصفة في الليكود مشيرة الى ان هناك زلزال السياسي في اليمين وقالت الصحيفة موضحة وجود تعبئة عامة في الليكود خصوصا من قبل جناح نتنياهو تمهيدًا للتصويت غدا في مؤتمر الحزب على الاتفاق مع ليبرمان. واوضحت الصحيفة ان رئيس الوزراء يدعو النشطاء الميدانيين" تعالوا للتصويت" ولكن بعض النشطاء غاضبون وقالوا للصحيفة:"التحالف بين القائمتين جيد لنتنياهو وليس للحزب. لم نر الاتفاق كيف نعلم عما نصوت؟" حالة إرباك أيضًا لدى وزراء الليكود: يلتزمون جانب الصوت أو يؤيدون الاتفاق في الظاهر، ولكن نصفهم على الأقل يبدون معارضتهم للخطوة في محادثات مغلقة. كما كتبت الصحيفة تحليلا موسعا على صدر صفحتها الاولى تحت عنوان موحدون؟ وتشير الصحيفة في هذا التحليل إلى الفوارق الكبيرة في مواقف الليكود وليبرمانموضحة ن الحزبين لم يوافقا على شيء تقريبًا خلال السنوات القليلة الماضية. ومن القضايا التي اختلف عليها الحزبان هي الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث راى ليبرمان انه ليس شريكا فيما راى نتنياهو ضرورة التعامل معه في الملف السياسي كما اختلف الرجلان على مسالة تحويل عائدات الضرائب ورفض ليبرمان تحويلها لكن نتنياهو حولها وشدد على ضرورة منع انهيار السلطة . وحول حماس شدد ليبرمانمرارا وتكرارا على ضرورة انهاء حكم حماس من خلال عملية عسكرية واسعة الا ان نتنياهو رفض ذلك اعتمادا على خبرته العسكرية وفضل التعامل معها بهدوء والتوصل لتهدئة عبر وسطاء. كما اختلف الاثنان مؤخرا حول المفاوضات مع سوريا وفق ما اعلن حيث يؤيد نتنياهو فكرة التفاوض مع السوريين فيما يرفضها ليبرمان . وعلى الصعيد الداخلي رات يديعوت وجودخلافات كبيرة في مسالة العلاقة بين العلمانيين والمتدينين خصوصا حول مسالة التجنيد الاجباري للمتدينيين اليهود . كما ان هناك خلافات على موضوع المخصصات المالية للاحزاب والمتدينيين اليهود وحجم الاموال التي تضخ لهم. كما ان هناك خلافات حول الموقف من الجمعيات الحقوقية اليسارية حيث يريد ليبرمان العمل على اغلاقها وانهاء عملها لكن نتنياهو رفض ويرفض ذلك نتيجة وجود معارضة قوية بحزبه لهذه الخطوة التي يريدها ليبرمان وحزبه. كما ان هناك خلاف بين الطرفين حول مسالة الولاء للدولة بالنسبة للمواطنيين العرب حيث يريد ليبرمان منهم ان يؤدوا قسم الولاء ومن يقوم بذلك فاه سيحصل على حقوقه كاملة ومن لا يقوم بذلك فيجب التعامل معه بطريقة مختلفة لكن الليكود يرى ضرورة احترام الاقلية العربية بدولة اسرائيل وفقا لجوبنسكي اسرائيل حيث ان العرب اقلية تراثية يجب الحفاظ عليها . وختمت الصحيفة تقريرها بالقول ان فرحة المفاجئة السياسية انتهت الان وعلى الحزبين مواجهة خلافاتهما التي تعتبر اكثر من القضايا التي يتوافقان عليها موضحة ان الواقع السياسي سيكون صعبا اما الائتلاف واولى العقبات التي عليه تجاوزها هو الانتخابات داخل حزبالليكود حول هذا الائتلاف. وحول الوضع المالي للحزبين قالت يديعوت بعنوان خاص أين المال؟ واشارت ان لقائمة الليكود بيتنا أكثر من 54 مليون شيكل للحملة الانتخابية موضحة ان هذا المبلغ يزيد عن المبلغ الإجمالي الذي يحصل عليه أحزاب العمل وشاس ولابيد. اما صحيفة معاريف فكتبت وزراء في الليكود: التحالف يؤدي إلى خفض عدد مقاعد الليكود. وتوضح الصحيفة انه ورغم حالة الغليان داخل الحزب يتوقع أن تتم المصادقة على التحالف بغالبية الأصوات غدا في مؤتمر الليكود. اما الوزير دان مريدور فانه بحسب معاريف يدرس احتمال اعتزال الحياة السياسية ردا على قرار نتنياهو التحالف مع ليبرمان وهو الامر الذي قد يقود الى انسحاب العديد من داعمي ومناصري الليكود. بدوره قال ليبرمان انه ما من سبب يدعو بعض اقطاب حزب الليكود بمن فيهم الوزير دان مريدور الى الانسحاب من هذا الحزب في اعقاب القرار باقامة تحالف مع حزب اسرائيل بيتنا برئاسته بل بالعكس. واضاف ليبرمان انه تحدث مع المئات من نشطاء حزب الليكود الذين اعربوا له عن دعمهم لتشكيل هذا التحالف. وأوضح ليبرمان في سياق مقابلة اذاعية صباح اليوم ان الحزبين سيخوضان الانتخابات في اطار قائمة مشتركة الا انهما لن يقيما حزبا موحدا بل سيواصلان العمل بعد الانتخابات بشكل منفرد . وتسود حالة من الغليان اوساط حزب الليكود على خلفية الاعلان عن اقامة التحالف مع حزب إسرائيل بيتنا. وحذرت مصادر رفيعة في الليكود من ان اتفاق التحالف بين الحزبين سيمس بالليكود وسيؤدي الى تقلص عدد نوابه في الكنيست القادمة كما حصل بعد تشكيل التحالف بين الليكود وحزبي غيشر وتسوميت في عام 1996. وسينعقد مؤتمر حزب الليكود غداً للتصويت على قرار نتانياهو بشان التحالف مع اسرائيل بيتنا حيث يطالب الوزير ميخائيل ايتان باجراء تصويت سري على هذا الاتفاق.