خبر : الى اللقاء في جولة التصعيد القادمة ...د. سفيان ابو زايدة

الخميس 25 أكتوبر 2012 08:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الى اللقاء في جولة التصعيد القادمة ...د. سفيان ابو زايدة



جيد ان يتم التوصل الى تهدئة في غزة قبل عيد الاضحى المبارك لكي يتمكن الناس من التقاط انفاسهم و يتمكن الاطفال من الاستمتاع بأيام العيد قبل العودة الى مدارسهم، و خيرا فعلت حماس عندما اختصرت ردها على سقوط الشهداء باطلاق بعض الصواريخ لتذكير الاسرائيليين بأنهم تجاوزوا الحدود و ان الرهان على ان الاولوية لديها هو الحفاظ على حكمها في غزة و اعادة اعمار ما دمرته عملية الرصاص المصبوب لا يمكن ان يكون بدون حدود.  خيرا فعل الجهاد الاسلامي ايضا عندما لم يتسرع في ردود فردية كما كان في السابق و ان الرد على اي اعتداء يجب ان يكون متفق علية بين كافة القوى . هذا الامر بلا شك اختصر الكثير من الدماء و قلص عدد جنازات الشهداء التي كانت يمكن ان تشيع في ايام العيد. انتهت جولة التصعيد التي سبقت قدوم امير قطر الى غزة، على الرغم ان ليس هناك اية علاقة اسرائيلية بين الزيارة و بين جولة التصعيد الاخيرة، اقول ليس هناك علاقة اسرائيلية لانه من غير المستبعد ان يكون هناك علاقة لبعض الاطراف الفلسلطينية التي لم ترحب بالزيارة. ليس هناك علاقة بين التصعيد وزيارة الامير لان اسرائيل لا ترى مشكلة في هذه الزيارة و لا يؤثر عليها اعادة اعمار غزة و امير قطر لا يستطيع القدوم  دون موافقة اسرائيلية واضحة و صريحة ، و مصر لا تستطيع ان تسمح له الوصول دون ان يكون هناك تنسيق امني مع الجانب الاسرائيلي، حيث كان الاستنفار  جوا و بحرا اثناء وجوده ليس لان اسرائيل تخشى نشوب حرب في المنطقة بل من المفترض انه لتأمين حياته . انتهت جولة التصعيد، التي ستعود ربما بعد يوم او بعد اسبوع او بعد شهر. السيناريو يتكرر بشكل ممل ولكنه مؤلم، عملية قصف اسرائيلي لمجموعة من المقاومين او المواطنين تدعي انهم كانوا يخططون لاطلاق صواريخ او اقتربوا اكثر من اللازم من الجدار الحدودي ، او التصعيد قد يعود بعد ان تُقدم اسرائيل على عملية اغتيال لشخص او مجموعة تدعي انهم من السلفيين و يخططون لتنفيذ عملية في سيناء. انتهت جولة التصعيد الى حين اطلاق صاروخ او صواريخ فلسطينية على التجمعات الاسرائيلية في الجنوب من قبل مجموعات سلفية او جهادية تعتبر ان لا مصلحة لها لا في حالة الهدوء و لا في عملية البناء و لا حتى في حق غزة و اهلها في التقاط الانفاس. لا تعنيهم سلطة حماس في غزة و لا السلطة في رام الله. ليس هناك حل لمشكلة اسرائيل مع غزة على الرغم من التهديدات المتواصلة بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة هناك على غرار الرصاص المصبوب . القصف الاسرائيلي لا يحل لهم مشكلة اطلاق الصواريخ التي تؤرقهم لان اطلاق صاروخ غراد من غزة على عسقلان او السبع هو مثل القاء حجر او زجاجة ملوتوف على مركبة اسرائيلية عابرة في احدى طرق الضفة. اعادة احتلالها مرة اخرى و تنظيفها من الاسلحة كما يهدد القادة الاسرائيليون امر ممكن لكنه امر مكلف جدا ليس فقط لغزة و اهلها بل ايضا سيكون مكلفا جدا لهم . عملية عسكرية مهما كانت كبيرة، وهو امر غير مستبعد، لن يحل مشكلة غزة بالنسبة للاسرائيليين ، وحتى المكوث لمدة طويلة هناك ايضا لن يحل المشكلة. ربما يحل مشكلة اطلاق الصواريخ ، و لكنه سيخلق لهم مشكلة جديدة حيث سيصبح جنودهم هدفا سهلا للمقاومين في شوارع غزة و احياءها المقتضة. حماس من ناحية اخرى، و على الرغم من الجهد الذي تبذله في منع اطلاق الصواريخ من قبل المجموعات الصغيرة او الفصائل الصغيرة ، و على الرغم من سيطرتها الامنية تكاد تكون المطلقة في غزة، الا انه ثبت ان ليس بأمكانها منع اطلاق الصواريخ بشكل مطلق، و ان ما تعانية اليوم هو نفس ما عانته السلطة في السابق رغم انها تستطيع ان تدعي ليل نهار ان هناك فرق كبير بينها و بين السلطة، حيث هي تحتضن المقاومة و السلطة كانت تحارب المقاومة. بغض النظر عن هذا الجدل الذي يمكن ان يقال فيه الكثير حماس الان هي العنوان و هي السلطة في غزة و هي المسؤولة عن الامن و عن ارواح الناس و هي المطلوب منها ضبط الايقاع. التجربة اثبتت ان هذه المهمة ليست سهله و لكنها بالنسبة لحماس ليست مستحيلة. لقد حققت انجازا كبيرا حتى الان على هذا الصعيد و المتمثل في التزام الجهاد الاسلامي بعدم الرد الفردي، و لكنها ما زالت تواجه مشكلة حقيقية مع بقية التنظيمات الاخرى، خاصة الجهادية و السلفية منها.للاسف الشديد و في ظل الظروف و المعطيات القائمة، الجولة القادمة من التصعيد لن تكون بعيدة و لن تكون مختلفة عن سابقاتها، حيث جربت غزة كل شيئ تقريبا، و جربت اسرائيل معها كل شيئ تقريبا.الخروج من دوامة التصعيد و التهدئة لا يمكن ان يتم الا اذا تغيرت الكثير من المعطيات، و التي اهمها:اولا: انهاء الانقسام الفلسطيني الذي شتت الجهد و حرف البوصلة و جعل جميع القوى و الفصائل تحت ضغط متواصل للحفاظ على ذاتها و مكتسباتها الوهمية.ثانيا: الاتفاق على استراتيجية فلسطينية و احدة في ادارة النضال الفلسطيني مبنية على استخلاص الدروس من التجارب السابقة، بعيدا عن الشعارات الرنانة ، و بما يتلائم مع ظروف شعبنا .ثالثا: اعادة تأهيل و اصلاح منظمة التحرير التي هي عنوان الشعب الفلسطيني و ليس السلطات في غزة و الضفة ، وفقا لما تم الاتفاق علية بين الفصائل في القاهرة 2005  . كل عام و انتم بخير szaida212@yahoo.com