جنين / سما / قال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض إن البوابة الوحيدة لانهاء الإنقسام تتمثل بالعودة إلى الناس والاحتكام لصندوق الاقتراع، مشيداً بالنجاح الكبير الذي حققته الانتخابات المحلية والتي عكست الروح الإيجابية العالية لشعبنا وتوقه لممارسة الديمقراطية، وإصراره على الخلاص من الاحتلال ونيل الحرية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، مشدداً على الترابط بين البناء الديمقراطي والتحرر الوطني. وخلال جولته في محافظة جنين بحضور الأخ المحافظ طلال دويكات، وقائد المنطقة ومدراء المؤسسة الأمنية، دحض رئيس الوزراء الإدعاءات التي ترددت سابقاً حول أن اجراء الانتخابات سيعزز الإنقسام، وقال" هل الإنقسام و بعد أن انجزنا الانتخابات المحلية بهذه الشفافية و النزاهة تعزز؟ أم أن السؤال الاساسي الذي يطرحه شعبنا هو : لماذا منعت حركة حماس أهلنا في قطاع غزة من ممارسة حقهم الطبيعي في الإقتراع و اختيار ممثليهم؟ و إلى متى سيُسمح بمصادرة هذا الحق ووضعه رهينة في يد حركة حماس أو أي جهة أخرى لأغراضها الفئوية؟" وأضاف " إن المطلوب هو استكمال الانتخابات المحلية في قطاع غزة، والتقدم دون تردد لاجراء الانتخابات العامة باعتبارها حق دستوري للمواطن ويجب ألاّ نسمح لأحد بمصادرته. فالانتخابات والاحتكام لصندوق الإقتراع والعودة إلى الشعب تشكل البوابة والمدخل الوحيد لإنهاء الإنقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته". وأشاد فياض بالأجواء الديمقراطية، وبالشفافية والنزاهة التي سادت سير الانتخابات المحلية، وبالروح الإيجابية العالية التي تمتع بها شعبنا خلال العملية الانتخابية. كما أشاد بمهنية وحيادية لجنة الانتخابات المركزية، وقال "لشعبنا أن يفخر بإنجاز الانتخابات البلدية والسهولة والسلاسة التي تمت بها"، وأضاف "رغم كل الظروف والمعاناة وإرهاب الاحتلال والمستوطنين فإن الروح الإيجابية لشعبنا تتجلى بأبهى صورها حين يتم التعبير عنها من خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، ونحن نأسف لأن شعبنا في قطاع غزة حــٌرم من هذا الحق". وخلال حفل افتتاح جمعية التسويق الزراعي في جنين، أشاد رئيس الوزراء بالحركة التعاونية في فلسطين، وبدورها الأصيل في حماية نسيج المجتمع الفلسطيني وتماسكه، وكذلك بدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أن العمل التعاوني أصبح جزءاً لا يتجزأ من مورثونا الاجتماعي والثقافي، ويحتل بعداً وطنياً في نضال شعبنا للتحرر من الاحتلال. وشدد فياض على أن دور التعاونيات يشكل جزءا مهما للنهوض بالوعي الفلسطيني، ومأسسة العمل التعاوني خاصة في المجال الزراعي لأهمية ذلك في تطور الاقتصاد الوطني، وتقوية ارتباط المواطن بالأرض وتعزيز صموده". وخلال زيارته لمشفى الرازي في جنين، أكد رئيس الوزراء أن دور هذا المشفى الذي تم انشاؤه بأموال الزكاة الفلسطينية هام جدا في تقديم الخدمات الصحية، مشيراً الى أن مشروع قانون التأمين الصحي يشجع على التنافس في تقديم الخدمات الصحية التي تشتريها الحكومة منها وبما يساهم في النهوض بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. وفي وقت لاحق تفقد فياض مركز التدريب المهني في المدينة كما تفقد جمعية الغد لمرضى التوحد، وجمعية رعاية الكفيف، وأعرب عن بالغ سعادته بالروح الإيجابية التي يتمتع بها القائمون على هذه الجمعيات والمؤسسات الأهلية، وقال " إن دور مؤسسات العمل الأهلي في رعاية أبناء شعبنا وتقديم الخدمات الاجتماعية و الانسانية وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، تؤكد دور هذه المؤسسات في بناء مستقبل مشرق لهذه الشريحة من شعبنا"، وأضاف " هذه الروح تظهر لنا الغد المشرق لذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة، كونهم اصحاب حق لن يضيع، وتظهر الارادة التي لا تلين لشعبنا، ولهذه الجمعيات التي تقدم خدمات مهمة وحيوية لهذا القطاع". كما تفقد رئيس الوزراء خلال جولته في المحافظة مصنع حداد ومزارع شركة توب فيلد التي تستثمر في قطاع الزراعة في طوباس، عقابا، الكفير، الزبابدة، وصير. واعتبر أن استثمار القطاع الخاص لا سيما في مجال الزراعة، يشكل ركيزة أساسية للنهوض بالاقتصاد الوطني. وكان فياض اجتمع في مستهل جولته في جنين بقادة المؤسسة الأمنية في مقر المحافظة بحضور الأخ المحافظ طلال دويكات واطلَّع على تطورات الأوضاع والجهود التي تبذلها المؤسسة الأمنية لترسيخ الاستقرار وتوفير الأمن والأمان للمواطنين.