خبر : عندما تحكم "سارة" العالم ..بقلم : هيئة تحرير وكالة "سما"

الأربعاء 10 أكتوبر 2012 10:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عندما تحكم



في الثامن والعشرين من ديسمبر 2011 نقلت صحيقة هارتس الاسرائيلية عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله ان صفقة "شاليط" ما كان لها ان تتم لولا تدخل زوجته سارة وضغطها عليها لتنفيذ الصفقة. لم يتأثر نتنياهو باراء كبار قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية السابقين والحاليين سواء من المعارضين للصفقة وعلى راسهم يوفال ديسكين رئيس الشاباك السابق او المؤيد لها مثل يورام كوهين رئيس الجهاز الحالي . هي اذن "سارة" تقرر في قضايا الدولة المصيرية ومستقبلها وترسل ايحاءات الى الرجل الاول في اسرائيل ليقرر مالذي يمكن ان يفعله. نتنياهو لم يخف تأثير زوجته عليه بالرغم من ابتعادها عن السياسة الظاهرية في اسرائيل ويحاول الظهور بنمط رئيس اميركي على طراز "كنيدي" مع بعض المبالغة في ادخال العالم الى تفاصيل حياته العائلية حتى في علاقتها بخادمتها وضربها لها والذي شاغل المجتمع الاسرائيلي لعدة اسابيع متواصلة. يقول ايتان هابر مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي المقتول اسحق رابين في مقال نشرته صحيفة يديعوت احرونوت في مايو 2012 ان نتنياهو ووزير حربه باراك "اما ان يهاجما ايران وان لم يفعلا فانهما يمارسان اكبر عملية تضليل استراتيجي في التاريخ عبر الايحاء للامريكيين بانهما على وشك ضرب ايران والعمل بنظرية "امسكوني" كي لا اضرب واتخذوا الاجراءات الفاعلة والضغطة ضدها قبل فوات الاوان. الخداع والتضليل الاستراتيجي الاسرائيلي انطلى على البيت الابيض ودول الاتحاد الاوروبي لعدة شهور قبل ان يتنبه رجال واشنطن الى التصريحات الاسرائيلية وفرض الاجندة بدات تؤثر على سير العملية الانتخابية للرئاسة الامريكية والتي بدا واضحا من خلالها ان نتنياهو يرغب في فوز المرشح الجمهوري المنافس رومني . غضب نتنياهو من وزوير حربه باراك والتهديد باقالته لم يكن بسبب اجتماع عقده باراك مع رئيس بلدية نيويورك الحالي واحد مستشاري اوباما السابقين بل لان المعلومات الواردة من واشنطن كما ذكرت الصحف العبرية "هارتس 3 اكتوبر" تسير الى ان باراك ايد وجهة النظر الامريكية حول الموقف من ايران اي انه افشى سر لعبة التضليل والخداع الي شارك بها لاقحام واشنطن في المواجهة مع ايران فورا ودون تاجيل. وزير الخارجية الامريكية السابق هنري كيسنجر والذي يعتبر من اقوى المؤيدن للدولة العبرية وصف لصحيفة واشنطن بوست في السادس من اكتوبر الجاري "نتنياهو" بالمتعهد الثانوي.وقال في نقد غير مسبوق "أمريكا هي من يحدد الخطوط الحمراء وليس نتنياهو وهي من يقرر مهاجمة إيران أم لا وليس متعهد ثانوي مثل نتنياهو والبيت الأبيض هو من يضع لنفسه الخطوط الحمراء ولا يطلع اي شخص عليها وبالضرورة لا يطلع شخصا مثل نتنياهو على هذه الخطوط". عملية التهويل والتضليل الذي مارسه نتنياهو بحق جمهوره والعالم اتت بنتائج عكسية ادت الى ان الى ثلثي الجمهور في اسرائيل لا يريدون حربا مع ايران "8 ابريل هارتس" او ان نصفهم يعتقدون بزوال الدولة في حال مهاجمتها "23سبتمبر يديعوت احرونوت" . هذا التضليل قابله في الجانب الاخر احتراف ايراني غير مسبوق في ادارة الحرب الاعلامية والنفسية والتهديد والوعيد بازالة الدولة العبرية ولملمة اشلاء تل ابيب من البحر كما قال قائد الحرس الثوري الايراني محسن رضائي السابق قبل يومين فقط بل ان طهران زادت من ترهيبها بالتهديد بضربة وقائية استباقية والحديث عن 10 الاف قتيل اسرائيلي في اليوم الاول حيث سيطر هذا التهديد على كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية". الجمهو في اسرائيل وقع بين ثلاث قوى ضاغطة رهيبة على المستوى الاعلامي ..الخط الاول مثله نتنياهو الذي رغب في اخذ تاييد جمهوره للذهاب الى ضرب ايران وذلك عبر تخويفه من الفناء اذا ما نجحت طهران في كسر الخطوط الحمراء في برامج التخصيب والثاني قوة ايرانية ضاغطة والة اعلامية جعلت بؤرتها وهدفها ايصال رسالة واضحة للجمهور في اسرائيل بان دولته زائلة وان لا احد يستطيع ان يمنع ايران من تحقيق احلامها وطمحاتها النووية. القوة الاعلامية الضاغطة كانت وسائل الاعلام الغربية الغير مصدقة تماما للرواية الاسرائيلية وتحاول ملائمتها مع مصالحها الجيوسياسية او الذاتية كما فعلت واشنطن او الاتحاد الاوروبي الذي يخشى على امدادات نفطه وعلى تحولات استراتيجية وحروب اقليمة كما الوضع في سوريا ودور ايراني متنامي لا يتسطيع احد ايقافه حتى اللحظة. هذه القوة الثالثة كان لها تاثير كبير ايضا على الجمهور في اسرائيل بين انها تصدق خطورة البرنامج الننوي الايراني ولكنها ترغب في تاجيل اي فعل ضد طهران بحكم المصلحة والتوقيت . قبل يومين فقط تتيح اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والدولية تسريبا لاحدى الصحف الامريكية سرعان ما تناقلته وسائل الاعلام بان طهران سحبت جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه في اغراض علمية مما يتيح تاجيل الضربة لايران لثمانية اشهر وليخرج علينا نتنياهو بالامس ليعلن الانتخابات المبكرة والتي قد تحدث في فبراير او مارس القادم. بطل الحرب الكلامية وسليل المدرسة الامريكية في الدعاية والتضليل والخداع يقف اليوم عاريا امام جمهور خائف يستجديه فترة اخرى من الحكم "وقد يحصل عليها" تقريبا مع مداومة الحديث عن الخطر الايراني نثر وشعرا وسياسة الى ما بعد ربيع 2013 لبيدا بعدها دورة جديدة من الدجل الكبير منتظرا حاليا بشغف معركة صغيرة هنا في غزة او متوسطة في لبنان تحسن من فرصه وتعزز مكانته وسط اهتزاز مجتمعي وسياسي كبير وغير مسبوق.