في خطوة نادرة، اتخذت شرطة اسرائيل تجاه المستوطنين طريقة عمل متبعة أساسا في معالجة المخربين – استخدام المستعربين. ويبدو ملموسا في الاشهر الاخيرة توتر شديد في منطقة جبل الخليل. فقد تعاظم الصراع بين المستوطنين والفلسطينيين، وفي تواتر لعدة مرات في الاسبوع تنشب في المكان مشادات عنيفة، ولا سيما بسبب النزاعات على اراضي الرعي. وسعت شرطة لواء شاي الى العثور على العناصر الاشكالية في أوساط المستوطنين، ولهذا الغرض تلقت إذنا خاصا من النيابة العامة للدولة لتنفيذ عملية "استعراب" – التخفي في زي الفلسطينيين – الدارجة بشكل عام في العمليات للقبض على المخربين.يوم الخميس الماضي وصل ثلاثة من افراد الشرطة في زي فلسطيني الى مداخل مزرعة "هار سيناي" على مقربة من مستوطنة سوسيا. ولاحظ سكان المزرعة شخوصا مشبوهة تقترب منهم، وتعاظم التخوف بعد أن تبين لهم انه لا يوجد معهم قطيع ماشية. فاتصلوا على عجل بغرفة العمليات للجيش الاسرائيلي في المنطقة، ولكن هناك قالوا لهم ان الحالة معروفة وليس فيها أي مشكلة. في فيلم صوره أحد سكان المزرعة، وصل الى "معاريف" يبدو ثلاثة فلسطينيين (تبين لاحقا أنهم افراد الشرطة المتخفين) يقتربون حتى مسافة بضع عشرات امتار من المزرعة وهم ينحنون بين الحين والاخر نحو الارض. في مرحلة ما، حين دخل الفلسطينيون الثلاثة الى الاراضي الاسرائيلية في ضواحي مستوطنة سوسيا، خرج أربعة من رجال المرزعة نحوهم ونشبت مشادة بين الطرفين. واستخدم المستعربون أجهزة الاتصال الكهربائية ومرشات الغاز المسيل للدموع، بينما اعتدى الشبان من المزرعة بالعصي واصابوا أحد أفراد الشرطة. وبعد بضع دقائق من الصراع انطلقت قوات كبيرة من الشرطة من مخبئها، أحاطوا الشبان واعتقلوهم. أحد الشبان الاربعة الذي كان ملثما نجح في الفرار، وفي هذه الاثناء تبحث عنه الشرطة. يوم الثلاثاء اقتيد الشبان الثلاثة المعتقلين الى تمديد اعتقالهم في محكمة الصلح في القدس، وتم تمديد اعتقالهم حتى صباح اليوم. وجاء من جمعية "حنانو" التي تعنى بتمثيل المعتقلين قانونيا، جاء بأن "لاسفنا، تواصل الشرطة التعامل مع سكان يهودا والسامرة كعدو وتستخدم ضدهم الوسائل التي تستخدم ضد أسوأ اعدائنا. في الحالة المطروحة أدخلت الشرطة بعدم مسؤوليتها السكان الى واقع من فداء النفس من جهة والتعرض لخطر الاعتقال من جهة اخرى". وقال محامي المعتقلين عدي كيدار ان "سلوك الشرطة في هذه الحالة كان مرفوضا وخطيرا. فالقرار بتنفيذ كمين مخطط له في منطقة بهذه الخطوة هو أمر غير مسؤول، ويبدو انه بالنسبة للشرطة والنيابة العامة الغاية تبرر الوسيلة. ويعد هذا استفزازا حقيقيا". وجاء من شرطة لواء شاي التعقيب التالي: "في أعقاب اعتداءات متكررة للفلسطينيين في منطقة جبل الخليل قامت شرطة اسرائيل بنشاط خاص للقضاء على الظاهرة. وانطلق أربعة مواطنون اسرائيليون نحو أفراد الشرطة المتخفين وهم ملثمون ومسلحون بالعصي واعتدوا عليهم بعنف. في هذه اللحظة يوجد الموضوع لدى المحكمة، ونحن نأمل بأن يحاسب المعتدون".