خبر : شكرا "يوسي بيلين" ..بقلم : هيئة تحرير وكالة "سما"

السبت 22 سبتمبر 2012 09:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شكرا



نائب وزير الخارجية الاسرائيلي السابق والشريك الشهير في مبادرة جنيف والاب الروحي لاتفاقية اوسلو ليس عضوا في تنظيم فلسطيني معارض ولا يعمل لحساب جهات تمويلية عربية او اسلامية بهدف السباحة عكس التيار في فضاء العبثية والفوضى. بيلين الذي يصفه العارفون بخبايا السياسة اقليميا ودوليا ويعتبر من اخطر الشخصيات التي عملت وصنعت السياسة الخارجية لدولة الاحتلال يناشد من خلال القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي ليلة الخميس الرئيس عباس بالغاء اتفاقيات اوسلو وتفكيك السلطة الفلسطينية لان وجودها اصبح يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني وعملية السلام برمتها. موقف بيلين القديم المتجدد لا ينبع من كونه عاشق للتراجيديا الفلسطينية ولكنه ينبع من ادراكه الواسع بان ما تقوم به حكومة نتنياهو سيكون مدمرا لمستقبل الدولة العبرية وهذا ما يحاول جاهدا هو ومعلمه "بيرس" بكل ما اوتيا من حكمة وفطنة تجنبه تارة عبر بث الامل كما يفعل رئيس الدولة العبرية دائما بقوله الشهير "بان اوسلو حي" وتارة اخرى كما يفعل بيلين هذه المرة عبر دفع السلطة الى خيارات حاسمة وصادمة للواقع اليميني في تل ابيب مفادها "لا نستيطع الاستمرار في الوظائف  الامنية  مقابل رواتب ودون افق سياسي". ولاعطاء الرجل حقه يجب التذكير ايضا بان يوسي بيلين همس في اذن احد المفاوضين الفلسطينيين في محادثات طابا الشهيرة بالا يوافقوا على كل شئ يطلبه الاسرائيليون الامر االذي اثار دهشة المفاوض الفلسطيني في حينه ولكم العودة الى مفاوضات "النواصي والمواصي" عندما جرى النقاش حول منطقة ساحل غزة. ويجب التذكير هنا ايضا وللتفريق بين حكمة اليسار الصهيوني المتلاشي الان وصناع الدولة في الماضي واليمين الهائج بقيادة نتنياهو "هو ما نصح به رئيس الوزراء الاسرائيلي المقتول رابين وفده المفاوض بالا يعصروا الفلسطينيي كـ"ليمونة" في المفاوضات لان نظرية تدمير الخصم وقهره لا تنتج  سلاما". الجديد فيما قاله "بيلين" هذه المرة كان اتهامه لمانحي السلطة الدوليين بانهم يمولون بقاء الاحتلال دون الضغط على نتنياهو للتقدم في مسيرة السلام واعطاء الفلسطينيين حقوقهم واقامة  دولتهم والتي هي بالاساس ضمان لبقاء اسرائيل والحافظة الحقيقية لامنها وحائط الصد المنيع امام التحولات العربية الانية والمستقبلية. ولم ينس بيلين التنويه في احاديث سابقة الى ان ما لا يريد نتيناهو ان يفهمه هو ان الرئيس الفلسطيني ليس خائنا ولا يمكنه ان يفرط بمصالح شعبه "انه من العار على تل ابيب ان تجعل افق السلطة ومنظمة التحرير لا يتعدى حدود المال والامن" حسب قوله.  الصرخة المدوية التي اطلقها "بيلين" يجب ان تلقى صدى لدى قيادة السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بالذات في ظل انعدام الخيارات وانسداد الافق وفرض الوقائع والحقائق الاستيطانية على الارض وضياع الحلم والمشروع فيما عمليات النهش السياسي المجنون مستمرة بلا توقف وتتجلى في خيارات مدمرة بتنا نسمع عنها بوضوح ودون خجل تبلغ في اقصاها ضم القطاع لمصر والضفة للاردن وفي ادناها دولة غزة على نصف في المائة من ارض فلسطين التاريخية. انها بلا شك فرصة نادرة للقيادة الفلسطينية لالتقاط اللحظة التاريخية الان وقبل فوات الاوان لاعادة الامور الى نصابها الحقيقي والبعد عن نظرية "الحياة مفاوضات" ومن نافل القول ايضا تذكير الرئيس عباس بما قاله يوما وهو يحمل اتفاق اوسلو بيده "ان هذا الاتفاق سيصبح مدمرا اذا لم يطبق بالطريقة الصحيحة سواءا فلسطينيا او اسرائيليا".