خبر : بعد انهاء الخلاف بين افراد عائلته والتوافق على فتح قبره..السلطة تقرر توحيد عمل المحققين الفرنسيين والخبراء السويسريين للتحقيق في وفاة عرفات

الجمعة 21 سبتمبر 2012 12:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بعد انهاء الخلاف بين افراد عائلته والتوافق على فتح قبره..السلطة تقرر توحيد عمل المحققين الفرنسيين والخبراء السويسريين للتحقيق في وفاة عرفات



رام الله / سما /  كشف اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن القيادة الفلسطينية قررت توحيد عمل المحققين الفرنسيين والخبراء السويسريين للتحقيق بشكل مشترك في اسباب وفاة الراحل. وكان ثلاثة قضاة تحقيق فرنسيين اعلنوا مطلع الشهر الجاري اعتزامهم التوجه لرام الله، لاخذ عينات من رفات عرفات بناء على قضية رفعتها ارملته سهى عرفات امام القضاء الفرنسي، تطالب فيها بالتحقيق في اسباب وفاة زوجها، في حين اعلن خبراء سويسريون من معهد الفيزياء الاشعاعي في المركز الطبي الجامعي في لوزان بسويسرا، أنهم تلقوا كذلك موافقة ارملة الراحل والسلطة الفلسطينية للوصول لرام الله لاخذ عينات من رفاته، الا ان الطرفين لم يصلا. واضاف الطيراوي لصحيفة القدس العربي ’السويسريون سيصلون مع الفرنسيين ليكون عمل الطرفين موحدا ومشتركا’، في تحقيق واحد يجريه الطرفان، رافضا تحديد موعد وصولهم لرام الله لاخذ عينات من رفات عرفات. وتابع الطيراوي ’هم حددوا لنا موعدا لوصولهم ولكن نحن لا نريد ان نتحدث عن موعد قدومهم’، نافيا ان يكون سبب عدم وصول المحققين الفرنسيين، الذين اعلنوا بداية الشهر الجاري بانهم يعتزمون التوجه لرام الله لاخذ عينات من رفات عرفات خلافات عائلية حول فتح القبر بين سهى عرفات وابن اخته الدكتور ناصر القدوة، الذي يرفض فتح القبر واعادة التحقيق في اسباب الوفاة. وردا على وجود خلافات عائلية بشأن فتح قبر عرفات قال الطيراوي، ’هذا الكلام غير صحيح، لا وجود لخلافات لا مع الاخت سهى ولا مع الاخ ناصر ولا مع اي كان، الجميع مجمع على معرفة الحقيقة والوصول اليها، بغض النظر عن الوسيلة، والجميع مع اتخاذ كافة الاجراءات للوصول للحقيقة’. وفي رده ما اذا كان هناك توافق بين سهى عرفات والقدوة على فتح قبر عرفات قال الطيراوي ’نعم هناك توافق بين الجميع على فتح قبر الرئيس الراحل’، مضيفا ’لا وجود لخلاف حول موضوع اخذ عينات - من رفات عرفات - والوصول للحقيقة’. وكان معهد ’رادييشن فيزيكس’ في لوزان قد اجرى تحليلا لعينات اخذت من بعض الاغراض الشخصية لعرفات التي تسلمتها ارملته سهى من المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس حيث توفي، وعثر المعهد على ’كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم’ السامة والقاتلة، كما افاد شريط وثائقي بثته قناة الجزيرة في 3 تموز (يوليو) الماضي. وعلى اثر تحقيق الجزيرة الذي بث في يوليو الماضي تجدد الحديث بشأن ضرورة التحقيق مجددا في اسباب وفاة عرفات، حيث رحبت السلطة بالخبراء السويسريين للتحقيق في اسباب الوفاة في حين رفعت ارملة الراحل التي تحمل الجنسية الفرنسية قضية امام القضاء الفرنسي للتحقيق في وفاة زوجها، فيما انفجر الخلاف مع الدكتور القدوة الذي رفض فتح قبر الاخير لاخذ عينات منه، مؤكدا ان تحقيق السويسريين يقدم دليلا اضافيا على ان اسرائيل هي من قتلت عرفات. واعلن القدوه رفضه اعاده التحقيق في كشف ملابسات وفاة عرفات، وقال: ’ان الجميع ادرك من خلال المؤشرات والتحقيقات التي تمت في السابق، ان الرئيس عرفات مات مسموماً، وتأكد كل ذلك من خلال تصريحات وتعليقات اسرائيل، ولا يجب اعاده التحقيق في ملابسات الوفاة مره اخرى وما ظهر مؤخراً دليل جديد يؤكد ما تم التوصل اليه في السابق، ويجب على المجتمع الدولي اصدار ادانة واضحة لكل المتورطين في الاغتيال ومعاقبتهم’. وأضاف القدوة في تصريحات صحافية إن عائلة عرفات ومؤسسته تتهمان إسرائيل بقتله بالسم، وقال: ونحن نوجه لإسرائيل تهمة قتل ياسر عرفات وتسميمه بهذه المادة القاتلة ونطالب بمحاكمة ومحاسبة المسؤولين عن اغتياله ومحاكمة من نفذ عملية الاغتيال’. وفي ظل التباين في وجهات النظر الذي ظهر بين سهى عرفات وناصر القدوة، الذي عبر عن معارضته للتحقيق مجددا في وفاة عرفات او فتح قبره لاخذ عينات لفحصها، قال الطيراوي الذي يرأس اللجنة الفلسطينية للتحقيق في وفاة الراحل لـ’القدس العربي’ الخميس، ’اولا الدكتور ناصرة القدوة ليس معارضا، هو يقول بان تحقيق فضائية الجزيرة قد اثبت ان ياسر عرفات سمم بالبولونيوم، وبالتالي عرف السم، وعرف نوع المادة التي قتل فيها الرئيس عرفات، وبالتالي عرف ايضا من وراء هذا الموضوع، والدكتور ناصر يريد ان يذهب مباشرة الى محاكمة الذين قاموا بهذا الفعل والعمل، وهذه هي وجهة نظره’. وحول النقطة التي وصل اليها التحقيق بشأن وفاة عرفات من قبل لجنة التحقيق الفلسطينية، قال الطيراوي ’اولا نحن نبحث عن الاداة التي قامت بهذا العمل ـ الاغتيال - وهذا ليس سهلا، خاصة ان اللجنة التي اترأسها تم تشكيلها في 19 ايلول (سبتمبر) عام 2010 اي قبل حوالي سنتين، ومنذ ذلك التاريخ نحن نعمل بجدية واجتهاد للبحث عن الاداة، وهناك معطيات كثيرة وهناك معلومات وجمع ادلة، ولكن هذا يحتاج لوقت لمعرفة وتحديد الاداة التي قامت بهذه الجريمة’. وكان عرفات قد توفى فى 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004 فى مستشفى (بيرسى) العسكرى الفرنسى فى (كلامار) بالقرب من باريس، من دون تحديد الاسباب الحقيقة التي ادت لتدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ ووفاته.