خبر : حول زيارة وفد "حماس" إلى القاهرة .. بقلم: حمادة فراعنة

الخميس 20 سبتمبر 2012 11:11 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حول زيارة وفد "حماس" إلى القاهرة .. بقلم: حمادة فراعنة



ليست زيارةً برتوكوليةً إلى القاهرة، يقوم بها قادة حماس، بل هي زيارة عمل هامة، ومهمة حزبياً لحركة حماس، ومصرياً من أجل الأمن واستعداد حركة حماس للعمل على حماية الحدود المصرية الفلسطينية ومتطلبات الأمن المصري في سيناء، وفلسطينياً من أجل التوصل إلى قرار وفهم للسؤال الخلافي المطروح والمتمثل بـ: هل قطاع غزة محرر أم ما زال محتلاً ؟؟ وما هي الاستحقاقات المتوافرة والمطلوبة للحالتين: إذا ما زال محتلاً فما هو العمل وأدواته، وإذا ما كان محرراً، فكيف يمكن الحفاظ على ما تحقق وتطويره، والسؤال الفلسطيني المصري الذي يحتاج لإجابة مشتركة بعد ذلك هو ما هو الموقف من التراجع عن الانقلاب وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية، بمستوياتها الثلاثة: 1- وحدة البرنامج الوطني. 2- وحدة المؤسسة التمثيلية، منظمة التحرير وما يتبع لها. 3- وحدة الأدوات الكفاحية لمواجهة العدو. في ظل التفوق الإسرائيلي، سياسياً وبشرياً وعسكرياً وتكنولوجياً واستخبارياً واقتصادياً وتحالفاً مع قدرات المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، وفي ظل سياسة إسرائيل بتهويد القدس وأسرلتها، وتهويد الغور على امتداد نهر الأردن، وتوسيع المستوطنات في قلب الضفة الفلسطينية، لقطع الصلة والجغرافية بين شمال الضفة عن جنوبها، بما يلبي المشروع التوسعي الاستعماري الإسرائيلي الهادف إلى إلغاء حل الدولتين، وعدم التوصل إلى تسوية واقعية بإقامة دولة فلسطينية على جزء من التراب الوطني الفلسطيني، وفق قرارات الأمم المتحدة 181 و242 و1397 و1515، وشطب قضية اللاجئين والقرار 181، وحقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها العام 1948، واستعادة ممتلكاتهم فيها، في اللد ويافا والرملة وحيفا وعكا وبئر السبع، وتعويضهم عن التشرد والحرمان والتشتت. زيارة وفد حماس، تستهدف أولاً خلق الصلة والروح والتفاهم الحزبي التنظيمي بين قيادات حماس نفسها، على أثر تعزيز سلطتها على قطاع غزة ورفض أي شكل من أشكال المشاركة أو العودة إلى صناديق الاقتراع، النقابية أو البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية وبالتالي فهو لقاء قيادي استثنائي بعد الانتخابات الداخلية للحركة، وبعد ثورة الربيع العربي التي عكست قوة ونفوذ حركة الإخوان المسلمين، كأكبر حركة سياسية عربية عابرة للحدود، متفاهمة مع الأميركيين، مما يعكس نفسه على حركة حماس، كي تحصل على شرعية تفتقدها، فشلت منذ أن تأسست كي تكون البديل لمنظمة التحرير، أو أن تكون، الند لها، بشرعيتين ومؤسستين ورئاستين، وها هي اللحظة قد أتت بعد ثورة الربيع العربي، وانتصار حركة الإخوان المسلمين بحصولهم على الأغلبية البرلمانية في كل من مصر وتونس والمغرب وحتى ليبيا، مما يوفر غطاء وقوة لحركة حماس باعتبار الإخوان المسلمين، المرجعية الحزبية والتنظيمية والسياسية لحركة حماس، وها هو أحد قادة الإخوان المسلمين يتولى مقعد الرئاسة المصرية ونفوذها. ملفات عديدة، تشكل بداية حقيقية وجدية، تفتح النقاش، وستؤدي إلى ترتيبات سياسية وأمنية بين الطرفين، ستكون بمثابة خارطة طريق، وبرنامج عمل في كيفية التصرف واتخاذ الإجراءات، على قاعدة التفاهم بين الحزبين الحاكمين في القاهرة وغزة تحت مظلة مرجعية فكرية وحزبية واحدة، ومصالح قد تكون متضاربة حيناً ومتفقة حيناً آخر. الموقف من إسرائيل، الموقف من أميركا، الموقف من السلطة الوطنية، كيفية التعامل مع شرعية رام الله والرئيس محمود عباس، والتوصل إلى إجابة للسؤال هل غزة محررة أم ما زالت محتلة، وسائل الدعم والإسناد، مواصلة إغلاق الأنفاق، فتح المعابر وكيف، وهذا يتطلب إجابات وتقديم اقتراحات والتوصل إلى حلول وتفاهمات مما استوجب حشد هذا العدد من قيادات الداخل والخارج للتنظيم الواحد، بعد أن يتفاهم مع نفسه، يتم التفاهم مع الآخر المصري في القاهرة، وما سينتج عن ذلك من قرارات. زيارة وفد حماس إلى القاهرة الآن، ستشكل محطة لما بعدها من محطات وخطوات متسقة، تتلو بعضها البعض، مما يستوجب اليقظة الوطنية والقومية واليسارية والشخصيات المستقلة الفلسطينية، اعتماداً على ترسيخ التحالف الوطني العريض الذي كان أساس قوة منظمة التحرير وقوة تمثيلها وهزيمة خصومها وعدم نجاحهم في أن يكونوا البديل أو الند، بمن فيهم حركة حماس، ومن قبلها بعض الأنظمة العربية وروابط القرى. ما يجري في القاهرة، وما سينتج عنه، ليس بالضرورة أن يكون معادياً، أو ضاراً، ولكنه يتطلب اليقظة، والعمل على الأرض وفي الميدان، في الضفة كما في القطاع، بدءاً بإنجاح الانتخابات البلدية في الضفة، وما ستفرزه من نتاج لتوسيع شبكة الشراكة مع قوى اجتماعية بشخصيات جديدة شابة ودماء حارة تتوسل أن تأخذ مواقعها في قيادة العمل الجماهيري والبلدي والمحلي، أسوة بالكبار الذين مضوا من رشاد الشوا وإلياس فريج وكريم خلف وفهد القواسمي وسميحة خليل وآخرين ما زالوا، وأولئك الذين سجلوا إنجازات تستحق الاحترام في الخليل ورام الله، هذا هو الطريق، للانتقال إلى المطالبة الهجومية الديمقراطية لتعرية سلوك وتسلط الحزب الواحد واللون الواحد في غزة، وهم لا يقلون تسلطاً عما فعله حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح ومعمر القذافي، بمفردات مختلفة وتلاوين محلية، ولكنها تصب في مضمون واحد، سيطرة وهيمنة اللون الواحد والحزب الواحد على مقدرات شعب تعددي يتوسل الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتداول السلطة، وفق ما ستفرزه الانتخابات. h.faraneh@yahoo.com