القدس المحتلة / سما / نشر معهد بيغن السادات، التابع لجامعة بار إيلان، دراسة جديدة حول مصر جاء فيها أنه على الرغم من أن بلاد النيل ليس لديها حاليًا برنامج للطاقة النووية، إلا أن هذا الواقع قد يتغير قريبا، فقد صرح الرئيس الجديد، محمد مرسي، أن بلاده ترغب في إنشاء برنامج مدني للطاقة النووية، ولكن القلق، بحسب مًعد الدراسة، د. شاؤول شاي، يكمن في تصريحات قادة الإخوان المسلمين الذين يدعون مصر إلى متابعة برنامج للأسلحة النووية، لافتًا إلى أنه من غير الواضح الآن في ما إذا كان مرسي صادقًا في الوصول إلى النووي السلمي، أو في ما إذا كان يؤيد مطلب حركة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها، بحسب الدراسة. ولفتت الدراسة إلى أن مصر لا تمتلك حاليا برنامج للطاقة النووية، لعدة أسباب، بما في ذلك أولويات القيادة السابقة، والقيود القائمة على المورد، والصعوبات المالية، ومخاوف تتعلق بالسلامة. كذلك أشارت الدراسة إلى أن مصر عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والمؤيدة الرئيسية لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية. وأشارت الدراسة إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي قال مؤخرا لمجموعة من المصريين العاملين الذين يعيشون في الصين إن القاهرة تدرس تجديد البرنامج النووي المصري، والذي سيكون لأغراض مدنية بحتة، لتقديم الطاقة النظيفة لمواطني مصر، وخلال جولته في الصين طلب مرسي 3 مليارات دولار من الصين لبناء محطات للطاقة. ويستند هذا التغيير الواضح في نوايا بناء على تقرير من وزارة الكهرباء المصرية والطاقة صدر في تموز (يوليو) الماضي، والذي يدعو لإنشاء برنامج نووي، وجاء أيضًا في التقرير أن التي يقول لإنشاء برنامج نووي. ويقول التقرير إن المحطة النووية في الضبعة، على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، سوف تكون الأولى من أربعة محطات الطاقة النووية في جميع أنحاء البلاد، بينما مرسي لم يعلن بعد قراره بشأن ما إذا كان على عاقد العزم على المضي قدما في المشروع، وأعربت عدد من الشركات العالمية من كندا والصين وفرنسا وروسيا وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة بالفعل عن اهتمامها في المناقصة. وزادت الدراسة الإسرائيلية قائلةً إنه على الرغم من تجديد مرسي الدعوة إلى منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط في المؤتمر الأخير الذي عُقد في طهران لمنظمة حركة عدم الانحياز، فإن حركة الإخوان المسلمين كانت قد دعت في العام 2005 لتطوير برنامج أسلحة نووية في مصر خلال الانتخابات البرلمانية في ذلك العام، ودعا الإخوان الحكومة لتطوير مصر برامج وطنية خاصة، بما في ذلك برامج التسلح النووي. وأضافت الدراسة أنه بحلول عام 2006، بدأ أعضاء الحركة بالدعوة إلى برنامج للأسلحة النووية، ولفتت الدراسة إلى أن الدكتور حمدي حسن، المتحدث باسم جماعة ، ذكر أن المصريين على استعداد لأن يكونوا جائعين بهدف الحصول على سلاح نووي، ذلك أنه بحسبه فإن امتلاك مصر للأسلحة النووية سيُحولها إلى دولة قوية وتملك قوة درع عسكرية، معتبرا أن تطوير الأسلحة النووية سيكون أكثر فعالية في حماية مصر من المطالبة بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. كما قالت الدراسة إنه في عام 2009، دعا النائب الدكتور إبراهيم الجعفري من الحركة لعسكرة البرنامج النووي المصري لمواجهة طموحات عسكرية من دول المنطقة المختلفة، في نداء إلى وزير الدفاع المصري واللجنة الوطنية الأمنية، أوضح أن مصر يجب أن تسعى للحصول على الأسلحة النووية، في ضوء تسارع وتيرة تسلح إسرائيل وإيران بهذه الأسلحة. أيضا في عام 2009، قال الشيخ يوسف القرضاوي إن الدول المسلمة يجب أنْ تمتلك أسلحة نووية من أجل بث الرعب في نفوس الأعداء، كما دعا المسلمين إلى معاقبة اليهود، وبرأي الدراسة لم يتضح حتى الآن في ما إذا كانت تصريحات قادة الإخوان مثل القرضاوي تُمثل وجهات نظر شخصية، أوْ أنها تُعبر عن موقف الحركة والرئيس مرسي، على حد تعبيرها. وقالت الدراسة إن الحاجة المتزايدة إلى الطاقة ليست هي الدافع الوحيد وراء رغبة مصر في برنامج الطاقة النووية، ذلك أن ترى في نفسها زعيمة العالم العربي، وبالتالي اتخاذ قرار لمتابعة الطاقة النووية يخدم أغراضها السياسية المحلية والدولية أيضًا، ومما لا شك فيه، أن مواصل البرنامج النووي الإيراني يثير سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط، ويدفع الدول الأخرى مثل السعودية ومصر وتركيا، والأردن، ودول الخليج العربي، على المبادرة بالتسلح النووي كوسيلة وحدية لمواجهة الخطر النووي الإيراني، على حد قول الدراسة. وأشارت الدراسة إلى أن الدعوات لتسلح مصر نوويًا لا تقتصر على حركة الإخوان، فعلى سبيل المثال، الجنرال المتقاعد عبد الحميد عمران دعا مؤخرًا مصر للحصول على أسلحة نووية لردع إسرائيل. ورأت الدراسة إلى أنه إذا كانت مصر جادة لاتخاذ قرار بتطوير أسلحة نووية، فإن ذلك لا يبدأ من الصفر، ذلك أنها تملك مجموعة من العلماء من ذوي الخبرة في مجال الفيزياء والمهندسين، وعدد من الجامعات قادرة على تدريب جيل جديد من العلماء النوويين. وخلصت الدراسة إلى القول إنه حتى الآن، على الرغم من امتلاك القدرة المتقدمة نسبيًا في مجال التكنولوجيا النووية، فإن مصر ما زالت بعيدة سنوات عديدة عن القدرة بإنتاج أسلحة نووية، إذا اختارت أن تفعل ذلك، لافتةً إلى تصريح وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي قال إنه لا يتوقع أن تلجأ مصر إلى مشروع نووي، مشيرًا إلى أن المشاكل تنشأ عندما تقوم هذه الدولة أو تلك، باستغلال برنامجها النووي المدني لإخفاء العمل العسكري، لكنه عبر عن اعتقاده بأن المصريين لا يحاولون خداع المجتمع الدولي. وهكذا، فإن السؤال يبقى مفتوحًا: هل مصر الجديدة ستغير السياسة النووية التي اتبعها نظام حسني مبارك البائد، على حد قول د. شاي.