خبر : عذراً سيادة الرئيس..... بقلم خليل أبو شمالة

الأربعاء 12 سبتمبر 2012 12:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عذراً سيادة الرئيس..... بقلم خليل أبو شمالة



أعذرني سيادة الرئيس لمخاطبتك عبر وسائل الاعلام، فسيادتكم لم تترك قناة اتصال مباشرة بينك وبين أهل غزة منذ الانقسام...أعذرني عندما أقول أن قطاعاً كبيراً من المواطنين في غزة والضفة انتظروا ماذا ستقول في مؤتمركم الصحفي، ففاجأتهم بسيناريو مكرر من التباكي على ما وصلت إليه الأمور في المفاوضات والمصالحة وانسداد كل الأفق، وإخبارنا بتوجهك إلى الأمم المتحدة بإصرار، لا نعلم أدواتك لخوض هذه المعركة، وهل جماهير شعبكم هي السلاح في وجه الضغوطات التي تمارس عليك ولمحت لها؟ أم أنها معركتك منفردا؟   عذرا سيادة الرئيس وأنا أذكرك قائلا: إن نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته وتضحياته وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين كان السبب الرئيسي لأن تصبح رئيسا للشعب الفلسطيني وتتحدث باسمه، فلا يجوز اختزالها بقناعاتك الشخصية التي لا تحظى بإجماع سياسي وشعبي حتى الآن.   عذراً سيادة الرئيس لتذكيرك أنك لم تتحدث بمؤتمرك الصحفي عن غزة إلا عندما تكلمت عن حماس ورئيس وزرائها وعن نسبة ما تنفقه السلطة من موازنة لرواتب عشرات آلاف الموظفين المستنكفين بأمر وقرار منك شخصياً، وكنا نتوقع أن تتحدث عن معاناة أهل غزة وعن الشاب الذي أحرق نفسه وانتحر نتيجة لحالة الفقر أو عن تقرير الأمم المتحدة عام2012 الذي يحذر من مستقبل العيش في غزة أو أن تحمل بشرى بمستقبل أفضل من خلال التصميم على تنفيذ المصالحة بالرغم من مماطلة حماس كما وصفت، كونك رئيسا للشعب الفلسطيني ولست ناطقاً باسم حركة أو فصيل.   عذراً سيادة الرئيس عندما أوجه لك أسئلة: كيف تصلك الأخبار؟ وما هي مصادرك لها؟ وهل العلاقة بين القائد ورعيته تتم من خلال تقارير ورقية تصاغ من أناس لهم ما لهم وعليهم ما عليهم؟ كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها مواطنوكم من نوع: متى ستعتمد في حكمك وسلطانك على قوة شعبك وإرادته؟ هل قبلت باستمرار الانقسام وأبناء شعبك يعيشون معاناة مستمرة طالت كل مناحي حياتهم؟ لماذا حتى هذه اللحظة لم تأت لأبناء شعبك في غزة؟ هل دور الرئيس يقتصر على تحويل الرواتب ومستحقات بعض المرافق؟ عذراً سيادة الرئيس حين أخبرك أننا لم نعد نفهم برنامج سياسي واضح لمنظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية، وهناك شعور أنك لا تهتم كثيراً للأصوات التي تطالب بوضوح البرنامج فلا تستغرب عندما تسمع أن الناس فاقدة الإحساس برمزية القائد والزعيم وأنه يسود شعوراً واسعاً أن ما هو قائم هو اغتصاب للزعامة والقرار دون وجه حق، وبعيداً عن قوة وإرادة الجماهير.   مؤتمر فخامتك لم يأت بجديد، كنت واضحاً في خصومتك السياسية ولم تقدم حلولاً تتعلق بمعاناة شعبك في الضفة وغزة، وجزءاً من وقت مؤتمركم الصحفي لم ينسجم مع دقة اللحظة وتقدير الموقف المشتعل في الشارع الفلسطيني الآن.   عذراً وأعذر الكثيرين عندما يقال لك: قف مع نفسك وأبناء شعبك وفكر وأعد تقييم ما يحدث، فإنك ستحاسب أمام الله بعد التاريخ، يوم يقف الجميع بين يدي الواحد القهار بدون بروتوكولات ولا أجهزة أمنية، وحيداً دون مستشارين.