غزة / حكمت يوسف / سما / أكد رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنيه ان المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية وخيار استراتيجي ولا بديل للشعب الفلسطيني عنها(..) مبينا انها تحتاج لتوفير المقدمات الصحيحة لنصل الي مصالحة حقيقة ويكتب لها الديمومة بالاتفاق على نظام سياسي واحد. وقال هنيه خلال لقاء متلفز مع قناة (ON TV):" نحن نريد سلطة واحدة وقيادة واحدة وبرنامج وطني واحد وموحد ونريد لغة نتعامل بها مع العالم كلغة فلسطينية مشتركة بغض النظر عن التباينات الموجودة داخل الساحة الفلسطينية". وأضاف :" الانقسام الفلسطيني ضار ولا يخدم القضية الفلسطينية ولكن هناك عاملان يعطلان المصالحة وهما عامل داخلي والاخر خارجي، حيث ان العامل الاول يتمثل في ان هناك قوى أمنية داخل الضفة الغربية لا تريد ان تتساوق مع ثقافة المصالحة التي وقعها الرئيس عباس، اما العامل الخارجي فيتمثل في الضفط الامريكي والتدخل الاسرائيلي لانهما لا يرغبان بتحقيق المصالحة وهذا تكرر على لسان أكثر من مسؤول امريكي واسرائيلي بشكل علني"(..) كاشفا ان لديهم معلومات بأن امريكيا طلبت من الرئيس عباس ثلاث مسائل اولها عدم المصالحة مع حماس وثانيها العودة للمفاوضات وثالثها عدم الذهاب للامم المتحدة لنيل العضوية للدولة الفلسطينية ومنع اسرائيل وامريكا من تدفق المال على السلطة يشل قرارها السياسي. وبين هنيه ان حماس هي الحركة الوحيدة دون باقي التنظيمات الفلسطينية التي ذهب لحوارات القاهرة متسلحة برؤية اتجاه كل ملفات المصالحة(..) مشيرا الي ان حماس اعطت مرونة كبيرة حينما تم الاتفاق على تشكيل حكومة تكنقراط من شخصيات غير سياسية بموافقتها على عدم عرضها على المجلس التشريعي الذي تشكل به حماس اغلبية برلمانية. وقال ان قمة المرونة التي ابدتها حماس اتجاه صدق نواياها بالمصالحة الموافقة على تولي الرئيس عباس رئاسة الحكومة في اتفاق الدوحة الذي وقع بين ابو مازن ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وفيما يتعلق بقضية الانتخابات قال هنيه:"لجنة الانتخابات تريد العمل بغزة لكنها لم تعطى الحرية الكاملة للعمل بالضفة حيث ان كل ابناء حماس لم يسجلوا في السجل المدني للناخبين بسبب الظروف الامنية الصعبة والملاحقة والاعتقالات وحظر النشاط الاعلامي والاجتماعي بالضفة (..) موضحا ان حماس ليست متخوفة من الانتخابات ولكن من اجرائها في ظل هذه الظروف المعقدة والصعبة فلا حريات واعتقال سياسي وحظر لنشاطات الحركة بالضفة علاوه على ان ابو مازن يريد الانتخابات اولا ثم البحث في باقي الملفات". معبر رفح وعبر هنيه عن ارتياح حكومته من خطوة فتح معبر رفح البري لان ذلك يعتبر الوضع الطبيعي بين غزة والاشقاء المصريين باعتبار ان المعبر هو المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة للعالم الخارجي معتقدا ان فتح معبر رفح بالشكل الطبيعي انعاكس لارادة الشعب المصري الاصيل وثورته العتيدة بانه ليس متورطا في حصار غزة ولم يكن راضيا عن اغلاق المعبر. وقال :" هذه خطوة ايجابية وجيدة ولكن نحن بحاجة الي تتميم لهذه الخطوة بكيفية فتح المعبر على مدار الاسبوع وتحويله من معبر للافراد الي معبر للافراد وان يكون تجاريا . وأكد هنيه ان الاتفاقية التي وقعتها السلطة الفلسطينية عام 2005 مع الاوروبيين والجانب الاسرائيلي برعاية امريكية قد انتهت مدتها القانونية وان الجانب المصري ليس طرفا فيها وغير ملزما بتطبيقها. وفيما يتعلق بالاطار الامني لحركة المعبر أوضح هنيه ان توفر كل العوامل الامنية اللازمة لحمايته والحركة عليه ومحيطة الجغرافي والامني يسير بشكل جيد في حين لم يسجل حتى اللحظة اي خرق أمني او ارباك على مستوي المعبر من جانب غزة وهذا يعرفه الاشقاء المصريين ويقدرونه. اما على الصعيد السياسي فقال هنيه ان القرار والارادة السياسية في مصر كلما كانت واضحة ومعززة لثقافة احتضان الشعب الفلسطيني وانهاء معاناته قطعا فأننا سنتعامل بكل مسؤولية سياسية وكل ما هو مطلوب من ترتيبات سياسية نحن جاهزون لعملها على هذا الاساس. لقاء مرسى وأكد هنيه ان زيارته لمصر ولقائه بالرئيس المصري محمد مرسى اكتسبت اهميتها من حيث التوقيت والمضمون حيث ان توقيتها جاء كأول رئيس مصري منتخب بعد الثورة يستقبلنا بعكس النظام السابق ومن حيث المضمون تم عرض كل القضايا التي تتعلق بالشأن الفلسطيني وتحديدا غزة على الرئيس مرسى. وقال:" عرضنا على الرئيس مرسى كافة الملفات والقضايا السياسية في الوضع الفلسطيني بشكل عام من ملف المصالحة وكيفية التحرك من أجل تحقيقه وملف الاعتداءات الاسرائيلية بالقدس المحتلة وكذلك ما يتعلق بقطاع غزة من حصار ومعبر ووقود وكهرباء وسفر. وبين هنيه ان الامن المصري يشكل الحاضن للأمن الفلسطيني واي مساس بالامن القومي المصري سينعكس سلبا على الامن الفلسطيني. وفيما يتعلق بآليات التغيير عن النظام المصري السابق قال هنيه:"التغيير ظهر وكان واضحا حينما التقينا بالرئيس محمد مرسى على اعتبار ان نظام مبارك لم يعترف بنتائج الانتخابات والحكومة الشرعية ولم يسمح ان يكون الملف الفلسطيني سياسيا على الاقل ، فلقائنا بالرئيس مرسى يعني ان هناك شرعية سياسية للحكومة الفلسطينية وان هناك اعادة تصحيح للموقف المصري والقرار المصري بضرورة انهاء الحصار على غزة ورفع المعاناة عنه خير دليل على التغيير". وحول ما تم الاتفاق عليه خلال لقائه ع الرئيس مرسى قال هنيه:" اتفقنا خلال زيارتنا لمصر بفتح معبر رفح 12 ساعة ويسمح بدخول 1500 مسافر يوميا،وتقليص ما يسمى الممنوعين امنيا بنسبة 60% حيث كان هناك ما يقارب 30 ألف ممنوع من السفر ، وان يسمح لكل فلسطيني يدخل الي مصر بالاقامة لمدة 72 ساعة، بمعنى الغاء ما يسمى بالترحيل الامني سواء من معبر رفح الي مطار القاهرة او العكس ، وتم الاتفاق على ادخال 450 الف لتر من الوقود القطري لغزة يوميا ،وكل هذا كان قرارا ولكن جاءت احداث سيناء ودخلت المنطقة في بيئة أمنية. اما عن طبيعية الانفاق قال هنيه انها ظاهرة استثنائية مرتبطة برفع الحصار عن قطاع غزة(..) مبينا انه برفع الحصار وفتح المعابر بشكل كامل وانجاز مشروع المنطقة التجارية بين غزة ومصر على الحدود لن يعود مبرر لوجود هذه الانفاق وسيتم اغلاقها. المقاومة والسياسة وقال هنيه ان المستوى السياسي للحكومة الفلسطينية في غزة ظل امينا على مواقفه ومصدقيته المطلقة مؤكداً عدم الاعتراف باسرائيل لا قبل دخول حماس الحكم ولا بعد ذلك . واضاف:" لن نتعرف باسرائيل ولن نتنازل عن شبرا واحد من فلسطين التاريخية(..) موضحا ان خط التسوية فاشل لا يمكن الاعتماد عليه . وأوضح ان حكومته تدفع ثمن المواقف السياسية ورفض شروط الرباعية الظالمة بالحصار المفروض على قطاع غزة . وأكد هنيه على شعاره الذي رفعه سابقا ويردده حاليا بأن لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية بلا غزة (..) مبينا ان حماس لا تقيم كيانا ولا سلطة في غزة لان المرحلة مرحلة تحرر وطني فالتحرير ثم الدولة.