خبر : عرفات، ملف قتل../معاريف

الخميس 30 أغسطس 2012 02:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عرفات، ملف قتل../معاريف



المحكمة في ننتر قرب باريس قبلت طلب سهى عرفات، أرملة من كان رئيس السلطة الفلسطينية، وابنته زهوة وأعلنت عن فتح تحقيق قضائي جنائي للاشتباه بقتل ياسر عرفات بتسميمه بمادة مشعة. وستعين المحكمة في الايام القادمة قضاة محققين لجمع الشهادات في القضية وفي المرحلة الاولى قد يأمروا باستخراج جثمان الرئيس السابق من قبره في رام الله. عرفات توفي في المستشفى العسكري الفرنسي بيرسي قرب كلمار في 11 تشرين الثاني 2004.ورُفعت دعوى سهى وزهوة عرفات في أعقاب تحقيق أجرته "الجزيرة" زُعم فيه أن فحوصات لمعهد طب نووي سويسري تثبت بأن في أغراض عرفات عثر على كميات استثنائية من الأساس الاشعاعي السام بولونيوم. ونشر موقع "سلايت" الفرنسي على الانترنت التقرير الطبي الذي نقل في حينه الى العائلة والى السلطة الفلسطينية. ويُفهم منه أن الأطباء اكتشفوا أعراضا كالتجلط وانخفاض كبير في عدد كرويات الدم، ولكنهم لم يعثروا على سبب هذه الظواهر. وفُحصت امكانية التسميم، وإن لم يُفحص وجود البولونيوم، وكانت النتائج "طبيعية". ملابسات وفاة عرفات لم تتضح أبدا حتى النهاية، والفحوصات التي أجرتها المختبرات بعد مرضه لم تكتشف معلومات لا لبس فيها. وكما يذكر، فان بعضا من الفحوصات اختفت، الأمر الذي أضاف الغموض. وتفاصيل كانت لدى أطباء عرفات عن وضعه لم تنشر بسبب قوانين الخصوصية. وحسب نتائج المعهد السويسري، فان المستويات العليا من الاشعاع اكتشفت على ملابس عرفات، كوفيته وفرشاة أسنانه. والمستويات الأعلى وجدت على الاغراض التي تتصل بافرازات الجسد. أكثر من 60 في المائة من كمية البولونيوم لم تأتِ من مصدر طبيعي. البولونيوم 210 يوجد بكميات طفيفة في الغذاء، كما أن الجسم نفسه ينتج المادة. وقد استخدم في الصناعة، وهو غير خطير لم يتعرض له. ومع ذلك فإن دخوله الى الجسم بكميات كبيرة يعد فتاكا. من جهة اخرى، تدعي سهى عرفات بانه لا يمكن ان ينتج البولونيوم 210 إلا دولة ذات قدرة نووية. وقالت عرفات عند رفع الدعوى بأن العالم مُلزم بحل سر وفاة زوجها لان الشعب الفلسطيني شك دوما في الا تكون هذه وفاة طبيعية. واضافت: "محظور إبقاء هذا الملف مفتوحا. أريد أن يعرف العالم الحقيقة عن اغتيال ياسر عرفات". الجيني الفرنسي الشهير، البروفيسور مارسيل فرنسيس كاهن، قال للموقع إن تسميم البولونيوم لا يتطابق والنتائج التي توصل اليها الاطباء، ولكن الأعراض الموصوفة تتطابق والتسمم بمواد اخرى، مثل "كورتكويد الجبال". وعلى حد قوله، فان تجارب على هذه المواد اجريت في المركز البيولوجي الاسرائيلي في نس تسيونا. في مقابلة أجرتها "الجزيرة" مع سهى عرفات عند رفعها الدعوى لم تتهم عرفات إسرائيل بالمسؤولية عن موت زوجها بل ألمحت بأنها لا تستبعد إمكانية أن يكون الحديث يدور عن "عمل داخلي" لجهات في السلطة الفلسطينية. ودُهشت لان بعض الفحوصات التي أُجريت لزوجها قد دمرت بعد ذلك. ومن جهته أصدر رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الإذن لاستخراج جثمان عرفات، والمعهد السويسري الذي أجرى التحقيق قال انه تلقى الإذن من العائلة لفحص الجثمان. ومع ذلك، على حد قولهم يجب عمل ذلك بأسرع وقت ممكن. السلطة الفلسطينية، من جهتها ترحب بالقرار الفرنسي بفتح تحقيق في ظروف وفاة مؤسسها. فقد صرح رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات لوكالة الانباء الفلسطينية: "نحن نرحب بالقرار. الرئيس محمود عباس رفع طلبا رسميا للرئيس الفرنسي فرانسوا أولند لمساعدتنا في التحقيق في موت الرئيس الراحل". أما الناطق بلسان السلطة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة فقال معقبا على القرار الفرنسي ان السلطة ستساعد الفرنسيين قدر الامكان كي تخرج الحقيقة الى النور.