اريحا / سما / تتخلى فجأة عن ملامحها اللطيفة بزيها العسكري مستجيبة لأوامر ضابطها لتتوجه إلى طابورها العسكري، مستعرضة مشية عسكرية صارمة مليئة بالقوة والانضباط، وفي قريتها لا تتوقف صديقتها عن الحديث معها عن تجربة الحياة العسكرية المغايرة لطبيعتها الأنثوية التي منحت الطالبة العسكرية أحلام العصا من قضاء بيت لحم ورفيقتها من جامعة الاستقلال للعلوم الأمنية، التميز عن باقي شابات المجتمع كما تقول. الفتيات العسكريات تخلين عن ارتداء آخر صرعات الموضة لصالح الزي العسكري الذي منحهن مزيداً من الأناقة والقوة، فلا ينفككن عن أظهارها بقالب أنثوي ممزوج بالتحدي والتفوق على باقي شابات المجتمع، كما يقلن لـ دوت كوم. تضم جامعة الاستقلال للعلوم الأمنية والشرطية 478 طالبا وطالبة، من بينهم ما يقارب الـ"150" شابة يخضن تجربة جديدة في المجتمع الفلسطيني، جعلت منهن محط أنظار واهتمام وإعجاب الجميع، كما تقول الطالبة العسكرية بيان جلايطة من مدينة أريحا طالبة علم نفس في سنتها الدراسية الثانية . وتضيف بيان: إن الجامعة وفرت لهن تجربة جديدة ومثيرة, استطعن من خلالها بناء ثقة واحترام متزايد في المجتمع، وبناء جسد قوي متمرن على القيام بأعمال شاقة لخدمة الوطن والمواطن والقيام بمهام ذات الطابع الأمني والأكاديمي. وتضيف: خضعنا لتدريبات خفيفة من لياقة بدنية وكذلك التدريب على بعض الأسلحة، الإضافة إلى المحاضرات الأكاديمية الاعتيادية. وتقول الطالبة إكرام أبو علان والتي تدرس نظم معلومات إدارية من بلدة الظاهرية جنوب الخليل لـصحيفة القدس المحلية : أن القوانين صارمة والحياة الجامعية مختلفة عما اعتدنا عليه وسمعناه عن الجامعات الأخرى، "كل شيء محدد ومنضبط". وتستطرد قائلة بنبرتها الحادة ووقفتها العسكرية محاولة بهما إخفاء ابتسامة وجها الأنثوي "نحن قويات بما يكفي لخوض هذه التجربة، وحمل شرف هذا الزي والعلم". وتضيف أحلام العصا أنها حصلت على معدل 93 في الثانوية العامة, مفضلة الالتحاق بالجامعة الأمنية لتثبت للجميع أن الإناث يستطعن أن يكن متساويات مع الذكور، ويستطعن دخول الحياة الأمنية والمشاركة في القيادة مستقبلا"، كما تقول . وتطمح العصا أن تتخرج برتبة ملازم أول, وهي مصرة على تجاوز كل عقبات التدريب وكلام المجتمع، لتحقيق هدفها وتطلعات أهلها الذين دعموها في ارتداء الزي العسكري، لتتجاوز الحياة الريفية التي تعيشها، والتي كان يعتقد سكانها أن مبيت الفتاة خارج منزلها والدخول في الحياة العسكرية، وخضوعها للتدريبات يفقدها الكثير من أنوثتها، "إلا أن الجميع الآن يعتز ويفتخر بي ويبدي إعجابه بلبسي العسكري". إن الخضوع لتدريبات ومحاضرات علمية جعلت الجامعة أكثر صعوبة وتميزاً لطلابها، ما جعلها تطبق شروطاً صارمة في الاختيار، بدءاً من اجتياز الفحص الطبي، مروراً بخمس لجان متخصصة, واختبارات البنية الجسدية والشخصية، والثقافة، واللياقة البدنية، ومعدل الثانوية العامة، ويتولى نظام محوسب تجميع النتائج التي حصل عليها الطالب في الاختبارات السابقة لضمان منافسة شفافة ومصداقية عالية عند قبول الطلبة، كما يقول رئيس الجامعة الدكتور تيسير عبد الله. ويضيف عبد الله أن الشروط الصارمة التي فرضتها الجامعة هي "مخرج الأربع سنوات لتخريج ضابط أكاديمي". بدوره يقول اللواء الركن ماجد الهواري مساعد رئيس جامعة الاستقلال لشؤون الشرطة أن الجامعة متخصصة، ذات بعد أكاديمي وأمني متكامل, ويضيف: أن وجود إقبال عدد كبير على الجامعة من الشابات هو دليل ثقة بين الجامعة والمجتمع، والعائلة الفلسطينية، وقال " نبقي الطالبات 5 أيام داخل أسوار الجامعة وهذا يعكس مدى التعاون بين الجامعة والثقة مع العائلة الفلسطينية" الزي العسكري لا يفقد حياة طالباتها الفكاهة والمزاح الذي يلازم جلساتهن في فترات الاستراحة، ويحرصن على التقاط الصور لهن في حدائق الجامعة وأثناء التدريبات لمشاركتهن مع أصدقائهن, مبديات فخرهن وإعجابهن بما يتعلمنه، ولم تغيب الأحاديث الأمنية والوضع السياسي عن نقاشاتهن أيضا كما يقلن . ولم تخف الطالبات الجدد الراغبات في الالتحاق بالجامعة عن دهشتهن وإعجابهن من رؤية صديقاتهن في هذا الزي العسكري، متمنيات أن يحصلن على هذه الفرصة ، في ظل الازدحام على طلبات الالتحاق التي قاربت 270 طالبة وما يقارب 2000طالب سيختار هذا العام الدراسي منهم 150طالبا حصة الشابات الثلث كما يقول رئيس الجامعة . مشاهد الخوف والقلق بدت واضحة على وجوه الطلبة الذين تجمعوا في ساحات الجامعة مترقبين الإعلان عن أرقامهم التي منحت لهم بدلا من الأسماء للدخول إلى الفحص الطبي ومن ثم الى اللجان التخصصية، لعل الحظ وقدراتهم يؤهلهم للالتحاق بمقاعد الجامعة المحدودة. اخيرا تبقى آمال الطالبات بجامعة متخصصة مثل الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية "جامعة الاستقلال" معلقة على متطلبات الدعم والاهتمام من قبل الجهات الحكومية، كما يقول اللواء توفيق الطيراوي رئيس أمناء جامعة الاستقلال، داعيا الجهات الحكومية لدعم هذا الصرح وتحمل مسؤولياتهم تجاهه.