القاهرة وكالات في وقت قال فيه شهود عيان ومصادر أمنية مصرية إن مصريا قتل أمس بقذيفة صاروخية قرب الحدود بين مصر وإسرائيل في منطقة الخريزة بالقطاع الأوسط من سيناء، وسط شكوك بشأن استهدافه بطائرة إسرائيلية، أكدت مصادر أمنية مسؤولة بشمال سيناء أن وفدا رسميا مشكلا من رئاسة الجمهورية ومن المخابرات المصرية التقى مساء أول من أمس بعدد من العناصر الجهادية والسلفية المشددة في منطقة غير معلومة جنوب الشيخ زويد. وقال شهود عيان من السكان المحليين بالمنطقة إن القتيل ويدعى إبراهيم عويضة البريكي كان ينوي على ما يبدو إطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية، وإن طائرة من دون طيار يعتقد أنها تابعة للجيش الإسرائيلي من نوع «الزنانة»، كانت تمشط منطقة الحدود أطلقت عليه القذيفة. وقال مصدر أمني إن القتيل لقي حتفه بقذيفة صاروخية وإن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة أسباب الحادث ويرجح أن يكون قد لقي حتفه خلال تدريبات للعناصر الجهادية التي تطاردها السلطات المصرية ضمن الحملة نسر أو أن يكون لغم أرضي من مخلفات الحروب بين مصر وإسرائيل قد انفجر فيه، مضيفا أن جثة القتيل تحولت إلى أشلاء نتيجة قوة الانفجار وأنه عثر عليه قرب دراجة نارية كان يستخدمها في تحركاته. وتابع المصدر أن لجنة عسكرية توجهت إلى مكان الحادث وتقوم بفحص بقايا الصاروخ، مشيرا إلى أن القتيل من المتشددين الإسلاميين وكان أحد العناصر المطلوبة لدى أجهزة الأمن والتي تطاردها السلطات المصرية ضمن الحملة العسكرية نسر التي يشنها الجيش منذ نحو أسبوعين ضد متشددين يعتقد أنهم مسؤولون عن مقتل 16 جنديا مصريا مطلع الشهر الحالي. وعلى الصعيد الأمني بسيناء، قالت مصادر أمنية مسؤولة بشمال سيناء إن وفدا رسميا مشكلا من رئاسة الجمهورية ومن المخابرات التقى مساء أول من أمس مع عدد من العناصر الجهادية والسلفية المتشددة بسيناء في منطقة غير معلومة جنوب الشيخ زويد. وأكدت المصادر أن اللقاء شمله السرية التامة وتضمن التباحث بين الطرفين حول الأحداث والأوضاع الجارية حاليا التي تشهدها شبه جزيرة سيناء. وقال شهود عيان إن 3 سيارات تحمل لوحات معدنية خاصة تشير لرئاسة الجمهورية شوهدت على طريق «الشيخ زويد - رفح» ثم انحرفت عبر طريق الجورة إلى منطقة جنوب الشيخ زويد. وجاء اللقاء بعد أيام من زيارة كان قد نظمها قياديون من حزب النور السلفي للمنطقة بهدف مواجهة الفكر التكفيري الذي تتبناه الجماعات الجهادية المنتشرة في منطقة وسط سيناء. يأتي هذا بينما قالت مصادر مطلعة إن وفدا من جماعة الجهاد المصرية قام مؤخرا أيضا بإجراء مجموعة من الاتصالات مع المسؤولين بأجهزة الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية وقيادات سلفية جهادية في سيناء من أجل التوصل إلى موقف لحقن الدم المصري ويعلي من مبدأ عدالة المحاكمات، وأنه تم الاتفاق على إدانة العمل الذي راح ضحيته ستة عشر من الجنود المصريين في رفح مطلع هذا الشهر. من جهته كشف مجدى سالم، القيادى البارز فى تنظيم الجهاد، زعيم تنظيم «طلائع الفتح»، ونزار غراب، النائب السابق فى مجلس الشعب ومحامى تنظيم الجهاد، عن نجاحهما، أمس الأول، فى التوصل لمبادرة لحقن الدماء فى سيناء ومنع أى أعمال عنف أو اشتباكات بين قوات الجيش والشرطة من جهة والمنتمين لتنظيمات «السلفية الجهادية» وتنظيم «أهل السنة والجماعة» من جهة أخرى. وقال سالم وغراب لـصحيفة «الوطن» المصرية: إن مبادرتهما تمت بموافقة وتأييد جميع الجهات، بمن فيها جهات سيادية مسئولة، وترحيب وموافقة قادة «السلفية الجهادية» فى سيناء، مشيراً إلى مشاركة عدد من قادة تنظيم الجهاد فى الاجتماعات، منهم محمد الغزلانى ومحمد برعى. وأضافا أن قيادات «السلفية الجهادية» بسيناء ومن بينهم الشيخ سليمان أبوعمر وأبولقمان وأبوفيصل أكدوا تبرؤهم من قتل الجنود المصريين فى رفح، وشددوا على أن قتال الجيش أو الشرطة وقتل الجنود الـ16 ليس جهاداً ولا يمت للإسلام بِصلة، بل هو عمل إرهابى وتخريبى، لا هدف له إلا إشعال نار حرب ضروس بين الدولة وأبنائها، كما أعلنوا ترحيبهم بالعمليات العسكرية التى ينفذها الجيش والشرطة، للقبض على قتلة الجنود، وشددوا على ضرورة وقف جميع الانتهاكات ضد أهالى سيناء، لأن معركتهم الأساسية ضد الكيان الصهيونى الغاصب وأنهم يقدمون كل التأييد والدعم للرئيس محمد مرسى ومشروعه لنهضة وبناء مصر. وتعهد وفد تنظيم الجهاد لقيادات «السلفية الجهادية» بالعمل مع المسئولين بالدولة لوقف أى انتهاكات ضد أهالى سيناء وحل جميع المشاكل القائمة. وكشف سالم وغراب عن أنهما أبلغا الجهات المسئولة بما جرى فى اجتماعاتهما بقادة «السلفية الجهادية»، وأن اللواء أحمد بكر، مدير أمن شمال سيناء، رحب بذلك، وتعهد بمنع أى انتهاكات ترتكب ضد أهالى سيناء. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن مصدراً عسكرياً نفى إيقاف العمليات العسكرية فى سيناء ضد العناصر الإرهابية، وقال المصدر إن العمليات مستمرة فى إطار فرض السيطرة والأمن بالتعاون مع الشرطة المدنية. بينما قالت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، إنه أصبح هناك قناعة تامة بأن الخيار العسكرى وحده غير صائب، فى الوقت الذى أكد فيه الشيخ حمدين أبوفيصل، مسئول جماعة «أهل السنة والجماعة» فى مدينة الشيخ زويد أن وفداً يضم عدداً من علماء الدين وصل إلى المدينة بتكليف وموافقة رئاسة الجمهورية لدعم الحوار مع التنظيمات الإسلامية. فى سياق متصل، قال سليمان بريكات، شيخ قبيلة البريكات بسيناء، إن مواطناً يدعى إبراهيم عويضة لقى مصرعه بعد انفجار دراجته البخارية بصاروخ، أثناء سيره على الطريق بقرية «الخريزة»، واتهم «بريكات» الطيرانَ الإسرائيلى باستهداف المواطن الذى ينتمى لقبيلته. إلى ذلك، غادر القاهرة مساء أمس مبعوث إسرائيلي عائدا إلى تل أبيب بعد زيارة لمصر استغرقت عدة ساعات التقى خلالها عددا من المسؤولين الأمنيين لبحث آخر التطورات الأمنية في سيناء. وصرحت مصادر مطلعة بمطار القاهرة «غادر المبعوث الذي رافقه اثنان على طائرة عسكرية خاصة حيث التقى مع عدد من المسؤولين الأمنيين وبحث معهم آخر تطورات الوضع في سيناء على ضوء العملية «نسر» التي ينفذها الجيش المصري لمطاردة بعض العناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم الإرهابي على الجنود المصريين في إحدى نقاط حرس الحدود شرق سيناء». من جهة أخرى نفى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بعد ظهر أمس الأنباء التي ترددت عن قيام طائرة إسرائيلية بقصف دراجة نارية قرب الحدود الإسرائيلية المصرية بوسط سيناء مما أدى إلى مقتل راكبها وهو من السكان البدو.