خبر : في ذكرى الحريق نسألكم عن القدس ودمشق؟ ..بقلم: زياد ابوشاويش

الأربعاء 22 أغسطس 2012 06:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
في ذكرى الحريق نسألكم عن القدس ودمشق؟ ..بقلم: زياد ابوشاويش



كنت عائداً من مدينة أريحا إلى غزة وقد اضطررت للانتظار في محطة الباصات الملاصقة للمسجد الأقصى حتى يكتمل ركاب التاكسي الذي أوصلنا إلى غزة، لم أنتبه كغيري من الركاب في تلك اللحظات الفارقة من الزمن لكارثة كانت وقائعها تتوالى فصولاً داخل المسجد. انطلق بنا السائق نحو الطريق العام الذي يمر بمدن بيت لحم والخليل ثم يقطع قسماً هاماً من منطقة النقب ليوصلنا إلى قطاع غزة وبعد مسيرنا بأقل من ثلاث كيلومترات سمعنا أجراس سيارات الإطفاء وأبواقها المميزة ولم نكن ندرك حتى تلك اللحظة أنا تركنا وراءنا حدثاً هو الأكثر إيلاماً لنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين (حريق المسجد الأقصى) الذي أثار كماً هائلاً من الردود الكلامية و الاحتجاجات الشارعية دون فعل واحد جدي وحقيقي لإنقاذ المسجد الأقصى وبيت المقدس والأهم ذلك الشعب الأسير والمشرد منذ النكبة التي حلت بفلسطين. كنا في التاكسي نتحدث عن أمور مختلفة حين طالعتنا إذاعة العدو بخبر الحريق الذي نزل كالصاعقة فوق رؤوسنا فران الصمت علينا جميعا وبدأت الدموع تنهمر من أعين البعض وخلفها غضب كبير ورغبة في الانتقام خاصة أن الخبر بتفاصيله كان يشير لمستوطن يهودي قيل أنه مهووس أو مجنون قام بإشعال النار في المسجد حيث أتت على قسم كبير من البناء والمقتنيات والزخارف وبعض تراث جمع فيما يزيد عن ألف وثلاثمائة عام. اليوم وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاماً على تلك الواقعة المشؤومة ماذا تغير في أمر القدس والمسجد الأقصى؟ وهل بادر العرب والمسلمون بوضع ترتيبات حقيقية لحماية المسجد ومنع تهويده أو حتى هدمه لإقامة الهيكل المزعوم في مكانه؟ هل كلمات من نوع أقصانا لا هيكلهم تغير واقع الحال أم هي تعبير عن عجزنا وعجز قادتنا في الدرجة الأولى عن تحرير أقدس مقدساتهم ورمز دينهم القدس؟ أليس الأقصى أولى القبلتين وأحق بالقتال من أجله؟ بل أليس هو أحق بنخوة هؤلاء المجاهدين الذين يقتلون أشقائهم في العراق وسورية والصومال وغيرها؟ لن ننوح ونبكي ككل سنة بل سنشرع السؤال في وجه كل الأمة وحكامها وشعوبها الساعية للحرية ولهذا الربيع الذي أتانا بالناتو والأهم أنه أتانا بانتصار مشهود للإخوان المسلمين حركة وأحزاب لنسألهم أين أنتم اليوم من شعاركم الأهم والأعز على قلوبكم "الزحف المقدس لتحرير الأقصى"؟ وهل تعرفون كم هي حجم التغييرات في المسجد منذ الحريق عام 1969 وبأي اتجاه جرت هذه التغييرات؟. أيها السادة إن مسجدكم وأولى قبلتيكم يهود وتجري به حفريات تكاد تهدمه من الأساس فماذا أنت فاعلون؟ أيها السادة الوقت يمضي فتترسخ معطيات ووقائع جديدة أشد إيلاماً من الحريق فهل أنتم مهتمون بمقدسكم هذا أم تعلنون صراحة أنكم عنه عاجزون؟ هل ينقصكم المال مثلاً أم السلاح أم الرجال أم تنقصكم في الحقيقة إرادة العزة والكرامة، إرادة الموت لإعطاء الحياة لمستقبل أبنائكم ولتضعوا أمتكم في مكان لائق بين الأمم. إن عنوان المسجد والحريق الذي تزامن هذا العام مع يوم القدس العالمي هو أحد عناوين كرامتكم وشرفكم الذي يعبث به بني صهيون كل يوم. أيها الملوك والرؤساء والقادة العرب لماذا همتكم على سورية وحصارها أكبر ألف مرة منها على مسجدكم وقبلتكم الأولى وشعبكم الأسير منذ عقود في فلسطين؟ شاهدناكم خلال الشهور الماضية تحملون بيارق النصر لتدخلوا بها دمشق الفيحاء، ونراكم اليوم تحملون البيارق ذاتها لفتح حلب الشهباء فأين أنتم من قدسكم وهي لا تبعد عن دمشق إلا قليلا!؟ اليوم تمر ذكرى أنتجت مؤتمراً جامعاً للدول الإسلامية أصدر ألف قرار وتوصية لم تحرر شبراً واحداً من الأرض المقدسة، ولم تمنع صهيونياً مستعمراً من تدنيس حرمة المسجد الأقصى، وبالتجربة الحسية مع عدو بتنا نعرفه تعلمون أن الأصل هو الاحتلال وأن مناشداتكم لا تجد من يصغي لها أو يحترمها فما العمل؟ سأخبركم بالضبط ماذا تفعلون أيها الزعماء والملوك والقادة: افعلوا كما فعلتم مع سورية بالضبط وثقوا أنكم ستنجحون. وقبل أن أختم أذكركم بما قالته السيدة الإرهابية جولدا مئير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني في يوم حريق الأقصى وكيف أكملت في اليوم التالي للحريق. قالت: لقد كان يوم حرق المسجد الأقصى أسوأ يوم في حياتي لكني حين استيقظت في اليوم التالي ووجدت أن كل شيء على حاله شعرت بأنه لم يكن كذلك.  نمر على الذكرى ليس لاستنهاض الهمم كما يحلو لبعضنا القول، بل لأن مسجدنا هو عنوان نكبتنا ولأننا مصممون على جعله عنوان فرحتنا وعزتنا طال الزمن أم قصر والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. Zead51@hotmail.com