خبر : إبق من أنتَ يا بيبي / بقلم: عنار شيلو / هآرتس 15/8/2012

الأربعاء 15 أغسطس 2012 04:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
إبق من أنتَ يا بيبي / بقلم: عنار شيلو / هآرتس 15/8/2012



 ان أفظع الحروب تنشب في نهاية الصيف أو في الخريف. فقد نشبت الحرب العالمية الاولى في آب والثانية في ايلول، ونشبت حرب يوم الغفران في تشرين الاول. ويفترض ان تنشب الحرب التي ينشغل بها الجميع الآن في نهاية الصيف أو في الخريف، في آب أو ايلول أو تشرين الاول. وربما يحصل من يُطيل عطلته الصيفية خارج البلاد على حياته هدية.             لا يوجد تأييد لهذه الحرب في هذا الوقت لا في العالم ولا في الولايات المتحدة ولا في اسرائيل وجهازها الأمني. ويجب على من يستخف بالرأي المختص باسم تفوق المستوى السياسي ان يسأل هل توجد أكثرية لهذه الحرب حتى في حكومة اسرائيل.             يقوم رئيس الوزراء بأعمال بهلوانية فاضحة ليصوغ أكثرية تؤيدها مثل ضم آفي ديختر من كديما، وتأجيل استقالة يوسي بيلد المخطط لها، وتغيير دستور الحكومة، فالحرب تسوغ الوسائل جميعا وستكون هذه حربا بفرق صوت واحد.             ستكون هذه أفظع حرب بالنسبة لمواطني اسرائيل وسنتذكر بعد ذلك في حنين حروبا سابقة. ان عشرات آلاف الصواريخ هي عشرات آلاف الصواريخ ولا يهم ما يقوله الخبراء ببحوث الأداء. وقد تنهار اجهزة الانقاذ والمستشفيات، وستكون هذه حربا شاملة لن تكون لأي مكان منعة منها سوى الملجأ المتصل بالاعلام الذي سيمكث فيه في أمن مُنشِبا هذه الحرب، نتنياهو وباراك. وأوجه اليهما سؤالا: لو كنتما تسكنان مثلي ومثل أكثر مواطني اسرائيل، في شقة بلا غرفة وقاية وبلا أي ملجأ ناجع حولها، هل كنتما تخرجان لهذه الحرب؟ لماذا يكون أمنكما أهم من أمننا؟.             تتحدثان عن منع محرقة ثانية وقد تجلبانها علينا بأيديكما. فالتقديرات المختصة تتحدث عن ضرر محدود مؤقت بايران وبرنامجها الذري على أثر هجوم اسرائيلي، وتتحدث في المقابل عن عزلة دولية لاسرائيل بدل عزلة ايران، وعن شهوة انتقام ايرانية محققة غير محدودة بالزمان. فما الداعي الى حرب دامية قد تؤخر القنبلة الذرية الايرانية سنة لكنها ستزيد خطر ان تُطلق علينا في شبه يقين؟ نحن نريد ان نحيا أكثر من سنة.             لم تُقصف ايران الى الآن لكن رئيس الوزراء يقصفنا نحن ويقصف العالم كله بالكلمات والتهديدات. وقد بشّر في المدة الاخيرة بفضله الكبير قائلا لم أقرر الى الآن أن أهاجم ايران قاصدا ان يهديء النفوس، لكن فحوى الخطاب يثير القشعريرة وهو ان القرار قراري وأنني حاكم فرد وأنه لا توجد حكومة ولا جهاز ديمقراطي ولا مستويات مختصة ولا علاقات دولية فأنا وحدي الموجود. والعالم كله يحبس أنفاسه في آب – ايلول – تشرين الاول وينتظر في استسلام قرار الملك بيبي الذي سيحسم مصيره.             يوجد عزاء واحد في كل ذلك وهو ان الملك بيبي قوي بالكلام لا بالافعال. ومن جهة ذهنية، وبرغم ارتفاعه الشديد الى أعلى، ما يزال جامدا عند منصب سفير اسرائيل في الامم المتحدة. وولايته لرئاسة الوزراء مبطنة بكلام كثير قوي جدا لا معنى له، فعن خطبة بار ايلان العصماء عن دولتين للشعبين لم ينشأ حتى ظل صغير لمسيرة سياسية. ولم ينجم عن لجنة تريختنبرغ التي كان يفترض ان تعالج السكن العام وغلاء المعيشة حتى شيء صغير من حل. والكلام الكثير عن تقديم موعد الانتخابات انهار في ليلة واحدة. وتحولت لجنة بلاسنر التي عينها نتنياهو تعيينا فخما لترتب التساوي في حمل العبء، تحولت الى مشهد فكاهي في حياتنا. وتُرجم شعار تخفيف عبء الضريبة الى تثقيله.             عندنا طلب من نتنياهو نقول: لا تتغير فجأة في الاشهر الثلاثة القريبة. لا يعني هذا أننا عشقناك، لكن إبق من أنتَ الى نهاية تشرين الاول، أعني خطيبا غير موثوق به. ولا تلعب فجأة في ملعب العظماء.