يا له من ترفيه 1: الممثل السينمائي المصري ايمن قنديل ليس إمعة. دعوه الى مقابلة مع تلفزيون ألماني، ولكن بعد أن جلس أمام المذيعة الحسناء التي أصرت على السؤال عن علاقات مصر – اسرائيل، اعترفت له بان هذه مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي. فقفز قنديل من كرسيه، أمسك بها أمام الكاميرات، شدها من شعرها وبدأ يخبط بها بانفلات. وفقط حين دخل يغئال شيلون المصري الى الاستديو راكضا ليبلغه بان هذه "مزحة رمضان" و "ليس لطيفا ضرب امرأة"، نجحوا في تهدئة قنديل. كما أن الممثلة ميار الببلاوي، انتابتها هستيريا. فقد هربت من الاستديو ولكن الكاميرة الخفية واصلت توثيق كيف سدت عصبة من الرجال طريق الخروج وأبلغتها "نحن اسرائيليون". فاستلقت ميار على الارضية وصرخت: "الاسرائيليون أفاعي... كل الوقت يشتكون من الكارثة أو لا أدري وبعد ذلك يقتلون الفلسطينيين". وبلغت الذروة مع محمود عبد الغفار، مصري آخر هجم على محرر البرنامج وقال له: "لا يهمني أن تصوروني أضرب الطاقم الاسرائيلي"، وأقسم: "أنا اكرههم" فنال تصفيقا عاصفا في الاستديو. ما الذي يوجد للمخرج عمرو علاي ليقوله عن الفوضى؟ الموضوع الاكثر الحاحا الا عندنا هو العلاقات مع اسرائيل. من الطبيعي أن يعربدوا، فهذا هو العدو. يا له من ضحك 2: الحلقات الاربعة الاولى (من أصل 30) لـ "فرقة ناجي عطالله" المسلسل العلم لشهر رمضان، كانت تكفيني. يوجد حد لكميات الكراهية واللذع التي يمكن تلقيها من قناة تلفزيونية رسمية في القاهرة. خلف الشاشة، الممثل السينمائي القديم عادل امام أظهر بالذات ودا حين أبلغني وجها الى وجه بانه يؤيد السلام والعلاقات الطبيعية. حبذا، فقد تذكرت بانه قال بمبادرته ان بوسعه أن يتعاون مع ممثلين اسرائيليين. ولكن منذ أن صفعه الواقع على وجهه: أثار إمام اعصاب الاسلاميين، وعندما استولوا على الحكم رفعوا ضده قضايا قضائية فحكم عليه، في أمر لا يصدق، لثلاثة اشهر سجن فعلي على اهانتهم في أربعة أفلام سينمائية، ولما كنت مثل كل الاسرائيليين لم يحصل لي ان وطأت قدمي مصر بعد ذلك، مسموح لي أن اشاهد من بعيد أحداث "فرقة ناجي عطالله" التي تبني الكراهية لاسرائيلي عبر قصة دبلوماسيين مصريين في السفارة في تل أبيب. واحد يتصادق معنا كي يخدعنا، والثاني يسعى الى ان يعيدوه الى الديار "لاني أمقت الاسرائيليين"، ويصبح، كيف لا، بطلا وطنيا. يا لها من ديمقراطية في أفضل صورها: فور القصص التي تمزق القلب (حقا!) للجنود – الشرطة المصريين الذين قتلوا في العملية في سيناء، قدمت قناة التلفزيون الرسمية "النيل" برنامجا ظهر فيه خبير مصري، ناطق فلسطيني وصحفي اسرائيلي. ايال عليمة، المراسل العسكري لصوت اسرائيل، تمكن من الحديث لدقيقة ونصف ودعا الى تعزيز التعاون بين الجيش المصري والجيش الاسرائيلي للقضاء على الارهاب في سيناء. فقامت جلبة كبرى. وزير الاعلام الجديد عبد المقصود، المتماثل مع الاخوان المسلمين، يطالب بلجنة تحقيق ويعلن بانه محظور اجراء مقابلات مع اسرائيليين. وحتى مقابلة مسجلة تعتبر "تطبيعا" مع العدو، يشدد الوزير المصري. ألو؟ فهل نسيت اتفاق السلام؟ ألا تذكر بان رئيسك يعد باحترام "كل الاتفاقات الدولية"؟ مرسي يبرز في الميدان. في اسبوع واحد نزل ثلاث مرات الى سيناء: يوم قبل، في يوم العملية ضد جنود الجيش المصري وفي نهاية الاسبوع، لتهدئة الجنود. يقال عندنا ان التعاون الامني يتعزز بالذات، وان الامر لدى مرسي في الوجه، وأنه يرى من القصر ما لم يره من مكاتب المتصببين كراهية من الحركة الاسلامية. وقد استغل الحدث كي ينفذ تطهيرا جارفا في قيادة الاجهزة، أقال رئيس المخابرات، محافظ شمال سيناء، قائد الشرطة العسكرية ورئيس الحرس الرئاسي. الشارع هادىء بما يكفي، يثق بالرئيس. والان يمكن مواصلة كره العدو الحقيقي. ادخلوا الى "يو تيوب" واستمتعوا.