خبر : هؤلاء القتلة..! ...م.عماد عبد الحميد الفالوجي

الإثنين 13 أغسطس 2012 02:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
هؤلاء القتلة..! ...م.عماد عبد الحميد الفالوجي



القتلة الذين ارتكبوا جريمة قتل عدد من الجنود المصريين بالقرب من الحدود مع قطاع غزة أرادوا تحقيق عدد من الأهداف – وبالتأكيد هي أهداف القوى التي تقف خلفهم وتدعمهم بالمال والسلاح والتدريب – ولعل أهم هذه الأهداف هي تغيير معادلة العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني والمتوقع لها أن تطور وترتقي بعد التغييرات الكبيرة الحاصلة داخل النظام المصري الجديد ، وما يؤكد ذلك قيام بعض وسائل الإعلام المأجورة بإثارة النعرات والمسارعة في اتهام فلسطينيين وخاصة من قطاع غزة بالمشاركة أو التخطيط لهذه العملية الإجرامية بالرغم أن التحقيق في العملية في بداياته .  هذه السرعة في الاتهام تؤكد أن من يقف خلف هؤلاء المجرمين لهم علاقات مباشرة أو غير مباشرة بمالكي بعض وسائل الإعلام ، وهذا يدلل على حجم الخطر المحدق لما بعد هذه العملية .هؤلاء القتلة – ومن يقف خلفهم – يريدون التأكيد أن القتل هو وسيلة لتحقيق الأهداف وبشكل سريع ، وأصحاب هذه الأفكار موجودين ومنتشرين بيننا وهم الرافضون للتغيير المدني للمجتمع ولا يؤمنون بحق الشعوب في اختيار قادتهم ، هؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية ويعتبرون الانتخابات مبدأ كفر ، وبالتالي يؤمنون أن القتل والعنف هو الطريق الأصوب والأقصر لتغيير الواقع لصالح أفكارهم ، فهل نعطيهم هذا الإنجاز من خلال التعاطي مع ما يريدون أم يجب التمسك بخيار الشعوب وإثبات أن الحياة المدنية هي الأصل والابتعاد عن عسكرة المجتمع ووضع الخطط لتعزيز سيادة القانون ، لأن أمثال هؤلاء لا يتواجدون إلا في المناطق المنكوبة والتي يعاني أهلها من الفقر والجهل وغياب القانون والعدل . هؤلاء القتلة – ومن يقف خلفهم – يعتقدون أنهم أصحاب حق ويؤمنون أن التغيير لا يأتي إلا بضرب القوى الحاكمة وإضعافها وإرباكها وذلك من أجل تسهيل وصول السلطة إليهم وليظهروا أمام البسطاء من الناس أنهم المنقذون وأنهم البديل الحقيقي والشرعي لكل قوى الظلم والاستكبار والفساد في المنطقة ، فهل نعطيهم فرصة لتحقيق أي نصر عندما يتشبه البعض بهم أم هل ينجحوا في جر الآخرين لمربعهم عندما نتعامل مع بعضنا بمثل أساليبهم بالرغم أننا نرفع شعارات – نظرية – بأننا ضدهم ولا نؤمن بأفكارهم ولكن تصرفاتنا على أرض الواقع لا تبتعد كثيرا عن تصرفاتهم .هؤلاء القتلة – ومن يقف خلفهم – قد يرفعون شعارات براقة وصحيحة وجذابة مثل إقامة ’ إمارة إسلامية ’ أو رفع شعار تحكيم شرع الله وغيرها من الشعارات فهل يمكن فصل هذه الشعارات عن أساليبهم المجرمة دون المساس بها أم يكون الهجوم على الإسلام بشكل عام كرد فعل على جرائمهم كما يحلو للبعض فعل ذلك ، كرها بالإسلام وليس كرها بهؤلاء القتلة ، لإن الإسلام من أفعالهم بريء .هؤلاء القتلة ليسوا بغرباء عنا بأسمائهم أو أشكالهم ولكنهم يعيشون بيننا ويخالطوننا وهم جزء من أبنائنا نجح بعض المغرضين أعداء الأمة في تصدير أفكار كارثية ونجحوا في غزو عقولهم وسيأتي اليوم الذي يتوبون فيه ، وأنا أستذكر سلسلة المراجعات التي قام بها الكثير من قيادات الحركة الإسلامية الذين تبنوا سياسة العنف لتغيير المجتمع وارتكبوا أفظع الجرائم بحق مجتمعهم ثم استدركوا أمرهم وعادوا الى رشدهم ليعلموا أن مجتمعاتهم ليست مسئولة عن حجم الفساد الذي تعيشه بل حجم المؤامرات التي تتعرض لها الأمة ، فبالرغم من نكراننا لما يقومون به إلا أننا سنبقى ندعوا  الله لهم بالهداية والعودة الى الرشاد قبل فوات الأوان . والأهم من كل ذلك أن يكون رفضنا لاستخدام العنف – مهما كان شكله – في مواجهة الرأي الآخر مرفوض بالمطلق لأن الأفكار قابلة للتغيير والتطوير ولكن العنف ليس له سوى مسار واحد هو تعزيز الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد .