خبر : المصالحة وزمن الاخوان..بقلم : هيئة تحرير "سما"

الإثنين 13 أغسطس 2012 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
المصالحة وزمن الاخوان..بقلم : هيئة تحرير



غزة / سما / اصاب المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية ذعر كبير وحالة من الذهول والصدمة للتغييرات المفاجئة التي قام بها الرئيس المصري امس في قمة الهرم الامني والعسكري في مصر لدرجة ان واحدة من اهم الصحف العبرية "يديعوت احرونوت" تجرأت على القول بان واشنطن فقدت ذراعها الامنية والسياسية في قاهرة المعز.التحليلات الامنية الاسرائيلية العميقة للحدث المصري الابرز تصب في خانة واحدة مفادها ان التغيير في مصر يتجذر وان الثورة المدنية الديمقراطية تستكمل اهدافها مع تمني اسرائيلي "لو ان ذلك لم يحصل على يد قائد اخواني كالدكتور مرسي "هارتس 13 اغسطس 2012".المتابع للتغيرات والرؤى السياسية والامنية الاسرائيلية يلاحظ ان التقييمات لما حدث ولشخص وزير الدفاع المصري الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي تتغير على مدار الساعة والكل يعتمد على مصادر المعلومة الواردة الى صانعي الراي العام الاسرائيلي من كتاب وصحافيين كبار وهم على اتصال وثيق مع اجهزة الامن ومراكز صناعة الحدث في الدولة العبرية والذي دائما ما يبدا في غرف التحرير الصغيرة للصحف الاسرائيلية الكبيرة.الصحف الاسرائيلية تتحدث عن "السيسي" بانه احد كارهي اسرائيل وواشنطن ويتحفظ  دائما في العلاقة الامنية معهما رغم انه اجتمع عشرات المرات ضمن منصبه القديم  كمدير للاستخبارات العسكرية المصرية مع قادة امنيين وعسكريين كبار بينهم عاموس جلعاد مدير الطاقم الامني السياسي بوزارة الحرب الاسرائيلية او مبعوث نتنياهو اسحق مولخو فيما تحدث البعض عن دور له في صفقة شاليط.فيما كانت ساعات مصر الحارة سياسيا تقترب من ظهيرتها الفارقة كانت روايات اسرائيلية اخرى تتحدث عن ان التنسيق الامني مع مصر لن يمس رغم الشعور بالخطر المحدق وغياب التصور الواضح عما يحدث في مصر "معاريف 13 اغسطس 2012" ويؤكد عاموس جلعاد انه التقى السيسي عدة مرات في اطار العلاقة المصرية الامنية الوثيقة في زمن ما قبل الاخوان.التحولات التاريخية والدراماتيكية في ارض الكنانة تؤكد نظرية الخوف الاسرائيلية من الانظمة الديكتاتورية العربية ومعارضة تل ابيب الدائمة لتسليح تلك الانظمة ومنعها من امتلاك برامج نووية متقدمة ولو سلمية خوفا من وقوعها يوما ما بيد الاسلاميين او انظمة حكم معادية والمثل المصري يصرخ بشدة في وجه كل من راهنوا على استمرار الحالة "المباركية" بين مصر واسرائيل الى الابد.ما حدث ويحدث في مصر يعيد الى الواجهة النظرية الصهيونية الابدية والتي تثبت نفسها يوميا وعلى مدار الساعة بان تل ابيب تعيش في بيئة معادية متصاعدة ومتجددة وان معاهدات السلام التي وقعتها مع جيرانها العرب لم تكن سوى استراحة مقاتل لفكرة ورؤية سياسية ناقصة اعتمدت على امكانية تحقيق السلام مع العرب دون حل القضية الفلسطينية.التطورات في كنانة الله تدفع بالموقف الاسرائيلي الامني والسياسي الى الزاوية والى خيارات الحرب كوسيلة وحيدة لاعادة التوازن للمعادلة الشعبوية العربية القادمة باسم الديمقراطية التي تجذر العداء للدولة العبرية ولو على مدى استراتيجي بعيد المدى ولكنه بلا شك يكون اكثر تحديا وخطورة على الكيان الاسرائيلي ككل.الرئيس مرسي التقط اللحظة التاريخية المناسبة عبر جريمة رفح واعاد صياغة واقع مصر ومستقبلها رغم المخاطر المحدقة ومن المؤكد ان اسرائيل ستلتقط  لحظتها التاريخية ايضا وتعيد ترتيب اوراق ومعادلات في المنطقة لحماية نفسها فلا مكان للجمود وتضييع الفرص في ظل التعقيدات والتحديات الكبرى في الشمال والجنوب ونذر المواجهة الصاخبة التي تقترب اكثر وبوضوح غير معهود.اعادة ترتيب وخلط الاوراق والتقاط اللحظات التاريخية اسرائيليا سيكون له عدة اتجاهات اما غزية او باتجاه ايران وحزب الله ولن تخرج جميعها عن اختلاق حروب قد تختلف في طبيعتها ومدتها واهدافها ولكنها جميعا تدخل في سياق الرد التلقائي للاحساس بالخطر المتصاعد لدى صناع القرار في تل ابيب والذي يتم زرعه حاليا بكثافة في اوساط الجمهور الاسرائيلي.المطلوب فلسطينيا الان التقاط اللحظة التاريخية وكما قلنا الاستفادة من ديناميكية التغيير الحادثة والانتباه جيدا الى ان التجربة تؤكد دائما اننا اول من يدفع ثمن التغيرات الدراماتيكية والجيوسياسية في العالم العربي "الكويت والعراق – الحرب اللبنانية-حرب غزة"...الخ.المصالحة الفلسطينية بلا شك ستصعب على دولة الاحتلال التفكير مجددا في احتلال غزة او تدميرها مرة اخرى بطرق مختلفة وذلك في ظل الحديث الاسرائيلي عن ضرورة اقتلاع حاضنة الارهاب بغزة اذا اريد لسيناء الاستقرار وهذه احدى القراءات الاكثر خطورة لسيناريو امني سياسي تفكر به دوائر صناعة القرار في تل ابيب.لن يهم تل ابيب في الفترة القادمة الحفاظ على علاقات ديبلوماسية مع ما يسمى بـ"دولة المرشد" لانها تدرك جيدا ان مصير تلك تلك العلاقات والتحولات القادمة لن يفيد كثيرا في تحقيق امنها ورؤيتها التصفوية للمشروع الوطني الفلسطيني او لوجود حركة حماس بغزة.ومن المفيد ان نستذكر ما قاله الرئيس الشهيد ياسر عرافات عندما سئل حول مستقبل السلطة في ظل الغزو الامريكي الثاني للعراق في العام 2003 ..ابو عمار اكد لسائليه وعدد كبير منهم من احياء الان بلهجته المصرية الدارجة"حيدخلوا علينا اما وهم رايحيين او بعد ما يرجعوا". اللهم انا قد بلغنا ..الله فاشهد..