خبر : أين بن غوريون حينما يُحتاج اليه / بقلم: ايتان هابر / يديعوت 12/8/2012

الأحد 12 أغسطس 2012 04:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
أين بن غوريون حينما يُحتاج اليه / بقلم: ايتان هابر / يديعوت 12/8/2012



  يحسد الموقع أدناه منذ سنين طويلة في وسائل الاعلام واجهزة السلطة في دولة اسرائيل، حسدا قويا اولئك الذين يعلمون أيجب احباط التطوير الذري الايراني بهجوم عسكري أم يجب وقف اطلاق النار وابقاء الوضع كما هو وانتظار ما يأتي.             ما الذي يعرفونه ولا نعرفه نحن؟ وكيف يعلمون ما يحسن ويصح فعله في الزمن القريب مع تقدم البرنامج الذري الايراني؟ الحقيقة أنهم لا يعلمون، لا براك اوباما في الولايات المتحدة ولا بنيامين نتنياهو في اسرائيل، ولا اهود باراك هنا ولا ليون بانيتا هناك.             ان تقدير كل شخص في واشنطن وفي القدس حسن صحيح مثل تقديرات المجموعات الاستخبارية ورؤوس الادارة هنا وهناك. حسن ربما يعلمون بصورة أفضل منا ما الذي يحدث حقا بين آلات الطرد المركزي واليورانيوم المخصب هناك لكنهم في هذه الحال ايضا خبراء بالماضي فقط، والسؤال الرئيس اليوم يتعلق بالمستقبل: ماذا سيكون؟.             ان جواب هذا السؤال كما يقولون يتعلق بالناظر: فالذين يعتقدون انه ينبغي ان يهاجَم المفاعل الذري الايراني وفي أقرب وقت على يقين من ان هذا الهجوم العسكري سينجح ويؤمنون بأننا سنتخلص من الذرة الايرانية ربما بمرة واحدة والى الأبد. والذين يعتقدون انه ستحدث كارثة قومية اذا هاجمنا لا شك عندهم تقريبا في انه ستنشب حرب اقليمية وتحل عداوة كبيرة جدا بين اسرائيل وايران في أعقاب الهجوم. ويزعمون ان الهجوم الاسرائيلي سيؤخر المشروع الذري الايراني سنين معدودة فقط. وأفظع من ذلك أننا سنضيع تأييد الولايات المتحدة في الجبهة الامنية والسياسية والاقتصادية، وكيف تكون حالنا من غير الولايات المتحدة؟.             للمؤيدين والمعارضين معا قاسم مشترك واحد فقط هو ان حبات ساعة الرمل تنفد ويجب ان يُتخذ القرار الى هنا أو الى هناك كما يبدو قبل ان يفاجئنا الشتاء، أي قريبا.             كما قلت آنفا لا يعلم الموقع أدناه مثل كثيرين آخرين أي أفضل وأصح لليهود لكنه يستطيع ان يكتب هنا ان هذا "قرار بن غوريوني"، كما يكتب كثيرون ويقولون، وما هو هذا القرار؟ انه جريء وحكيم يثبت على مر السنين انه كان صحيحا وحكيما وتاريخيا، كذلك كان قرار بن غوريون على انشاء دولة اسرائيل مخالفا رأي كثيرين وأخيار.             ما يزال هذا بعد 64 سنة قرارا حكيما صحيحا ثبت لجميع الامتحانات الصعبة، لكن نقول بيننا خاصة انه كان مقامرة كبيرة على حياتنا في الأساس. والقرار على مهاجمة ايران مقامرة ضخمة على حياتنا جميعا، وقد لا يكون نتنياهو وباراك وآخرون معنا حينما يأكل أحفادنا الثمرات العفنة لهذا القرار وربما لا يفعلون.             هنا بالضبط المشكلة: إننا محتاجون الى بن غوريون كي يقرر، وليس عندنا اليوم مع كل الاحترام، ومع وجود احترام، بن غوريون كهذا. إننا نحتاج الى زعيم يسير وراءه أكثر الشعب لكن لا بعيون مغمضة، ويسوقنا ويفسر ويعلل ويقنع ويقود دولة اسرائيل الى ساعات صعبة، ربما، لكن يأتي وراءها نور عظيم. وقد برهن شعب اسرائيل في الماضي على انه مستعد للصعاب، لكنه يبحث عن الأمل ايضا.             يجب ان نتذكر ان القيادة الحالية لم تجرب الى الآن اتخاذ قرارات تاريخية ومصيرية. ولم يكن أحد سوى باراك الذي كان قائد كتيبة مدرعات في يوم الغفران من متخذي القرارات اليوم مشاركا في حروب، لا أحد منهم ألبتة، ولهذا ربما يجب على متخذي القرارات ان يحذروا حذرا مضاعفا.             كانت تفسيراتهم ستُقبل لدينا لولا ان قيل كلام مشابه ايضا قبل القافلة البحرية التركية وحكاية "مرمرة". اذا كانت هذه نتائج المباحثات الأكثر جدية فربما يحسن لو كان ممكنا ان نخرج بن غوريون من قبره، فربما يخلصنا حتى بصمته.