خبر : قراقع: ضروري إجراء تحقيق حول اختفاء رفات الشهيد البوز

الأحد 12 أغسطس 2012 02:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
قراقع: ضروري إجراء تحقيق حول اختفاء رفات الشهيد البوز



رام الله / سما / طالب وزير الأسرى عيسى قراقع السلطة الوطنية، اليوم الأحد، بضرورة العمل على إنشاء مختبر لفحص الصفة الوراثية (DNA)، حتى يتم إجراء الفحوصات اللازمة على جثامين شهداء مقابر الأرقام الذين تسلمهم إسرائيل للسلطة الوطنية. وأكد أهمية ذلك كون الكثير من هؤلاء الشهداء لم يتم التعرف على هويتهم حتى من قبل ذويهم، حتى لا تضيع الحقائق، أو تقوم إسرائيل بتشويه حقيقة تشخيص الشهداء الذين يسلمون لسلطة. جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، في مركز الإعلام الحكومي في وزارة الإعلام في رام الله، للوقوف على نتائج فحوصات الصفة الوراثية لكل من الشهيدين رمزي جال شاهين، وأنيس رفيق خليل من بلدة عين عريك غرب رام الله، والشهيد عبد الناصر البوز من مدينة نابلس. وأشار قراقع إلى أن نتائج فحص الصفة الوراثية جاءت مطابقة لكل من الشهيدين رمزي وأنيس، بينما الشهيد لم تظهر بعد نتائج فحص الصفة الوراثية للشهيد البوز، منوها إلى ضرورة عمل تحقيق موسع ليس فقط على مستوى الفحص الوراثي إنما أمني وطني، حتى يتم التعرف على الظروف التي اختفى بها البوز، وكشف الأطراف التي تقف وراء اختفاءه. وأضاف أن هناك هدف لإسرائيل من إخفاء الشهداء حتى تتحلل جثامينهم من أجل إخفاء الحقائق وصعوبة التحقيق في ظروف الجريمة، فهناك شهداء تم إعدامهم بعد أسرهم، وهناك من أخفيت جثامينهم من أجل إخفاء معلومات والتستر على أشخاص يقفون وراء استشهادهم، لذا فإن السلطة مطالبة بإجراء تحقيق داخلي حول هذا الموضوع. ولفت قراقع إلى أنه يجب العمل على استكمال ما تم البدء به سابقا عندما قامت الحكومة بتشكيل لجنة من قبل وزارات الخارجية، العدل، والأسرى، بمشاركة مؤسسات حقوق الإنسان، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، والقائم على ملاحقة سرقة جثامين الشهداء الذي فُتح وأغلق فجأة، رغم الضجة التي أثارها، لذلك فنحن أحق الناس بأن  نضع آليات ووعي لدى شعبنا، ويجب أن نقوم بكل الإجراءات اللازمة من أجل التأكد من عدم قيام إسرائيل بالتلاعب بجثامين الشهداء. وقال: ’عندما كانت تقوم إسرائيل بتسليمنا جثمان شهيد خلال فترة الانتفاضة، لم نكن نقوم بعملية فحص للجثمان، وما إذا تم سرقة أعضاء منه أم لا، حيث لم يكن هناك وعي كاف بهذا الموضوع، إلا أننا استدركنا هذا الأمر بعد حين، خاصة بعد أخذ روايات من أمهات الشهداء واللواتي تحدثن عن وجود سرقة أعضاء أبنائهم، إلا أن إثبات ذلك يحتاج إلى عمل مهني طبي حتى نستطيع توثيق الحقائق، وملاحقة إسرائيل قانونيا في كل المستويات كونها جريمة كبيرة بحق الشهداء’. وبين أن لا يجب الاعتماد على المبادرات الإسرائيلية بين فترة وأخرى، ’لأن هناك شهداء مازالوا محتجزين، في مقابر الأرقام، يفوق عددهم 250 شهيدا، لذا يجب أن يكون هذا الموضوع على أجندة المفاوض الفلسطيني سياسي إذا ما كان هناك مفاوضات جدية مستقبلا، وأن لا يبقى محصورا في الجانب الإنساني فقط’. وطالب قراقع بأن تكون قضية شهداء مقبرة الأرقام جزء من الاستحقاق الوطني الفلسطيني، والعمل على استرداد جثامينهم، خاصة أن بينهم جثامين لشهداء عرب سقطوا أثناء مشاركتهم في الثورة الفلسطينية. وأشار إلى أن المؤتمر المنعقد في شهر كانون الأول من العام الحالي، في العاصمة العراقية بغداد برعاية جامعة الدول العربية، والذي سيتناول قضية الأسرى، سيخصص جزءا منه لتناول قضية الشهداء في مقابر الأرقام، واحتجاز جثامينهم. بدوره، استعرض مدير مركز القدس عصام عاروري برنامج مراسم تشييع جثماني الشهيدين رمزي جال شاهين، وأنيس رفيق خليل من بلدة عين عريك، والتي ستتم غدا الإثنين، حيث ستجرى لهما جنازة عسكرية استعداد لمواراتهما الثرى. وقال عاروري إن أهمية حملة استرداد جثامين الشهداء تنبع من كونها استطاعت توحيد أبناء شعبنا، ’لأنها لم تفرق بين شهيد وأخر، واستطاعت استرداد جثامين لشهداء من مختلف الأطياف والفصائل الفلسطينية’. ورغم حزنهم، عبر أهالي الشهداء عن شعورهم بالراحة لاستطاعتهم استرداد جثامين أبنائهم، حتى تتم مواراتهم الثرى.