خبر : "رفح" :الجريمة والعقاب ..الجلد الفلسطيني للذات وموقف "هنية" ..هيئة التحرير

السبت 11 أغسطس 2012 12:44 م / بتوقيت القدس +2GMT



الاتهامات المتبادلة من بعض الاطراف الفلسطينية لبعضها البعض والتلميحات حول دور فلسطيني محتمل في جريمة رفح اساءت كثيرا للصورة الفلسطينية ككل وليس لقطاع غزة او حركة حماس بالتحديد. لا يتخيل احد من اولئك السذج مزودي ملوك التحريض بمادة اثباتات جديدة ضد شعبهم ان القضية باتت اكبر من تحريض سافر وكلمة تلقى هنا او هناك رغبة في المناكفة او طمعا في تقليل الضغط والضرر وما ياتي من قاهرة المعز من اخبار يؤكد ان استمرار حملة التحريض السافرة ضد غزة والفلسطينيين بصورة عامة تعيدنا الى ايام خوالي تركز فيها كره الفلسطيني بصورة مجنونة واصبح جزءا من ثقافة مصرية في زمن الرئيس الراحل السادات وجزء من فترة حكم حسني مبارك. حوادث كثيرة وغير معقولة يرويها القادمون عن خوف لدى العديدين من التفوه باصولهم الفلسطينية في عربات الاجرة وعدم رغبتهم بالحديث حتى لا يتم اكتشاف امرهم او طلب سيدة مصرية من مجموعة من الطلبة يدرسون في جامعة 6 اكتوبر بمغاددرة الشقة المستاجرة "لانهم فلسطينيون شاركوا في قتل جنود مصر". من الواضح  ان طرفي الانقسام بدا يدركان ان المزاج الشعبي المصري لا يفرق بين فلسطيني يقطن غزة او ذلك القاطن في ضاحية المصيون برام الله او في مخيم جنين ولا يهم من يتعرضون للماكينة الاعلامية الضخمة المحرضة ضد الفلسطينيين في ارض الكنانة الخوض في تفاصيل الانقسام لتحديد موقف من الفلسطينيين بعد  مذبحة رفح بناءا على جغرافية التواجد او الموقف من نظام الحكم الجديد. بعض الكتاب والصحفييين والسياسيين المصريين ادركوا بلا شك خطورة ما يحدث وبدانا نسمع اراء معتدلة ومعقولة لكتاب امثال عمار على حسن وعمرو حمزاي وعمرو الشوبكي وفهمي هويدي تحذر من المغالاة في اتهام غزة والفلسطينيين وتحذر من توابع الحدث الكبير والجريمة الكبرى على الموقف الشعبي المصري وما يترتب عليه من اسقاطات في ظل عجز كبير للاعلام الاخواني المصري وادواته في تقليل حجم الضرر. الا انه للحقيقة ودون مواربة فان اكثر التحركات وعيا بما حدث ومدى خطورته كان لرئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية الذي بادر ليس فقط باتصالات مع الحكومة ورئيس الجمهورية المصرية بل قام بحملة كبيرة طالت احزاب المعارضة المصرية ومن هم خارج دائرة الحكم فيما تراوحت رؤيته للجريمة بين الاستعداد للتحقيق  فيما لو كان هناك تورط غزي والنفي المطلق للمشاركة الفلسطينية.. فيما لم يتورط هنية في اتهام اي طرف فلسطيني ولم يتصرف من واقع مركزه في قيادة حماس التي تتعرض الى تسونامي من الاتهامات والتحريض غير المسبوق وسيل مركز من التحليلات الموجهة دون استبيان اشئ عن منفذي الجريمة ودوافعها. جريمة رفح وتداعياتها السياسية والجغرافية مرشحة للاستمرار فلسطينيا ومصريا واسرائيليا والمطلوب من طرفي الانقسام الفلسطيني "فتح وحماس" التقاط اللحظة التاريخية" للاستفادة من ديناميكية الحدث "الجريمة" والقفز الى مساحات وفضاءات اوسع لاعادة الوحدة في ظل النفي المطلق في الوعي المصري والعربي لاحلام زج غزة او الحاقها بمصر رغم الرغبة الاسرائيلية الجارفة وايضا التسارع في ملامح انهيار المشروع السياسي الفلسطيني في الضفة بفعل ما تقوم به اسرائيل من ممارسات واصرار نتنياهو على تحطيم السلطة ورئيسهها وتحويلها لى اداة امنية او اقتصادية في احسن حالاتها.      "وكالة سما"