خبر : اسرائيل تخشى من الجهاديين على حدودها.. وباحث يقول: البديل عن الاسد هو 'القاعدة'

السبت 11 أغسطس 2012 10:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل تخشى من الجهاديين على حدودها.. وباحث يقول: البديل عن الاسد هو 'القاعدة'



لندن وكالات الساعات الاخيرة للمقاتلين المجهدين في حي صلاح الدين قبل ان تقرر مجموعاتهم الانسحاب تحت وطأة تقدم الجيش النظامي، والتأكيد على هوية المقاتلين ذوي التوجه الاسلامي الذين باتوا يشكلون علامة الثورة، ومخاوف اسرائيلية من تواجد مجموعات جهادية على حدودها، وخطط بريطانيا لما بعد الاسد والاهم من ذلك الجريمة التي تغمر سورية ومدنها، عناوين وتوجهات صحف في بريطانيا وامريكا. جرائم واختطاف فصحيفة ’نيويورك تايمز’ تركز على مشاكل الجريمة التي نشأت عن انهيار معظم مؤسسات الدولة بسبب القتال، فمن درعا التي بدأت فيها الثورة الى حمص ودمشق وحتى في الاحياء التي لم تشهد سوى اشتباكات قصيرة اصبح فيها الضعفاء فريسة للصوص، فلم يعد اللصوص يخافون ملاحقة الشرطة بسبب فراغ مراكز الامن التي تركها جنودها وضباطها فارغة. كما وتنتشر عمليات الخطف لرجال الاعمال وتذكر في هذ السياق الصحيفة قصة رجل اعمال من حلب كان في طريقه لسيارته حيث اوقفه ثلاثة تحت تهديد السلاح وطلبوا منه ركوب سيارته ـ وظن رجل الاعمال ان الحكومة هي التي اعتقلته لكن عندما عصبت عينيه وقام خاطفوه بعمل مكالمة هاتفية عرف دوافعهم الحقيقية.ويكتشف رجل الاعمال ان المكالمة كانت لعائلته، حيث طلبوا منها 15 مليون ليرة سورية اي ما يقارب 200 الف دولار. ومع ان المقاتلين يحاولون ملء الفراغ في المناطق التي يسيطرون عليها، وتنظيم دوريات لحماية المواطنين الا ان استمرار المعارك واهتمامهم بأمنهم يجعل من قدرتهم على السيطرة على الامور المدنية محدودة. وبسبب غياب الحكومة وعجز المقاتلين فقد بدأ المواطنون باتخاذ اجراءاتهم الاحتياطية، فهم عندما يخرجون لا يضعون في جيوبهم المال، ويقوم رجال الاعمال والمواطنين العاديين بوضع الاقفال على بيوتهم لمنع المجرمين واللصوص الانتهازيين من اقتحامها، ويقول مواطنون في حلب وغيرها من المدن انهم الآن يدفنون مجوهراتهم ويخبئون المقتنيات الثمينة، وتقول مواطنة في حلب اسمها ياسمين ان لا احد يرغب بترك بيته لانهم لا يعرفون من سيأتي ويسرق ما فيه، ووصفت الوضع بالفوضى وغياب القانون والخوف بين السكان، فمن كثرة المجرمين في الشوارع لم يعد المواطن يعرف من سيختطفه ويطلب فدية من عائلته. ويقول رجال اعمال ان في حلب التي انزلقت نحو الفوضى ان العصابات الاجرامية انتشرت في الشوارع خارج المدينة الذين كان يأخذون كل ما تقع عليه ايديهم، لدرجة قيام رجل اعمال في مجال استيراد السيارات بنقلها للعراق بسبب غياب الامن.ويضيف التقرير ان قصص الاختطاف بدأت تنتشر منذ اذار ( مارس) عندما قالت الحكومة انها استعادت المدن الثائرة حيث تبدأ الفدية من 75 الفا ثم تخفض بعد المفاوضات للخمس. ويشير التقرير الى ان خبرات المجرمين تحسنت مع استمرار العنف ولم يعد المواطن يأمن حمل النقود وهو في بيته حيث يقوم اللصوص باقتحامها في وضح النهار.وتتهم المعارضة النظام السوري بفتح المجال امام الجريمة والتي قالوا انها بدأت بالانتشار منذ العام الماضي حيث ادت المعارك الى هروب جماعي للسكان مما سهل على المجرمين الدخول للاحياء الفارغة وسرقة المحلات والبيوت فيها. ومع السرقة تنتشر عمليات الاغتصاب حيث سجلت منظمة حقوق انسان ’نساء تحت الحصار’ حوالي 100 حالة منذ بداية الحرب. ويقول الناشطون ان الشبيحة هم جزء من المشكلة ولكن السرقات تحصل امام طوابير الخبز في المناطق التي يقولون انهم يسيطرون عليها. سلفيون وجهاديون الجريمة هي وجه تهديد كبير باتت تؤثر على العلاقات الاجتماعية وقد لا يكون مهما الا للسوريين انفسهم ضحايا النظام واللصوص معا، لكن ما يقلق الغرب وامريكا هو التهديد الذي تمثله جماعات المقاتلين الاسلاميين، ففي الوقت الذي تتأكد هوية الثورة الاسلامية تؤكد تقارير دور الجهاديين فيها. ففي تقرير نشرته صحيفة ’الفايننشال تايمز’ جاء فيه ان المقاتلين السوريين يدفعهم الواجب الديني في حربهم التي مضى عليها اكثر من 17 شهرا ضد نظام الاسد، وقد اكد التيار السلفي وجوده في الانتفاضة لدرجة ان بعض المقاتلين اطلقوا لحاهم بل وقال احد قادة كتائبهم في مدينة حمص انه مستعد لقول انه من القاعدة من اجل ازعاج النظام الذي القى باللائمة على ما يحدث في سورية على القاعدة والجماعات الارهابية الاجرامية المدعومة من دول اجنبية.وفي البداية لم يكن للانتفاضة اي طابع ديني اسلامي وظل قادة الجيش الحر ينفون وجودهم ثم اخذوا يقللون من وجودهم وبعد ذلك صاروا يتحدثون عن محالاوت احتوائهم او التعاون معهم، واخذت تنتشر القصص ان مقاتلي الجيش الحر او بعضهم يطلقون لحاهم كي يحصلوا على الدعم العسكري ومن الجماعات السلفية التي تحصل على تمويل احسن من الجيش الحر من شيوخ السلفية في السعودية وقطر ودول الخليج الاخرى. ويقول تقرير الصحيفة البريطانية انه وبسبب الاجراءات القمعية التي مارسها النظام ضد الانتفاضة السلمية فانها اصبحت متشددة ولان غالبية المنتفضين فيها من السنة الذين يقاتلون نظاما علويا، فقد اخذت الجماعات السلفية والاسلامية تعتبر انها تقاتل عدوا للاسلام وان ما تقوم به هو جهاد. ويعيد التقرير دخول الجماعات السلفية والجهادية الى طبيعة المقاومة المتشرذمة، مما ادى لدخول عدد وان كان محدودا من مقاتلي القاعدة الذين جاءوا من العراق او من دول عربية حيث شوهدوا عند معبر باب الهوى الذي سيطروا عليه الشهر الماضي.ونقلت عن متحدث باسم الجيش الحر ان ما مجموعه اربع الى خمس جماعات جهادية اجنبية تعمل في منطقة ادلب في شمال سورية، ويقول التقرير ان العديد منها رحب بها ان لم تستقبل بحرارة لانها تحمل معها النقد والسلاح. وعادة ما يفرق المحللون بين السلفية المحلية السورية التي حمل اتباعها السلاح بسبب ممارسات النظام وبين الجهاديين الاجانب، فالجيش الحر ينظر بالشك لجبهة النصرة التي اعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من العمليات الانتحارية فيما يتعاون من جبهة احرار الشام التي تقول انها لا تستهدف الا عناصر الشبيحة ومسؤولي النظام وانها الغت عمليات عدة بعد اكتشافها انها ستؤثر على المدنيين، ويقول باحث ان السلفيين السوريين، هم سلفيون في العقيدة وطنيون في الانتماء ويتمسكون بشعارات الثورة اما القاعدة فايديولوجيتها عالمية وعلمها ’اسود’.وكانت تقارير قد اشارت الى قيام جماعات الاخوان المسلمين التي عادت للنشاط بعد عقود من المنع للعمل في سورية حيث يقال انها قامت بانشاء خطط امداداتها الخاص وفرقها العسكرية. ويقلل الكثيرون من اهمية القاعدة في سورية واثرها في الانتفاضة السورية لان السوريين معتدلون في تدينهم بشكل عام وان انتشرت بينهم المظاهر السلفية والجماعات التي تنحو في خطابها منحى طائفيا. وهذا الحديث ليس مقنعا للغرب ولا لامريكا التي رفضت حتى الان تسليح الجيش الحر بشكل علني، خشية ان تقع الاسلحة في يد المقاتلين وارسلت فريقا من الاستخبارات ـ سي اي ايه ـ لمراقبة وصول الاسلحة المشتراة بمال قطري وسعودي، للايدي التي تستحقها. اسرائيل خائفة والمخاوف الامريكية هذه تقرن بالمخاوف الاسرائيلية، فقد نشرت صحيفة ’ديلي تلغراف’ تحليلا نقلته عن ’ديلي بيست’ الامريكية حللت فيه مخاطر الجماعات الجهادية على حدودها في ضوء هجوم يوم الاحد الذي ادى لمقتل 16 جنديا مصريا، وقد اثار الحادث مخاوف اسرائيل من تزايد وجود الجماعات الجهادية على حدودها مع مصر وغزة وحديثا مع سورية. ونقل التقرير عن ديفيد بوكيه المحاضر في جامعة حيفا قوله ان اسرائيل استفاقت اخيرا على حقيقة ان عدم الاستقرار في سورية ومصر ايضا يسمح بدخول الجهاديين، وقال الباحث ’على الناس ان يفهموا ان البديل عن بشار الاسد هي القاعدة’. ومع ان القتال لم يصل الى مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 الا ان ضعف السلطة المركزية وخطر وقوع الاسلحة الكيماوية في يد الجماعات الجهادية، اثار مخاوف الكثيرين وتقول الصحيفة ان بوكيه واحد من الاصوات الحادة التي تدعو الولايات المتحدة لدعم بشار الاسد بدلا من المقاتلين وانها اخطأت في دعم المقاتلين الاسلاميين في ليبيا حيث يقول ان الحكومة التي حلت محل القذافي تساعد جماعات التمرد الاسلامية في المنطقة. ومع ان المسوؤولين الحكوميين والعسكريين الاسرائيليين يرفضون تقييم بوكيه ويرون انه في سقوط الاسد انهيار للمصالح الايرانية في المنطقة الا انهم يشاركونه المخاوف من ناحية تزايد الجهاديين في المنطقة.واشار التقرير الى اجتماع مغلق حذر فيه مدير الاستخبارات العسكرية افيف كوتشافي من تحول هضبة الجولان لساحة للجهاد العالمي. ويشيرون الاسرائيليون الى ان مصر مختلفة، فقد جلبت الانتخابات الاسلامي محمد مرسي الذي يقولون انه متردد في التعاون الامني معهم، على الرغم من اصداره امرا بملاحقة المتطرفين في سيناء وقصفهم. ونقلت عن الجنرال الاسرائيلي المتقاعد دان هاريل قوله ان اسرائيل لا تسيطر بشكل كامل على المنطقة ولكن الاصوليين الاسلاميين الذين يفعلون ما يشاءون في سيناء، الذين لا يعرف عنهم الا القليل. الساعات الاخيرة في حلب ووصف تقرير خاص لصحيفة ’اندبندنت’ خروج المقاتلين من حي صلاح الدين في حلب، بانه بدأ بمجموعة من المقاتلين بدأوا بالانسحاب بعد ليلتين من السهر والتعب والخوف من ان قوات الحكومة قد حاصرتهم كي ينتهي بانسحاب كامل، فقد تخلى المقاتلون عن جبهة قاتلوا عنها بتصميم مدة 12 يوما، خلال قصف شديد من الجو ومن المدفعية ولم يتوقف ساعة واحدة، ولم يستطع المقاتلون على الرغم من المحاولات المستمرة لمنع تقدم الدبابات للحي.ويقول التقرير ان الخرق الذي احدثه النظام في جبهة المقاتلين يعني انه يتقدم، فبامكان الجيش الان جلب تعزيزات للحميدية التي يسيطر عليها وربطها مع قواته قرب القلعة ومع المطار. واضاف ان الجيش الحر اعترف بسقوط الحي حيث نقل عن احد قادته ان الجيش قرر الانسحاب تكتيكيا، مشيرا ان الجيش الحر كان يسيطر عليه بشكل كامل لولا القصف الذي لا يرحم الذي تعرضوا له.ووصف التقرير الطريقة التي اخلى فيها المقاتلون مقر قيادتهم في مدرسة في بستان القصر حيث نقل عن عبدالله فوزي احد الضباط ان الجيش يحاصرهم من كافة الجهات ومن الخطورة بمكان البقاء فيه، مشيرا انه يحملون معهم ما يمكن حمله، وقال احدهم ان الجيش الحر سيعود مرة اخرى ولكن الان يجب اخذ راحة. وكان اول المقاتلين الذين جاءوا من الارياف حيث زعم الجيش الحر ان عدد المقاتلين في حي صلاح الدين كان 20 الفا الا ان التقرير يقول ان عددهم نصف ذلك.وكان من بين المنسحبين رجال كتيبة ابو بكر من بلدة الباب حيث طاف قائدها على الحي وطمأن من بقي فيه انهم عائدون، وعلل خروجه وجماعته بانه لا داعي لخسارة ارواح وفي النهاية لم يعد لديه ورجاله ما يكفي من السلاح.ويقول التقرير ان اول الهاربين كان رجال فرقة اسلامية، حيث قالوا ان الاسد كان سيهزم لو توفر عدد كبير من الجهاديين. وعلق مقاتل قائلا ان الجهاديين ظلوا يتحدثون عن خبراتهم في العراق وصناعة المتفجرات ولم يظهر منهم اي شيء في النهاية. وقال التقرير ان القصف على الحي ادى قتلى مدنيين، وانه دخل اليه وبرفقته رجال المخابرات والشبيحة الذين اخذوا يفتشون بيوته بيتا بيتا.واشار تقرير ’الغارديان’ ان قادة الجيش الحر يقولون ان الانسحاب لم يؤثر على معنويات المقاتلين، مشيرا الى ان الجميع متفق من قادته وجنوده على اهمية انشاء منطقة آمنة، حيث قال احد قادتهم لا يريدون ’بنادق ولا اسلحة فقط القدرة على التخلص من الطائرات التي تقتلنا’.