خبر : سجناء أمنيون يسيطرون على الغرفة، السجانون يهربون../ حكم حماس في السجن../ معاريف

الخميس 09 أغسطس 2012 03:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
سجناء أمنيون يسيطرون على الغرفة، السجانون يهربون../ حكم حماس في السجن../ معاريف



    يصعب على المرء ان يصدق ما يراه في شريط مصور لكاميرات الحراسة في سجن رامون. فقد "سيطر" السجناء الامنيون على غرفة الزيارات، هاجموا سجانين وهربوهما من المكان. ويُعد الحدث واحدا من سلسلة أحداث عنف، تضمنت هجمات عنيفة شارك فيها سجناء امنيون في السجون الاسرائيلية. وتعتقد محافل عديدة في قيادة مصلحة السجون بأنه "يوجد فقدان سيطرة في مصلحة السجون"، واليوم الذي "يذبح فيه أحد ما سجانا اسرائيليا" ليس بعيدا.             ووصل الى "معاريف" شريط مصور بكاميرات الحراسة في سجن رامون، يمكن فيه ان يرى المرء بوضوح الحدث الذي وقع قبل نحو عشرة اسابيع وأحدث صدمة عميقة في اوساط مهنية عديدة في مصلحة السجون، ولكنه لم ينشر على الملأ وكاد لم يُطلع عليه تقريبا مسؤولو مصلحة السجون.             ويُعد هذا واحدا من سلسلة أحداث عنف شارك فيها سجناء امنيون، حدث "لم يقع مثيله بين جدران السجون"، على حد قول الكثيرين في مصلحة السجون. وخلافا للماضي، على حد قول السجانين، حين لم يكن ممكنا لأحد ان يرفع يده على سجان اسرائيلي، حيث كانت تُقطع، فاليوم تمر الامور دون أي رد فعل، بل وفي حالات عديدة لا يُرفع فيها تقارير الى المستويات العليا أو تصل هذه جزئية ومقطوعة.             ويظهر في صور الفيديو عن الاحداث في سجن رامون سجناء يجلسون على كراسيهم في غرفة الزيارات، والتي يفصلها حاجز زجاجي كاتم ويتحدثون بسماعات الهاتف مع ابناء عائلاتهم في الجانب الاخر من الغرفة المنقسمة. ويتواجد في ذات الوقت مع السجناء سجانان من مصلحة السجون. في مرحلة معينة تندلع جلبة، فيهاجم السجناء السجانين بعنف وهذان يفران من الغرفة. وتنشب في الغرفة جلبة كبيرة.             وحسب النظام، يفترض بالسجانين هنا ان يضغطوا على زر الانذار الشخص. كما يفترض أن يعلن عن "حالة طوارىء فورية"، فتهرع الى المكان قوات التدخل الخاصة، وتخرج العائلات من الغرفة ومن السجن وتنتهي الزيارة في ذات اللحظة. كما يفترض بثلة التأهب ان تسيطر على كل السجناء المتواجدين في غرفة الزيارات، بل ويمكنها أيضا عند الحاجة أن تستخدم القوة بما في ذلك الغاز المسيل للدموع، وتلقى بهؤلاء السجناء على الفور في الزنازين، وتلغى الزيارات لفترة ردع وعند الحاجة يمكن الغاء الزيارات لعدة أسابيع في كل السجون الامنية في اسرائيل. كما يفترض أن يتم التحقيق في الحدث وترفع لوائح اتهام ضد السجناء المشاغبين.             أما في الواقع فلا شيء من هذه الامور يحصل. بعد بضع دقائق من تهريب السجانين، وصل الى المكان قائد سجن رامون العقيد منشه ناحوم، مع بعض السجانين. وللمفاجأة الشديدة، بدلا من السيطرة على الحدث وانهاء الزيارة بدأ يجري مفاوضات مع السجناء بل وأمر السجانين معه (باستثناء ضابط واحد آخر) مغادرة المكان. وكل الحدث أداره سجين يدعى رجوب (قريب جبريل الرجوب) يعمل كناطق رسمي باسم السجناء الامنيين، وهو يتجول في المنطقة طوال الحدث وكأنه هو قائد السجن، وليس الضابط الاسرائيلي.             في نهاية المفاوضات التي أدارها قائد السجن مع المشاغبين، استمرت الزيارة دون عراقيل بل ودون حضور سجانين اسرائيليين وصلوا الى المكان في وقت لاحق فقط. وقال السجناء ان الاسرائيليين وعدوا بتعويضهم واجراء الزيارة في ظل مراعاة "خسارة الوقت" التي لحقت بالسجناء عقب حالة الشغب.             حدث من هذا النوع، يقول مصدر في مصلحة السجون يمر وينتشر في الشارع الفلسطيني كالنار في الهشيم. هذا انهيار للردع الذي بدونه لا يمكن ادارة سجون أمنية. وبالمناسبة، في اعقاب الحدث ترك مصلحة السجون أحد السجانين اللذين اعتدي عليهما لشعوره بالاهانة. والكثيرون في مصلحة السجون يعتقدون بان في السنة الماضية طرأ تراجع خطير في الردع الاسرائيلي حيال السجناء الامنيين، بلغ ذروته بعد اضراب السجناء الامنيين الذي انتهى بتراجع اسرائيلي تام وتنازل عن كل ما تحقق من قبل: الامتيازات المبالغ فيها للسجناء الامنيين، والتي الغي بعضها في أعقاب الضغط الجماهيري، اعيدت كلها تقريبا.             "نحن نفقد مصلحة السجون"، يقولون في المصلحة، "قريبا من غير المستبعد أن يتجرأوا على المس بالسجناء ويلحقوا بهم أضرارا أكثر فداحة".             وجاء من مصلحة السجون التعقيب التالي: "في السنة الماضية وقعت عدة أحداث في السجون الامنية في الجنوب، معظمها إن لم تكن كلها ردا على نشاط تنفيذي قامت به المصلحة لاحباط ادخال أغراض ممنوعة ومحاولات لتوجيه عمليات مضادة من داخل السجون. وقد عولجت كل الاحداث التي رفعت فيها التقارير في الزمن الحقيقي على مستوى عملياتي واداري في ظل التروي وتقليص التأثير على دوائر أوسع وبالتنسيق مع محافل أمن اخرى. كل أعمال الاخلال بالنظام من جانب السجناء حظيت وتحظى برد فعل عقابي مناسب وفقا لظروف الحدث والمشاركين فيه".