خبر : سلم أولويات جديد/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 7/8/2012

الثلاثاء 07 أغسطس 2012 05:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
سلم أولويات جديد/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 7/8/2012



 محاولة العملية أول أمس قرب كرم سالم هي بلا شك استثنائية من حيث طريقة العمل، الجسارة وبالاساس لانها وجهت ليس فقط ضد اسرائيل بل وايضا بشكل مباشر ضد قوات مصرية. وكان هدفها على ما يبدو ليس فقط القتل او الخطف في طرفنا، بل وايضا محاولة دق اسفين بين اسرائيل ومصر، وتعظيم الفوضى في المنطقة. وهكذا فانها ترتبط بطريقة عمل القاعدة ومحافل الجهاد العالمي في اماكن كالعراق أو افغانستان. وتحاول هذه القوى استغلال الوضع الذي يسود فيه الاضطراب اصلا، ومن خلال عمليات استعراضية واسعة دفعه الى التفاقم أكثر فأكثر وضعضعة محافل الحكم، في هذه الحالة بالذات الحكم المصري.  وبالذات على المستوى العملياتي الصرف، فان حجم العملية وبدأها بفعل عنيف وصاخب في الاراضي المصرية سهلا من عمل الجيش والمخابرات الاسرائيلية المهني والناجح. فاسهل العثور – مسبقا وبالتأكيد بعد بدء اطلاق النار في الطرف المصري – على حجم كبير كهذا من الحركة والاستعداد من العثور على نفق يحفر على مدى اشهر، مثلما حصل في عملية اختطاف جلعاد شليت. اسهل ضرب مركبتين تحاولان التسلل عبر الجدار من العثور على منفذ وحيد ينطلق من منطقة مدنية، مثلما حصل غير مرة في يهودا والسامرة، او خلية صغيرة تتسلل عبر نقطة ضعف في منظومة الدفاع. وهذا لا يقلل في شيء من الانجاز الذي حققه من كشف ومن عمل في الميدان، ولكن القاعدة هي أنه كلما كانت العملية اكبر وأكثر "عسكرية" يكون أسهل على الجيش المدافع، وبالتأكيد المزود بوسائل متطورة، كالجيش الاسرائيلي ان يتصدى لها.  فضلا عن المسألة التكتيكية، يُطرح السؤال عن معنى عالم التهديدات الجديد الذي تواجهه اسرائيل. واضح أنه في كل الحدود، بما في ذلك تلك التي في جانبها الاخر دولة يوجد لنا معها اتفاق سلام، ينشأ وضع من ضعف النظام العربي المقابل، مع تصاعد ميول العنف، في حالة سيناء، تطرف ديني وبالاساس عداء للنظام المصري (جذوره تعود الى ما فعل ولم يفعل نظام مبارك بالنسبة للبدو في سيناء). واضح أن وضعا فوضويا كهذا بالفعل يغري محافل هذه هي طريقة عملها. ولكن يمكن ايضا الادعاء بان هذا الوضع الجديد يهدد اسرائيل وسكانها اقل من العالم القديم الذي كانت فيه خلف الحدود جيوش نظامية ووسائل تعود الى دولة.   كلمتا "الجهاد العالمي" تبدوان مخيفتين، ولكن خلفهما يقف فكر وربما أيضا تقاسم لمصادر التمويل، الالهام والتدريب، وليس كيان موحد وقوي ما. القاعدة توجد في حالة دفاع منذ 11 ايلول 2001، ورؤيا عالم غربي يجرفه تسونامي ارهاب لم تتجسد. محافل الارهاب هذه تنمو أساسا في المكان الذي تورط فيه الغرب في وضعية محلية اشكالية، وأولا وقبل كل شيء في العراق. البدو في سيناء، او الخلايا التي عادت من العراق الى سوريا وستحاول المس باسرائيل، يشكلون تهديدا على أمننا أقل بكثير من جيش مصري أو سوري – أو صواريخ حزب الله، التي هي ايضا قادرة على أن تضرب الجبهة الداخلية، ولكنها لا تشكل خطرا حقيقيا على وجود الدولة وحدودها. ليس المطلوب هو تخويف الكلمات الكبيرة، بل الفحص السليم لعناصر الامن الاسرائيلية، بتعابير الكلفة والمنفعة. وزير الدفاع ايهود باراك محق حين يقول ان نصيب الامن من اجمالي الانتاج انخفض جدا في العقدين الاخيرين؛ المشكلة هي أن ليس واضحا دوما كم من الميزانية القائمة يستثمر في الرد على التهديد الحقيقي، وكم منه لا يزال يغذي منظومات كان هدفها العالم القديم ذا القوة. رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت هو الاخر تحدث عن ذلك مؤخرا، حين شكك بالحاجة الى منظومات باهظة الثمن جدا اشتريت لاغراض الامن.  سيكون مثابة خطأ اذا أدى الفهم بانه توجد تهديدات جديدة فقط الى حملة مشتريات وتوسع، وليس الى فحص بارد الروح عما يجب اليوم وما لا يجب. ولا يدور الحديث فقط عن المال، بل وايضا عن اعداد المتجندين والغرض منهم، المنفعة الحقيقية من المنظومات التي استثمر فيها الكثير جدا في الماضي، مفعول مفاهيم العمل ومنظومة التهديدات التي يقصد بها ما قرره غابي اشكنازي إذ قال "اننا دائما نستعد للحرب الكبرى والامن الجاري هو تابع لها". امن الحدود، خلافا لامن الجبهة الداخلية الاسرائيلية وربما ايضا لوضعها في العالم غير التقليدي، افضل بكثير مما في الماضي؛ السؤال كم من المقدرات يجب الاستثمار لا يمكن أن يتلخص في "نأخذ ما يوجد، ونضيف ما ينبغي لان الجهاد العالمي على مداخلنا".