يوم الأحد الماضي، في برنامج "مندلبويم وبيرنبويم"، ظهر صحفي غني "بالتجربة الاستراتيجية" الا وهو "بالون لا دافيد". السيد "بالون لا دافيد" قال بسماء من الجدية ان "احتمال نجاح هجوم اسرائيلي على مواقع النووي الايرانية هو صفري. وهز السيدان "مندلبويم وبيرنبويم" برأسيهما الشائبين ولم يتصورا ان يسألا السيد "بالون" ما هو مصدر صلاحيته باطلاق هذا التصريح الذي هو حرج جدا لامن اسرائيل. بل انهما لم يكلفا نفسيهما عناء الملاحظة للسيد "بالون" وللمشاهدين بان "الشاهد" ليس "شاهد خبير"، بل هو مثابة "ملقي جمل" دون أن تكون له فكرة عما يقوله. كما انهما لم يكلفا نفسيهما لسؤاله السؤال اللازم وهو: الا يعتقد بان مثل هذا التصريح يلحق ضررا بدولة اسرائيل في هذا الوقت؟ اذا كان الايرانيون سيأخذون بجدية تصريحات السيد "بالون"، فانهم سيقدرون بانه ليس لدى اسرائيل خيار عسكري في الزمن القريب القادم، وانه يمكن من ناحيتهم ان يواصلوا تخصيب اليورانيوم كاعداد لبناء قنبلة نووية. وسيكون في هذا مثابة ضرر للردع الاسرائيلي وللخط الذي تتخذه دولة اسرائيل حيال التحول النووي الايراني. بمعنى أنه في مثل هذه الحالة يخرج السيد "بالون لا دافيد" كمقتلع لاسرائيل. واذا لم يأخذ الايرانيون تصريحات السيد "بالون" على محمل الجد، فان الرجل ليس جديرا بان يظهر في البرنامج الهام ذي "مندلبويم وبيرنبويم"؛ فالمراسل العسكري الذي لا يستمع العدو الى أقواله عديم الاهمية. بالايجاز، يا أصدقائي قادة أجهزة الامن السابقين وانتم ايضا ايها الاعلاميون، اقول لكم التالي: دعوا الحكومة تدير الاستراتيجية والعملية حيال الايرانيين وكفوا عن لعب الشطرنج مع أنفسكم. كلكم تفهمون بان ادارة صراع ناجح، قسم كبير منه هو نفسي، عندما يكون ينفخ في قذالتكم من تجرى المقابلات الصحفية معهم كخبراء مزعومين، هي أمر صعب للغاية. فالمسؤولية، وبسبب هذا الصلاحية ايضا غير قابلة للتجزئة. هذه هي القاعدة الاولى في القيادة. احيانا أحسد الامريكيين. فهم يعرفون، في الغالب، كيف يعطون الثقة لمن يدير الحرب وكذا ريح اسناد وصفة وطنية – بينما نحن "ننبش" في مستنقعنا ونطلق النار في ظهر من يقود. أفهم بان اسقاط حكومة نتنياهو هو أمر هام للكثير منكم، ولكن لا تضحوا بردع اسرائيل من أجل هذا الهدف. قدرة الردع الاسرائيلية في هذا الوقت، عندما يكون خطر كبير يحدق بنا، هامة جدا وهي تستوجب منا أن نعرض امام الايرانيين جبهة موحدة. فكل طفل يفهم بانه اذا سمع العدو بان رئيس الاركان يعارض الهجوم في ايران فهذا يعني أن رئيس الاركان يفكر باننا لسنا جيدين لذلك بما فيه الكفاية. أفلا يزيد هذا الاحتمال في أن نضطر الى استخدام القوة؟ وبشكل عام لماذا لا نعرف كيف لا نتحدث؟ والسؤال صحيح للصحفيين، للخبراء وللمذيعين. وأنا لا أقترح المس لا سمح الله بالحقوق الديمقراطية ولكن فقط بحق التصرف بتسيب. ومن أجل الا نشهر باناس طيبين من فوق صفحات الاعلام حاولت، ربما بشكل أخرق، "خلط" الاسماء – وكل خيال هو بالصدفة فقط.