في اثناء مقابلة مع اللواء (احتياط) اهارون زئيفي – فركش اقتبس المحلل العسكري للقناة الثانية روني دانيال من كلام مسؤولين كبار في الجيش الاسرائيلي وجهاز الاستخبارات تفكيرهم أعوج لاذع: يرون انه اذا لم تهاجم اسرائيل ايران فمن المحتمل ان يكون لآيات الله قنبلة ذرية؛ لكن اذا هاجمت اسرائيل فستصبح ايران آنذاك بيقين دولة ذرية. وبحسب هذا المنطق فان القصف الاسرائيلي أو الغربي لمنشآت آلات الطرد المركزي سيمنح الايرانيين شرعية ترك اتفاق منع نشر السلاح الذري وتُمهد طريقهم لانتاج قنبلة ذرية على رؤوس الأشهاد. ان الصياغة الصحيحة معاكسة فنقول انه سيكون لايران بيقين سلاح ذري اذا فشلت العقوبات الاقتصادية واذا لم يتم تنفيذ العمل العسكري. ان ايران حينما جاءت للفحص عن استمرار علاجها للمشروع الذري فحصت عن القوة والجدوى فقط. فماذا عن الشرعية؟ لا يهمها بالضبط ان يُندد بها حينما تملك القنبلة الذرية. بل ان دافيد غروسمان ويورام كانيوك في حكمتهما لن يكتبا في صحيفة "هآرتس" مقالات تؤثر في القلب تتحدث عن مبلغ فظاعة ان الايرانيين لم يحترموا التزامهم لكونهم موقعين على ميثاق منع النشر الذري، بل ان آخرين سيتهمون اسرائيل لأنها سببت حصول طهران على القدرة الذرية. ندد غروسمان أول أمس بالصمت. لماذا لا يثور كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي الخاضعين لسلطة الحكومة المدنية على نية بنيامين نتنياهو ان يهاجم ايران؟ بل انه يتوقع منهم ان يستقيلوا عشية هذه الخطوة الحاسمة. فهل هذه دعوة بالايماء الى التآمر على الحكومة؟ (هل هو شيء يشبه ما فعله غابي اشكنازي وضباطه في مكتب وزير الدفاع المسؤول عنه؟). ان الاسئلة التي عرضها غروسمان وكانيوك في هذا الشأن الصعب تستحق النظر فيها. ان بنية شخصية رئيس الوزراء والوزراء الذين انتخبوا ليقودوا اسرائيل ذات صلة باستيضاح السؤال المصيري. توجد فقط مشكلة ثقيلة في مقالة غروسمان وهي انه كان يمكن طرح الاسئلة والتساؤل والمخاوف والتحفظات التي يعرضها الأديب ذو الشعبية بصورة خطية من الاتجاه الآخر ايضا، فقد كان يمكن ان يأتي مؤيد لقصف ايران ليعرض تلك المخاوف نفسها لو كان يرأس حكومة اسرائيل شخص يعاكس ميله ميل نتنياهو. هذه هي قوة الجدل وهذا هو ضعفه. بيد انه في الاثناء خرج الجدل عن النقاش العام في انه هل نقصف أم لا. ان الصحفيين والمحللين "يخرجون من الخزانة" جنرالات الجيش الاسرائيلي الذين يُبدون آراءهم لا في لقاءات مرخصة وداخلية مخصصة لذلك فقط، وهذا ما يجب ان يكون، بل يثرثرون احيانا في حفلات كوكتيل أو على مشهد من مسؤولين كبار سابقين ينشرون الكلام على الملأ، حتى انه يبدو ان عددا من الثرثارين الاسرائيليين تولوا مهمة السلوك وكأنهم من الحرس الثوري الايراني.